
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2022-04-23
زابوريجيا (أوكرانيا) - أ ف ب: أعلنت روسيا أنها تسعى للسيطرة على جنوب أوكرانيا ومنطقة الدونباس بالكامل بعد شهرين على غزو الجيش الروسي الذي اتهمته الأمم المتحدة، امس، بارتكاب أعمال "قد ترقى إلى جرائم حرب".
قال مسؤول عسكري روسي كبير، امس، إن "أحد أهداف الجيش الروسي هو بسط سيطرة كاملة على الدونباس وجنوب أوكرانيا" في إشارة إلى "المرحلة الثانية من العملية الخاصة" التي تهدف بين أمور أخرى إلى "ضمان ممر بري باتجاه شبه جزيرة القرم".
وكانت موسكو قد قرّرت سحب قواتها من محيط كييف ومن شمال أوكرانيا في نهاية آذار لتركيز عملياتها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها.
أوكرانيا التي حصلت من الغرب على شحنات كبيرة من الأسلحة في الأيام الأخيرة، تواصل التأكيد على قدرتها على إخراج القوات الروسية من البلاد.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الخميس، "يمكنهم فقط تأخير الأمر المحتم - اللحظة التي سيضطر فيها الغزاة إلى الانسحاب من أراضينا وخصوصا ماريوبول".
وأكدت كييف أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي تقول موسكو، إنها "حررتها"، ما زالت تقاوم القوات الروسية، مشيرة إلى أن آلاف المقاتلين الأوكرانيين يواصلون القتال بضراوة للدفاع عن مجمع آزوفستال الهائل للصناعات المعدنية الذي يتحصن فيه أيضا مدنيون.
وقال الحاكم الإقليمي لمنطقة دونيتسك الأوكرانية بافلو كيريلنكو لوكالة فرانس برس، امس، إن مستقبل الحرب في أوكرانيا "رهن بمصير ماريوبول"، معتبرا أن لهذه المدينة أهمية "استراتيجية" للأوكرانيين في دفاعهم عن المنطقة، وللروس في سعيهم لإيجاد صلة وصل برية مع القرم.
وتابع كيريلنكو، "العدو يركّز كل جهوده على ماريوبول"، في حين لا يزال ما بقي من مقاتلين أوكرانيين فيها يتحصّنون في مجمّع آزوفستال الصناعي مع "ما يصل إلى 300 مدني".
وطلب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، امس، ضمان وجود ممرات إنسانية في ماريوبول لمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي.
من جهته، أعلن الكرملين في بيان حول المحادثات الهاتفية أن كييف لا تسمح للقوات الأوكرانية المحاصرة في مدينة ماريوبول الساحلية بالاستسلام.
وامس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها مستعدة "في أي لحظة" لوقف إطلاق النار في موقع آزوفستال الصناعي، من أجل السماح بإجلاء مدنيين، إذا استسلم المقاتلون.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، امس، أن المفاوضات بين موسكو وكييف الرامية إلى إيجاد حلّ للنزاع "متعثرة"، بعدما فشلت المباحثات في إحراز أي تقدم واضح.
وقال لافروف، إن المفاوضات "متعثّرة، لأن اقتراحا قدّمناه إلى المفاوضين الأوكرانيين منذ خمسة أيام وتمّت صياغته مع الأخذ في الاعتبار تعليقاتهم، لا يزال دون جواب". من جانبه، أشار رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي إلى أن جلسة مفاوضات جديدة عُقدت، امس.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، إن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين على الأرجح.
وقال المسؤول للصحافيين، "هذه ليست قصة خيالية اقتربت من نهايتها السعيدة. أعتقد أن من المحتمل أن نشهد زيادة كبيرة جدا في الهجمات العسكرية الروسية في الشرق، وأعتقد أننا سنشهد على الأرجح تكثيفا للهجمات العسكرية الروسية بطول الساحل".
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، إن القوات الروسية كثفت هجماتها على خط المواجهة في الشرق، وتحاول شن هجوم في خاركيف إلى الشمال من هدفها الرئيسي المتمثل في منطقة الدونباس.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها استولت على مستودع أسلحة كبير في منطقة خاركيف. كما أفادت بقصف عشرات الأهداف في منطقتي دونيتسك وخاركيف، امس.
ووثقت الأمم المتحدة، امس، سلسلة أعمال للجيش الروسي قالت، إنها قد ترقى إلى جرائم حرب.
وقالت رافينا شامدساني خلال جلسة عرض منتظمة للأمم المتحدة في جنيف، إن "القوات المسلحة الروسية قصفت بشكل عشوائي مناطق مأهولة ما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير مستشفيات ومدارس وبنى تحتية مدنية أخرى وكلها أعمال قد ترقى إلى جرائم حرب".
وأضافت، إن الأمم المتحدة وثّقت "عمليات قتل" 50 مدنيا "بعضهم أعدموا ميدانيا" في مدينة بوتشا في ضواحي كييف.
وامس، أعلنت الشرطة البريطانية أنها تلقت نحو خمسين بلاغا بشأن جرائم حرب محتملة في إطار دعوة شهود للإدلاء بإفاداتهم في إطار تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية، مشيرة إلى أنها تتوقع مزيدا من الإفادات مع وصول مزيد من اللاجئين من أوكرانيا إلى المملكة المتحدة.
من جهته، أعلن الكرملين، امس، أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس سيزور هذا الأسبوع روسيا حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، في أول اجتماع بينهما منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، إن "الثلاثاء الواقع في 26 نيسان، سيصل غوتيريس إلى موسكو لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وسيستقبله أيضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مساء أمس، أنّ عسكرياً واحداً قُتل ولا يزال 27 آخرون في عداد المفقودين إثر غرق الطراد "موسكفا" الأسبوع الماضي، في أول إقرار من جانب موسكو بتكبّدها خسائر بشرية في غرق هذه السفينة الحربية.
وقالت الوزارة بحسب ما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية، إنّ "عسكرياً قُتل وهناك 27 شخصاً من أفراد الطاقم ما زالوا مفقودين"، مؤكّدة أنّ 396 شخصاً آخرين كانوا على متن المدمّرة تم إجلاؤهم منها قبل غرقها.