وجهت أوساط إسرائيلية سياسية ومهنية في وزارة الخارجية انتقادات شديدة لرئيس الحكومة ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، في أعقاب إعلانه أول من أمس، الجمعة، عن قراره بتعيين الوزير داني دانون سفيرا لإسرائيل في الأمم المتحدة.
ويذكر أن دانون هو أحد غلاة الجناح اليميني المتطرف في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، وهو يعلن معارضته لمجرد إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، وكان نتنياهو قد أقاله من منصب نائب وزير الأمن، خلال العدوان على غزة في الصيف الماضي، بعد أن دعا إلى إسقاط حكم حماس خلافا لموقف الحكومة.
ونقلت الصحف اليوم الأحد عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقادها لقرار نتنياهو، وقالت إن "دانون هو شخص غير المناسب في المكان غير المناسب وفي الوقت غير المناسب" لتعيينه سفير في الأمم المتحدة.
وأضافت المصادر ذاتها أن "لا أحد في الأمم المتحدة سيأخذه على محمل الجد، لأن الجميع يعرف أنه ليس مقربا من رئيس الحكومة، ولا يمثله وحتى أنه تم إبعاده من الحكومة. ويطرح هذا الرجل مواقف استفزازية حتى بنظر أقرب الدول الصديقة لإسرائيل، مثل التشيك وكندا وأستراليا. من سيقنع هناك، أفراد حفل الشاي؟" في إشارة إلى اليمين المتطرف الأميركي.
وأثار هذا التعيين انتقادا داخل حزب الليكود أيضا، الذي يرأس دانون لجنته المركزية. وقال قيادي في هذا الحزب إن نتنياهو أقدم على هذا التعيين من أجل إبعاد دانون عن رئاسة حزب الليكود، وأنه "فضّل تعيينا سياسيا على تعيين مهني" وأن "نتنياهو أرسل دانون إلى الأمم المتحدة للتخلص منه واستعادة القوة في اللجنة المركزية لليكود".
وعقبت قائمة "المعسكر الصهيوني" المعارضة على قرار نتنياهو بالقول إنه تعيين دانون هو "مسمار آخر يدقه بيبي في نعش علاقات إسرائيل الخارجية"، واعتبر رئيس هذا المعسكر، يتسحاق هرتسوغ، أن "نتنياهو يتخلى عن دولة إسرائيل في المعركة السياسية القاسية في الحلبة الدولية، ويفضل مصلحته الشخصية في اللجنة المركزية لليكود على المصالح الأمنية الإسرائيلية".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف