لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات: اعتُبر ستون شخصا في عداد المفقودين، ويرجح مقتلهم بعد قصف استهدف السبت مدرسة لجأوا إليها في منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا، وفق ما أفاد حاكم المنطقة سيرغي غايداي، أمس الأحد، فيما قال دميتري روجوزين، مدير وكالة الفضاء الروسية روس كوسموس، إن بلاده تحتاج إلى 30 دقيقة فقط لـ«تدمير دول حلف الناتو» في حال اندلاع حرب نووية بين الطرفين.
وكتب الحاكم على موقع تلغرام أن قرية «بيلوغوريفكا تعرضت لضربة جوية وأصابت القنابل المدرسة التي دمرت بالكامل للأسف» مضيفا «كان هناك تسعون شخصا بالإجمال، أنقذ منهم 27».
وتابع «قضى على الأرجح ستون شخصا كانوا في المدرسة» مشيرا إلى أن درجة الحرارة كانت مرتفعة جدا في الموقع بعد الانفجار الناجم عن القنبلة.
وأوضح «كان من المستحيل على أجهزة الإسعاف خلال الليل العمل هناك بسبب الضربات. كان يتعين عليهم إضاءة الموقع، ما كان سيتسبب بعمليات قصف جديدة».
وقال إن «أجهزة الإسعاف تنشط حاليا كما زارت بلدة شيبيليفكا المجاورة حيث أصابت قذيفة منزلا كان فيه 11 شخصا».
وأوضح «ثمة فرص أكبر في أن يكون الناس على قيد الحياة» في المنزل، موضحا أنهم كانوا في قبو، وأن القصف تم بواسطة المدفعية، وليس بواسطة قنبلة ألقتها طائرة».

«صدمة»

وأعربت الخارجية البريطانية عن صدمتها من الضربة الروسية على المدرسة واعتبرتها «جريمة حرب».
وقالت وزيرة الخارجية ليز تراس، في تغريدة على تويتر: «مصدومة بشدة بسبب الهجوم الروسي الأخير على مدرسة في لوغانسك والذي أدى لمقتل أناس أبرياء كانوا يحتمون من القصف».
وأضافت: «أن الاستهداف المتعمد للمدنيين والبنية التحتية المدنية يرقى إلى جرائم حرب».
وتابعت الوزيرة: «سنضمن محاسبة نظام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين».
وحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية فإن «العدو لا يوقف العمليات الهجومية في منطقة العمليات الشرقية من أجل بسط سيطرته الكاملة على أراضي مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون، والحفاظ على الممر البري بين هذه الأراضي وشبه جزيرة القرم المحتلة» منذ عام 2014.
وأضافت أنه في منطقة دونيتسك، واصلت القوات الروسية عملياتها الهجومية حول ليمان وبوباسنيانسكي وسيفيرودونتسك وأفدييفكا، وأن الوضع «متوتر» على الجانب المولدافي للحدود.

مكاسب ميدانية

حققت القوات الروسية بين الجمعة والسبت، مكاسب ميدانية بقيت محدودة في محيط سيفيرودونيتسك، إحدى أكبر مدن دونباس التي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا، وفق ما أفاد المعهد الأمريكي للدراسات الحربية، من غير أن يتوقع أن يمكنها ذلك من فرض حصار تام عليها.
ولم تتمكن روسيا حتى الآن من إعلان السيطرة الكاملة سوى على مدينة واحدة كبرى هي خيرسون.
أما في خاركيف، فنجح الهجوم الأوكراني المضاد لوضع ثاني أكبر مدن البلاد بمأمن من المدفعية الروسية، في تحقيق تقدم مع السيطرة على عدة مواقع روسية، حسب المعهد، الذي بين أن «القوات الأوكرانية تستعيد أراضي حول خاركيف ولا تقتصر جهودها على تصد محدود وتبدي قدرة على إطلاق عمليات هجومية على نطاق واسع».

أوكرانيا ترجّح مقتل 60 شخصا بقصف مدرسة… وبريطانيا تعتبره «جريمة حرب»

وحسب وزارة الدفاع الأوكرانية، الجنود الروس دمروا ثلاثة جسور على الطرق «لإبطاء الهجوم المضاد» في منطقة خاركيف.
كذلك، قال رمضان قديروف رئيس جمهورية الشيشان الروسية إن جنوده سيطروا على معظم مدينة بوباسنا شرق أوكرانيا. وكتب قديروف، الذي وصف نفسه في كثير من الأحيان بأنه «جندي مشاة» يأتمر بأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منشور على تطبيق المراسلة تيليغرام «مقاتلو القوات الخاصة الشيشانية سيطروا على معظم بوباسنا. تم تطهير الشوارع الرئيسية والأحياء المركزية بالمدينة بالكامل».
ولم يصدر أي تعليق فوري من أوكرانيا، لكن أوليكسي اريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال في وقت متأخر السبت إن القتال العنيف في البلدة مستمر.
في المقابل، أكد الجيش الأوكراني السبت تدمير سفينة إنزال عسكرية روسية من طراز سيرنا قرب جزيرة الثعبان التي سيطرت عليها القوات الروسية في البحر الأسود، بواسطة طائرة مسيرة عسكرية تركية الصنع.
كما أعلن الجيش الأوكراني، الأحد، مقتل 25.500 جندي روسي منذ بدء العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في آخر تحديث لها بشأن الحرب، أن القوات الأوكرانية دمرت 199 طائرة روسية و 156 طائرة هليكوبتر و 360 طائرة بدون طيار و 1130 دبابة و 2741 عربة مدرعة و 509 أنظمة مدفعية.
وأضافت أن روسيا خسرت أيضا 179 نظاما لقاذفات الصواريخ المتعددة و 1961 مركبة وخزانات وقود و 86 نظامًا مضادًا للطائرات و 12 قاربًا و 92 صاروخًا من طراز كروز.
ولم تؤكد روسيا هذه المعلومات، لكنها أعلنت أمس الأحد، تدمير فرقاطة وإسقاط 3 طائرات قبالة سواحل مدينة أوديسا جنوبي أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في إفادة صحافية، إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت خلال ليل السبت الأحد قاذفتين أوكرانيتين من طراز «سو-24» ومروحية «مي ـ 24» فوق جزيرة زمييني قبالة سواحل أوديسا جنوبي البلاد.
وأضاف أنه تم تدمير فرقاطة (كورفت) للبحرية الأوكرانية من المشروع 1241 قبالة أوديسا أيضا، وذلك بصواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو.
وتابع: خلال آخر 24 ساعة تم تدمير أربع طائرات أوكرانية وأربع مروحيات، بما في ذلك ثلاث على متنها عناصر من قوات الإنزال الجوي، وثلاث طائرات من دون طيار وزورق للهجوم والإنزال في مدينة أوديسا.

«حرب من أجل الحقيقة»

كما قال دميتري روجوزين، مدير وكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس» إن بلاده تحتاج إلى 30 دقيقة فقط لـ«تدمير دول حلف الناتو» في حال اندلاع حرب نووية بين الطرفين.
وذكر روجوزين، على قناته عبر «تيليغرام»: «في حرب نووية، سندمر دول الناتو في غضون 30 دقيقة، لكن يتعين علينا منع حدوث ذلك، لأن تبعات ضربات نووية متبادلة بيننا ستؤثر سلبا على وضع كوكب الأرض، ولذلك سنضطر إلى تحقيق فوز على هذا العدو الأقوى اقتصاديا وعسكريا بأساليب القتال التقليدية».
وحذر، وفقا لما نقله موقع قناة «آر تي عربية» من أن «وجود أوكرانيا مستقلة عن روسيا سيحولها حتما إلى دولة معادية لروسيا ومنطلق للعدوان الغربي على شعبنا». وشدد على أن العملية العسكرية التي تجريها موسكو في أوكرانيا هي «حرب من أجل الحقيقة وحق روسيا في الوجود كدولة موحدة ومستقلة».

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف