أعدمت قوات الاحتلال بدم بارد، أمس، الصحافية غفران هارون حامد وراسنة (31 عاماً)، على حاجز عسكري قرب مدخل مخيم العروب، شمال الخليل، واعتدت مجدداً في الموقع نفسه على موكب تشييعها أثناء توجهه إلى مسقط رأسها في بلدة شيوخ العروب.
فقد أكدت وزارة الصحة، في بيان مقتضب، استشهاد الصحافية وراسنة إثر إصابتها برصاصة أطلقها أحد جنود الاحتلال، اخترقت صدرها من الجهة اليسرى (تحت الإبط)، وخرجت من الجهة اليمنى.
بينما أفادت جمعية الهلال الأحمر، في بيان، بأن قوات الاحتلال أعاقت وصول طواقم الإسعاف إلى الشابة المصابة، ولم تسمح بنقلها إلا بعد مرور نحو 20 دقيقة، لافتة إلى أن طواقمها نقلت الجريحة إلى المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، في حالة صحية حرجة.
وفي تفاصيل الجريمة، أكد شهود عيان أن أحد جنود الاحتلال المتمركزين على مدخل المخيم أطلق الرصاص بشكل مباشر ودون مبرر صوب الشهيدة وراسنة، أثناء خروجها من المخيم، ما أدى إلى إصابتها بمنطقة الصدر، وتركها ملقاة على الأرض تنزف، ومنع المواطنين من الاقتراب منها وإسعافها وأطلق باتجاههم الرصاص الحي.
بينما أوضح شاهد عيان أن وراسنة كانت تسير خارجة من المخيم باتجاه الطريق الالتفافي لتستقل مركبة إلى الخليل، بشكل هادئ وطبيعي جداً.
وتابع: كان هناك جنديان على الحاجز المقام على مدخل المخيم، قام أحدهما باستدعائها، إما لأغراض التفتيش، أو للاحتجاز، وفي أحسن الأحوال لمنعها من الخروج من المخيم، وهذا ما نحن متعودون عليه، إلا أن الجندي الثاني أطلق الرصاص بشكل مباشر صوبها، فسقطت أرضاً.
وأضاف: أسرعنا باتجاهها لإسعافها، إلا أن الجنود منعونا، وأطلقوا الرصاص باتجاهنا، واستمر هذا الوضع فترة طويلة، حتى بعد حضور طواقم إسعاف الهلال الأحمر، إذ لم يسمحوا لهم بالوصول إليها، وأعاقوا عملهم نحو 20 دقيقة، كانت كافية لإيصالها إلى وضع صحي صعب، يستحيل بعده إنقاذ حياتها.
وأكد أن ما حدث هو جريمة قتل مقصودة ومتعمدة، إذ لم يكن هناك أي محاولة للطعن كما يدعي الاحتلال، مشدداً على اشتراك الجنود على الحاجز في الجريمة، فواحد حاول استدراجها باستدعائها، والآخر أطلق عليها الرصاص، والبقية منعوا الإسعاف، وتركوها أرضا وهي تنزف.
من جهته، زعم جيش الاحتلال، في بيان مقتضب، أنه وردته تقارير عن محاولة تنفيذ عملية طعن بالقرب من مخيم العروب، قائلاً إن "شابة مسلحة بسكين قامت بالتقدم نحو جندي كان يهم بأعمال لتأمين طريق رقم 60، حيث ردت قوة عسكرية بإطلاق النار صوب الفتاة وإصابتها. لم تقع إصابات في صفوف القوة العسكرية الإسرائيلية".
من جهتها أكدت والدة الشهيدة أن ابنتها استشهدت بينما كانت متجهة لمكان عملها في إذاعة محلية، لافتة إلى أن ابنتها تعرضت للاعتقال وتكسير كاميرتها، أثناء تغطيتها فعاليات إحياء ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية، في العاشر من كانون الثاني الماضي، وأمضت ثلاثة أشهر في المعتقل، قبل أن يفرج عنها مطلع نيسان.
بينما قال خال الشهيدة، خليل وراسنة: إن الشهيدة كانت شابة طموحة تخرّجت من قسم الإعلام في جامعة الخليل، وتدرّبت وعملت في إذاعة محلية، إلا أن رصاص جندي حاقد أنهى حياتها بدم بارد.
وفي وقت لاحق، انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الأهلي في مدينة الخليل، إلى مسقط رأسها.
واعتدت قوات الاحتلال على موكب التشييع، عند مدخل مخيم العروب، وألقت باتجاه المشاركين فيه قنابل الغاز المسيل للدموع، وحاولت منع دخول الجثمان والمركبات المرافقة له إلى المخيم، إلا أن المواطنين تمكنوا من إدخال الجثمان بعد حمله على الأكتاف.
وكان في انتظار الموكب آلاف المواطنين على مدخل بلدة شيوخ العروب، حيث نقل جثمان الشهيدة إلى منزل عائلتها لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، قبل أن ينقل الجثمان محمولاً على الأكتاف ومغطى بالعلم الفلسطيني إلى مسجد البلدة.
ورفع المشيعون الأعلام الفلسطينية، ورددوا الهتافات الغاضبة والمنددة بالاحتلال وجرائمه، وأدوا الصلاة على جثمانها الطاهر، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة البلدة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف