"ريمونتادا" مجنونة تقود الريال لنهائي دوري الأبطال على حساب السيتي


مدريد - د ب أ: قادت "ريمونتادا" مجنونة ريال مدريد الإسباني للتأهل إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة السابعة عشر في تاريخه، بعدما قلب تأخره صفر / 1 أمام ضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي، إلى انتصار مثير 3 / 1، ما بعد منتصف الليلة الماضية، في إياب الدور قبل النهائي للمسابقة القارية.

كانت مباراة الذهاب، التي أقيمت بإنجلترا الأسبوع الماضي، انتهت بفوز مانشستر سيتي 4 / 3، ليظفر الريال بورقة الترشح للمباراة النهائية، عقب فوزه 6 / 5 على منافسه في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.

وبعد شوط أول شهد أفضلية نسبية من جانب مانشستر سيتي، الذي أهدر أكثر من فرصة محققة بفضل تألق البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى الريال، حمل الشوط الثاني الكثير من الإثارة والمتعة التي ستظل عالقة في أذهان المتابعين لفترات طويلة.

وبادر النجم الجزائري رياض محرز بالتسجيل لمصلحة مانشستر سيتي في الدقيقة 73، ليصبح الفريق الإنجليزي على أعتاب الصعود للنهائي الثاني على التوالي في تاريخه بدوري الأبطال، لاسيما مع مطالبة الريال بتسجيل هدفين على الأقل خلال الوقت المتبقي من اللقاء، من أجل الدفع بالمباراة إلى الوقت الإضافي.

وبالفعل، حقق الريال "الريمونتادا" المجنونة في اللحظات الأخيرة من عمر الشوط الثاني، بعدما تقمص نجمه البرازيلي "البديل" رودريجو دور البطولة، عقب تسجيله هدفين للفريق الملكي في الدقيقتين الأولى والثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، ليلعب الفريقان وقتا إضافيا مدته نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين.

وواصل الريال انتفاضته خلال الوقت الإضافي، بعدما أحرز النجم الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة الهدف الثالث في الدقيقة 95 من ركلة جزاء، معززا صدارته لقائمة هدافي البطولة هذا الموسم برصيد 15 هدفا، ليقود الفريق الإسباني للصعود إلى نهائي البطولة، التي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها برصيد 13 لقبا.

وبذلك، ضرب ريال مدريد، الذي احتفل مؤخرا بتتويجه بلقب الدوري الإسباني للمرة الـ35 في تاريخه يوم السبت الماضي، موعدا في النهائي، الذي يقام على ملعب "دو فرانس" في العاصمة الفرنسية باريس في 28 أيار/مايو الجاري، مع ليفربول الإنجليزي، الذي اجتاز عقبة فياريال الإسباني في مواجهة المربع الذهبي الأخرى بالبطولة.

وستكون هذه هي المواجهة الثالثة بين الريال وليفربول بنهائي دوري الأبطال، بعدما سبق أن التقيا في موسمي 1980 / 1981، و2017 / .2018

وبينما حسم ليفربول المواجهة الأولى لمصلحته عقب فوزه على الريال 1 / صفر، فقد حسم الفريق الملكي النهائي الآخر لصالحه، بفوزه 3 / 1 على نظيره الإنجليزي، حيث كان هذا هو اللقب الأخير للمدريديين في دوري الأبطال.

كانت المبادرة الهجومية لريال مدريد، المدعم بمؤازرة عاملي الأرض والجمهور، وكاد الفريق الأبيض أن يفتتح التسجيل مبكرا في الدقيقة الرابعة عن طريق كريم بنزيمة، الذي تلقى تمريرة عرضية من الجانب الأيمن، ليسدد ضربة رأس، علت العارضة بقليل.

توقفت المباراة لبضع الوقت في الدقيقة الثامنة بسبب مشادة خفيفة وقعت بين لوكا مودريتش، نجم الريال، وايميرك لابورت، لاعب مانشستر سيتي.

وعاد بنزيمة لتهديد مرمى سيتي مرة أخرى في الدقيقة 11، حيث تلقى تمريرة عرضية من الجانب الأيمن عبر فيديريكو فالفيردي، ليسدد مباشرة من داخل منطقة الجزاء، لكنه أطاح بالكرة فوق العارضة.

بمرور الوقت، بدأ مانشستر سيتي مبادلة الريال الهجمات، وسدد كيفن دي بروين قذيفة من خارج المنطقة في الدقيقة 14، أمسكها البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى الريال، بثبات.
ورد الريال بهجمة سريعة في الدقيقة 18 انتهت بتسديدة من فينيسيوس جونيور، ذهبت إلى ركلة مرمى.

في المقابل، أضاع بيرناردو سيلفا فرصة مؤكدة لافتتاح التسجيل لمصلحة مانشستر سيتي في الدقيقة 20، حيث تلقى تمريرة حريرية من دي بروين، انفرد على إثرها بالمرمى، ليسدد اللاعب البرتغالي من داخل المنطقة، لكن كورتوا أبعد الكرة باقتدار لركنية لم تستغل.

ولم تمر سوى دقيقتين، حتى سدد جابرييل جيسوس من خارج المنطقة، لكن الكرة ضلت طريقها عن مرمى الريال، ليفرض بعدها الفريق الإنجليزي سيطرته على اللقاء لعدة دقائق.

استشعر الريال الحرج، وعاد لنشاطه الهجومي من جديد، ليحصل على ركلة حرة مباشرة من مكان جيد بالملعب في الدقيقة 27 نفذها توني كروس، الذي ارتطمت تسديدته بالحائط البشري، قبل أن تخرج لركنية لم تسفر عن شيء.

هدأ إيقاع المباراة نسبيا في ظل استحواذ متبادل على الكرة، قبل أن تشهد الدقيقة 39 قذيفة رائعة من خارج المنطقة عبر فيل فودين ، الذي سدد على يمين كورتوا حارس الريال الذي واصل تألقه وأبعد الكرة عن مرماه ببراعة، لينتهي الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف.

كثف الريال هجماته منذ الثانية الأولى للشوط الثاني، فبعد قيامه بضربة البداية مباشرة، اضاع الفريق الإسباني فرصة مؤكدة، بعدما تلقى داني كارفخال كرة أمامية، ليرسل كرة عرضية زاحفة من الجهة اليمنى، مرت من أمام بنزيمة لتصل إلى فينيسيوس، لكنه سدد دون مضايقة من أحد برعونة وهو على بعد خطوات من المرمى، واضعا الكرة بجوار القائم الأيمن.

وسرعان ما رد مانشستر سيتي عن طريق هجمة منظمة في الدقيقة 49، انتهت بتسديدة من داخل المنطقة من جيسوس، أعقبها تسديدة من على حدود المنطقة في الدقيقة 52 من ركلة مودريتش، اصطدمت في دفاع السيتي.

دفع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، بتبديله الأول في الدقيقة 68 بنزول رودريجو بدلا من توني كروس.

تمكن مان سيتي من امتصاص حماس لاعبي الريال، وأجرى مدربه الإسباني جوسيب جوارديولا تبديلين دفعة واحدة في الدقيقة 72 بنزول إيلكاي جوندوجان وأوليكسندر زيليتشنكو بدلا من كايل والكر وكيفن دي بروين.

وشهدت الدقيقة 73 منعطفا في المباراة، بعدما أحرز النجم الجزائري رياض محرزا هدفا لمانشستر سيتي.

ومن هجمة سريعة قادها بيرناردو سيلفا، الذي انطلق بالكرة من منتصف الملعب، مرر اللاعب البرتغالي الكرة للنجم الجزائري، الذي سدد مباشرة من على يمين منطقة الجزاء، واضعا الكرة على يسار كورتوا داخل الشباك.

دفع الريال بتبديلين دفعة واحدة في الدقيقة 75، حيث نزل ماركو أسينسيو وإدواردو كامافينجا بدلا من لوكا مودريتش وكاسيميرو، ليرد سيتي بتبديل في الدقيقة 85 بنزول فيرناندينيو بدلا من رياض محرز.

وأضاع جاك جريليش، الذي نزل بدلا من جابرييل جيسوس، فرصة مؤكدة لتسجيل الهدف الثاني لمانشستر سيتي في الدقيقة 86، حينما توغل من الجهة اليسرى حتى وصل بالكرة لمنطقة الجزاء، قبل أن يسدد على يسار كورتوا الذي تعدته الكرة، لكن الأرض انشقت عن إيدير ميليتاو، الذي أبعد الكرة من على خط المرمى.

وأطلق جريليش قذيفة مماثلة في الدقيقة التالية من داخل المنطقة، لكن كورتوا، أبعد الكرة بقدمه لركنية لم تثمر عن أي جديد، فيما سدد جواو كانسيلو كرة أخرى، لكن كورتوا واصل تالقه.

وجاء عقاب الريال قاسيا للغاية على إهدار الفرص من جانب مانشستر سيتي، بعدما سجل الفريق الملكي هدفين عن طريق رودريجو في الدقيقتين الأول والثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.

وجاء هدف رودريجو الأول بعدما تلقى كريم بنزيمة كرة أمامية ليمرر كرة عرضية من الجانب الأيسر، قابلها اللاعب البرازيلي الشاب بتسديدة مباشرة، واضعا الكرة في المرمى.

أما الهدف الثاني، فجاء عبر ضربة رأس رائعة من رودريجو، الذي تابع كرة عرضية من الناحية اليمنى عن طريق داني كارفخال، ليضع الكرة على يمين إيدريسون مورايش، حارس مرمى سيتي، الذي اكتفى بالنظر لها وهي تدخل شباكه.

ورغم ذلك، أضاع مانشستر سيتي فرصة مؤكدة لقتل المباراة وحسمها لصالحه في الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع، عندما نفذ جريليش ركلة حرة بشكل سريع إلى فودين، الخال تماما من الرقابة، الذي أطاح بالكرة بعيدة تماما عن المرمى بغرابة شديدة، لينتهي الوقت الأصلي بتقدم الريال 2 / 1، ويحتكم الفريقان للوقت الإضافي، بعد تعادلهما 5 / 5 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.

وواصل الريال هجومه المكثف مع انطلاق الشوط الثالث، وسدد بنزيمة من خارج المنطقة في الدقيقة 92 لكن مورايش أمسك الكرة على مرتين، قبل أن يحصل الفريق الأبيض على ركلة جزاء في الدقيقة 94، بعد تعرض بنزيمة للإعاقة داخل منطقة الجزاء من جانب روبن دياش مدافع مانشستر سيتي.

ونفذ بنزيمة الركلة بنجاح، بعدما وضع الكرة في الشباك، مسجلا الهدف الثالث للريال في الدقيقة .95

دفع الإسباني جوسيب جوارديولا، مدرب مان سيتي، بتبديل آخر في الدقيقة 99، حيث نزل رحيم ستيرلينج بدلا من رودري، ليرد أنشيلوتي بالدفع بداني سيبايوس بدلا من بنزيمة في الدقيقة .105

وأضاع سيتي فرصة مؤكدة لتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة الثانية من الوقت الضائع للشوط الثاني الإضافي ، حينما أرسل جواو كانسيلو كرة عرضية إلى فودين، الذي سدد ضربة رأس على يمين كورتوا، الذي تصدى بمنتهى البراعة للكرة، التي تهيأت أمام فيرنانديو، المتواجد مباشرة أمام المرمى الخالي، لكنه وضع الكرة بغرابة شديدة بجوار القائم الأيمن.

واصل مانشستر سيتي محاولاته لتسجيل هدف ثان من أجل التعادل في إجمالي لقائي الذهاب والعودة والدفع بالمباراة إلى ركلات الترجيح، لكن باءت جميع المحاولات الإنجليزية بالفشل، لينتهي اللقاء بفوز مثير للريال وصعوده للنهائي.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف