لندن –

خصصت مجلة “ذي نيويوركر” مقالا حول الدرون التركي بيرقدار تي بي2، الذي قالت إنه غيّر طبيعة الحرب.

وفي المقال الطويل، قال سيتفن ويت إن الطائرة التركية المسيرة جلبت معها دقة في الغارات الجوية في أوكرانيا ودول أخرى، كما وأصبحت أداة للدبلوماسية التركية، ما سمح بصعود أنقرة. وقال إن لقطات فيديو، وضعها قائد القوات الأوكرانية فاليري زالوجني في نهاية شباط/ فبراير، تظهر تقدماً للقوات الروسية باتجاه مدينة خيرسون، مركز صناعة السفن الواقعة على فم نهر دينبر. ونشر القائد العسكري الصور على صفحته في فيسبوك حيث ركّز نظام استهداف على عربة في منتصف القافلة، وبعد ثوان كانت مدمرة وتحترق، وعلق زالوجني “انظرواّ إنه عمل صانعة الحياة لنا بيرقدار”، و”مرحبا بالجحيم”. وبيرقدار هذه طائرة بدون طيار مسطحة رمادية اللون بأجنحة مائلة ومروحية خلفية ومزودة بقنابل موجهة بالليزر، وهي صغيرة الحجم يمكن حملها على ظهر شاحنة، وتكلف أقل من طائرات أمريكية وإسرائيلية مماثلة. وقام بتصميمها سلجوق بيرقدار، نجل رجل أعمال تركي مختص بقطع غيار السيارات، وهو واحد من أهم مصنعي السلاح في العالم.

وفي الدفاع عن أوكرانيا تحولت الطائرة إلى أسطورة، وأطلق عليها اسم قرد ليمور صغير يقيم في حديقة حيوان كييف، وأصبحت موضوعا لأغنية شعبية.

وحققت الطائرة في نيسان/إبريل 2016 أول عملية قتل لها، ومنذ ذلك الوقت بيعت لأكثر من 13 دولة، حيث أدخلت تكتيكات الغارات الجوية الدقيقة إلى دول العالم النامي وحرفت ميزان عدد من الحروب. ففي حرب أذربيجان مع أرمينيا، حول إقليم ناغورو كراباخ، استخدمت أذربيجان الطائرة لاستهداف عربات العدو، ثم وضع الرئيس إلهام علييف لقطات الهجمات على يافطات رقمية في العاصمة باكو.

وقامت تي بي 2 حتى الآن بأكثر من 800 غارة جوية في نزاعات بشمال أفريقيا والقوقاز. ويمكن للقنابل التي تحملها المسيرة التركية أن تعدل مساراتها وهي في الجو، وهي دقيقة حيث يمكن أن تقصف خندق قوات المشاة. واعتقد المحللون أن مسيرات تحلق على مستويات منخفضة ليست مهمة في الحروب التقليدية، إلا أن تي بي2 تستطيع تدمير أنظمة مضادة للطائرات مصممة لتدميرها. وقال ريتش أوتزين، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية المختص بتركيا “لقد فتح هذا ثورة عملياتية مهمة وكيفية شن الحروب الآن”. و”من المحتمل أن هذا لا يحدث إلا كل 30 أو 40 عاماً”.

وتحدث الكاتب مع سلجوق بيرقدار في آذار/مارس عبر الفيديو، حيث كان في مقر شركته “بايكار تكنولوجيز” التي توظف أكثر من ألفي شخص. وعندما سئل عن دور المسيرات في أوكرانيا، أجاب إنها “تقوم بالدور الذي من المفترض أنها تقوم به، تدمير بعض أهم الدفاعات الجوية المتقدمة، وأكثر العربات المصفحة تقدما في العالم”.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف