- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2022-04-26
وكالات:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مساء أمس، أن موسكو ستواصل محادثات السلام مع كييف التي اتهمها بـ"التظاهر" بالتفاوض، وحذّر من خطر "فعلي" لاندلاع حرب عالمية ثالثة.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله، إن "النوايا الحسنة لها حدود. إن لم تكن متبادلة، فإن ذلك لا يساعد في عملية التفاوض". وأضاف، "لكننا نواصل إجراء مفاوضات مع الفريق المفوض من (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي وستستمر هذه الاتصالات".
وحذّر من خطر "فعلي" لنشوب حرب عالمية ثالثة في سياق التوترات غير المسبوقة بين موسكو والغرب بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ونقلت وكالة "انترفاكس" عن سيرغي لافروف قوله، إن "الخطر جسيم وفعلي ولا يمكن الاستهانة به".
وفيما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، قال، إنه واثق من أن "كل شيء سينتهي بالطبع بتوقيع اتفاق".
وتابع الوزير الروسي، "لكن شروط هذا الاتفاق ستعتمد على الوضع القتالي على الأرض".
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن الغرب فشل في محاولاته لتقسيم المجتمع الروسي وتدميره من الداخل. وأشار الرئيس إلى أن الغرب وحلفاءه يحثون كييف على استخدام جميع مواردها للفوز في ساحة المعركة. وقال الكرملين نقلا عن الزعيم الروسي، إنه بعد إدراك استحالة تحقيق هذا الهدف، ركزت الولايات المتحدة وحلفاؤها على "تقسيم المجتمع الروسي وتدمير روسيا من الداخل". وقال، "لقد أظهر مجتمعنا نضجا وتضامنا وأظهر دعمه لقواتنا المسلحة التي تضمن أمن روسيا غير المشروط". وأضاف الرئيس، إن روسيا قادرة تماما على الحفاظ على اقتصاد مستقر في ظل الظروف الحالية، من خلال دعم قطاعات الإنتاج الرئيسة وفي الوقت نفسه ضمان حرية ريادة الأعمال وخلق آليات مرنة لأنشطة الأعمال لمنع نقص السلع وارتفاع الأسعار.
وبهذا الصدد، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، امس، إن بإمكان أوكرانيا كسب الحرب مع روسيا إذا حصلت على "المعدات المناسبة"، في أعقاب زيارة إلى كييف برفقة وزير الخارجية أنتوني بلينكن فيما واصل الجيش الروسي ضرباته مستهدفا خصوصا منشآت للسكك الحديد في وسط البلاد الغربي.
وقال أوستن لمجموعة من الصحافيين بعدما التقى وبلينكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "الخطوة الأولى للانتصار هي الثقة بإمكانية الفوز".
وأضاف، "نرى أن بإمكانهم الفوز، يمكنهم الانتصار إذا كانت لديهم المعدات المناسبة".
ومضى أوستن إلى القول، إن الولايات المتحدة تأمل في إنهاك الجيش الروسي في أوكرانيا، لمنعه من القيام بعمليات غزو أخرى في المستقبل.
وقال، "نريد أن نرى روسيا ضعيفة إلى حد لا تستطيع معه القيام بالأشياء التي قامت بها مثل غزو أوكرانيا".
وأضاف، "لقد خسرت الكثير من القدرات العسكرية والكثير من الجنود ولا نريد أن تتمكن سريعا من إعادة تكوين قدراتها".
وجاءت الزيارة بالتزامن مع دخول الحرب شهرها الثالث وبعد سقوط آلاف القتلى ونزوح ملايين الأشخاص. وترافق النزاع مع حملة دعم من دول الغرب التي أرسلت كميات كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا.
يطالب زيلينسكي دول الغرب منذ أشهر بأسلحة ثقيلة بينها مدفعية وطائرات مقاتلة. ويؤكد أن قواته يمكنها أن تقلب مسار الحرب مع المزيد من الأسلحة.
ويبدو أن نداءاته تلقى صدى، فقد تعهد عدد من دول حلف شمال الأطلسي في الأيام القليلة الماضية بإمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة ومعدات، رغم احتجاج موسكو.
وتتقدم الولايات المتحدة الدول المانحة للمساعدات المالية والعسكرية لهذا البلد، وهي من أهم الداعين لفرض مزيد من العقوبات على موسكو.
وسيكون تزويد أوكرانيا أسلحة في صلب اجتماع يعقد، اليوم، في ألمانيا بين وزير الدفاع الأميركي ونظرائه في أربعين دولة حليفة.
وقال أوستن، "سنبذل قصارى جهدنا بكلّ ما نستطيع وبأسرع ما يمكن ليحصلوا (الأوكرانيون) عليها، لإعطائهم ما يحتاجون إليه".
واكد بايدن، امس، أيضا قرب تعيين سفيرة جديدة للولايات المتحدة في كييف هي بريدجت برينك السفيرة الحالية في سلوفاكيا. والولايات المتحدة ممثلة في أوكرانيا بقائم بالأعمال منذ 2019.
من جهته، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، امس، أنّ بلاده ستقدّم لأوكرانيا "عدداً صغيراً" من مدرّعات "ستورمر" المزوّدة بأنظمة دفاع جوي صاروخية من طراز "ستارستريك".
وقال والاس في خطاب أمام البرلمان، إنّ صواريخ "ستارستريك" المضادة للطائرات والتي سبق للمملكة المتّحدة وأن وعدت بها أوكرانيا وصلت.
جاءت الزيارة البالغة الحساسية للوزيرين الأميركيين على وقع احتدام المعارك في أوكرانيا ما أرخى بثقله على احتفالات عيد الفصح في البلد ذي الغالبية الأرثوذكسية.
وامس، قتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح 18 آخرون في ضربات روسية طالت منشآت للسكك الحديد في منطقة فينيتسيا في وسط غربي أوكرانيا على ما أعلنت النيابة العامة المحلية. وهذه المنطقة بمنأى نسبيا عن المعارك.
وفي وقت سابق، قال مدير السكك الحديد الأوكرانية الكسندر كاميشين عبر تلغرام، إن "القوات الروسية تواصل تدمير منشآت السكك الحديد بشكل منهجي".
وأضاف، "هذا الصباح وفي غضون ساعة استهدف القصف خمس محطات للسكك الحديد في وسط أوكرانيا وغربها".
وتشكل فينيتسيا مركزا مهما لرحلات القطارات إن في داخل أوكرانيا أو تلك الخارجية. وتمر غالبية القطارات الدولية التي تعبر البلاد بهذه المحطة.
وأدى انفجار صاروخ صباح امس، إلى اندلاع حريق في محطة كراسنه قرب لفيف في غرب أوكرانيا على ما قال حاكم المنطقة مشيرا إلى أنه لا يملك معلومات حول ضحايا محتملين.
في مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية في أقصى جنوب دونباس التي يسيطر عليها الروس بشكل شبه كامل وحيث لا يزال بحسب كييف نحو مئة ألف مدني عالق، بدا الوضع في طريق مسدود.
فمع تواصل عمليات القصف طوال عطلة نهاية الأسبوع في مجمع ازوفستال لصناعات الفولاذ الذي يتحصن فيه آخر المقاتلين الأوكرانيين مع نحو ألف مدني على ما يقولون، أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقف إطلاق نار، امس، اعتبارا من الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي (الساعة 11:00 ت. غ) "لضمان رحيل" المدنيين "إلى الوجهة التي يختارونها".
إلا أن كييف نفت أن يكون تم التوصل إلى اتفاق.
وأكدت أجهزة الاستخبارات الروسية، امس، أنها أوقفت "عناصر في مجموعة نازية جديدة" كانوا يخططون على ما أكدت، لاغتيال مقدم البرامج الشهير فلاديمير سولوفييف مسؤول الدعاية في النظام الروسي بأمر من كييف. ولم تعلق كييف على الفور.
وتواصلت المعارك أيضا في خاركيف ثاني مدن أوكرانيا في شمال شرقي البلاد. ويضطر القصف اليومي المدنيين في الأحياء المستهدفة إلى النوم في الطوابق السفلية منذ أسابيع.