- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2015-08-17
قبل فترةٍ وجيزةٍ زار مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، د. تسفي بارئيل، تركيّا، وقام بإعداد سلسلة من التقارير حول أخر المُستجدّات على الساحة التركيّة الداخليّة، وأيضًا تناول موضوع اللاجئين السوريين والتحضيرات التركيّة لإقامة منطقة عازلة في سوريّة. اليوم الاثنين، نشر في الصحيفة، نقلاً عن مصادر وصفها بالمطلعة جدًا في أنقرة، تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس التركيّ، رجب طيّب أردوغان، ورئيس المكتب السياسيّ في حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، خالد مشعل.
وقال د. بارئيل في سياق النبأ الحصريّ الذي أورده إنّ المسؤولين الأتراك يتحدّثون عن تقدم في محادثات جارية بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة تركية ومصرية، حول اتفاق تهدئة طويلة الأمد بين الجانبين، تشمل رفع الحصار عن قطاع غزة. ونقل المُحلل الإسرائيليّ عن مصادر تركية قولها إنّه خلال لقاء مغلق عقد الأسبوع الماضي بين الرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان، ورئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، جرى بحث إمكانية إقامة ميناء في قطاع غزة، وفتح معبر بحري لميناء في شمال قبرص، وهي المنطقة الخاضعة لتركيا في الجزيرة، لكي تجري فيه إجراءات التفتيش الأمني.
من جهة ثانية، أضاف د. بارئيل، نقلاً عن المصادر عينها، تتحدث أنباء عن أنّ وفدًا رفيع المستوى من حماس، يضم إسماعيل هنية وفوزي برهوم وخليل الحية، سيتوجه إلى القاهرة غدًا، من أجل البحث مع رئيس المخابرات المصرية تحسين العلاقات بين الجانبين. وأشارت المصادر عينها، كما أورد المُحلل د. بارئيل، إلى أنّ المملكة العربيّة السعوديّة ودول خليجية تدعم الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق تهدئة وإبعاد حماس عن تأثير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، بحسب المصادر عينها.
وتابع قائلاً إنّه منذ أنْ تمّ اختيار الملك سليمان عاهلاً للسعوديّة في كانون الثاني (يناير) من العام الجاري، باشرت السعوديّة بتبنّي وتطبيق إستراتيجيّة جديدة هدفها تشكيل حلف سُنّي يعمل على كبح جماح التأثير الإيرانيّ في منطقة الشرق الأوسط، وكجزءٍ من هذه الإستراتيجيّة، شدّدّ المُحلل الإسرائيليّ، فقد قامت الرياض بتطوير علاقاتها مع أنقرة، على الرغم من الاحتجاجات المصريّة على هذه الخطوة، كما أنّ الرياض، بحسب المُحلل الإسرائيليّ، ترى في عودة حركة حماس إلى “البيت العربيّ” جزءً لا يتجزأ من النضال لوقف التأثر الإيراني في المنطقة.
واعتبر المُحلل في سياق تقريره إنّه في حال التوصل إلى اتفاق، غير مباشر، بين إسرائيل وحماس فإنّه سينطوي على تناقض يتمثل بأنه في إطار الجبهة الإسرائيليّة – العربيّة ضدّ إيران ستضطر إسرائيل إلى تبنّي إستراتيجية سياسية تربط الاتفاق مع حماس بتحسين علاقاتها مع تركيا من دون المس بعلاقاتها مع مصر، على حدّ تعبيره. وأضاف المُحلل الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ الحكومة الإسرائيليّة بقيادة بنيامين نتنياهو تعتبر أنّ اتفاقًا كهذا لا يتطلب منها وقف البناء في المستوطنات أو الانسحاب من المناطق المحتلة، أي الضفة الغربية، وأنّ لهذا الأمر عدة أفضليات، بينها التحرر من الضغوط الدولية لرفع الحصار عن غزة، وتخفيف الضغوط الاقتصادية التي تهدد بانفجار في القطاع. ورأى المُحلل الإسرائيليّ أنّ أن الخاسرين الأساسيين الاثنين من اتفاق كهذا قد يكونا رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عباس، وقيادة حركة فتح، لأن تطوير اقتصادي للقطاع تحت قيادة حماس يعني الانفصال عن القطاع، على حدّ تعبيره.
علاوة على ما ذُكر أنفًا، زادت المصادر التركيّة قائلةً للصحيفة العبريّة إنّ السؤال الأهّم في هذه التطورّات ما هو الموقف المصريّ؟. ولفتت إلى أنّه بضغط من العربيّة السعودية قامت مصر بإلغاء القرار الذي اعتبر حركة حماس تنظيمًا إرهابيًا، ولكن من وجهة نظر صنّاع القرار في مصر، فإنّ ترميم العلاقة بين القاهرة وحماس يعني بشكلٍ غيرُ مباشرٍ تقوية حركة الإخوان المُسلمين، أوْ كما أسمتها المصادر إطلاق رصاصة ذاتيّة بالرجل، على حدّ وصفها.
وأضافت المصادر عينها أنّ القاهرة ستجد صعوبة بالغة في رفض المطالب السعوديّة القاضية بفتح معبر رفح، وذلك لأنّ تعلّق الاقتصاد المصريّ بالأموال السعوديّة بات يتنامى كثيرًا في الفترة الأخيرة، وخلُصت المصادر إلى القول إنّه إذا سمح الرئيس عبد الفتّاح السيسي لوفد حماس بزيارة القاهرة غدًا، سيكون هذا التطوّر بمثابة إعلان عن تغيير مصر لسياسته فيما يتعلّق بحماس، حسبما ذكرت المصادر.