قياس كفاءة عضلة القلب، أحد أهم الموضوعات للمناقشة أمام المؤتمر التاسع عشر لجمعية القلب الأوروبية الذى عقد فى النمسا، والدور الهائل للوسائل التكنولوجية الحديثة للقيام بهذا الدور الحيوى لإنقاذ مريض القلب، وعمليات التصوير، سواء بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية ثم الرنين المغناطيسي، التى أصبحت تلعب دورا مهما فى التشخيص المبكر لتحديد كفاءة القلب، وتحديد العلاج المناسب لكل حالة مع التنبؤ بحالات هبوط عضلة القلب الناتج عن تمددها وقصور الشرايين أو تضخمها، حتى قبل ظهور أعراض المرض، التى قد تكون أحيانا غير قابلة للإصلاح فى المراحل المتأخرة.

وعقدت على هامش المؤتمر جلسات خاصة بمتابعة مرضى العيوب الخلقية البالغين الذين أجريت لهم جراحات فى سن مبكرة.

وعرض مجموعة من خبراء الجمعيتين الأوروبية والأمريكية برئاسة الدكتور ثور ادفاردسن - رئيس قسم جراحة القلب بمستشفى أوسلو الجامعى بالنرويج - التوصيات الحديثة التى تم مراجعتها والاتفاق عليها، التى تعتمد على القياسات السليمة والمعايرة لحجرات القلب. ويقول الدكتور جلبرتو حبيب إن التوصيات تركزت على اعتلالات عضلة القلب المختلفة واستخدام الأبعاد الثلاثية سواء بالموجات الصوتية أو الرنين أو التصوير الذرى لتحديد العلاج.

وعرضت الدكتورة فيكتوريا دلجادو عضو مجلس إدارة الجمعية الأوروبية من هولندا كيفية استخدامات تصوير القلب المختلفة وخاصة الموجات الصوتية ثلاثية الأبعاد لتحديد الفئات الأكثر استفادة بالعلاج عن طريق تركيب أجهزة منظمات القلب. وأكدت الدكتورة وفاء العروسى أستاذ أمراض القلب بقصر العينى أن استخدامات الموجات الصوتية ثلاثية الأبعاد تعد إضافة جديدة ومهمة لتحسين قياسات حجم عضلة القلب وكفاءتها، كما يتيح استخدامها داخل غرف العمليات والقسطرة إغلاق الثقوب وإصلاح صمامات القلب؛ سواء عيوب خلقية أو نتيجة للإصابة بالحمى الروماتيزمية. وأضافت أن التقنيات الحديثة للموجات الصوتية لها القدرة فى التشخيص والتفرقة بين اعتلال عضلة القلب وتكلس الغشاء التاموري، وطرق التفرقة باستخدام الدوبلر والتردد النسيجى اللذين أظهرا أن استخدامهما يمكن الطبيب من التفرقة دون اللجوء لاستخدام الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسى تفاديا للتكلفة العالية وعدم توافرها فى بعض المراكز الطبية.

وتوضح الدكتورة عزة فراج أستاذ أمراض القلب بطب قصر العينى أهمية استخدام التقنيات الحديثة للموجات فوق الصوتية، وهى وسيلة متاحة دون مخاطر وقليلة التكلفة فى تشخيص كفاءة العضلة، كذلك تشخيص جلطات القلب واستخدامها أيضا فى تقييم صمامات القلب لتحديد ميعاد إجراء الجراحة فى الوقت المناسب، وتكمن أهمية هذه التقنيات الحديثة فى تحديد كفاءة عضلة القلب ومتابعتها قبل ظهور أى أعراض مرضية، خاصة لدى المرضى الذين يُعالجون بعقاقير ذات تأثير سلبى على عضلة القلب على المدى البعيد، مشيرة إلى أهمية الدور الذى تلعبه الموجات الصوتية ثلاثية الأبعاد فى تشخيص وتقييم كفاءة عضلة القلب للمرضى الذين يعانون التضخم الوراثى أو قصور الشرايين التاجية. وفى جلسة خاصة عقدها المؤتمر التاسع عشر لجمعية القلب الأوروبية شعبة الموجات الصوتية بالاشتراك مع جمعية القلب اليابانية نوقشت بعض الحالات الناتجة عن ضعف عضلة القلب المؤقت المسمى التمدد البلوني، وهى إصابة القلب بأمراض واعتلال الغدد الصماء وإصابة الشرايين ما يترتب عليه تمدد وضيق شرايين القلب والأطراف الناتجة عن بعض التهابات واضطراب فى الجهاز المناعى للجسم اكتشفه فى اليابان منذ 1908 تاكو تسوبو، مشيرا إلى أن هذا المرض يحدث فى سن مبكرة وتتطور الحالة مع بلوغ العشرينيات ويتسبب فى انسداد الشرايين، وهو يصيب السيدات أكثر من الرجال. ومن الموضوعات التى عرضت فى المؤتمر، بحث للدكتورة ريهام محمد درويش بطب قصر العينى عن استخدام الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد، وذلك لتقييم الصمام الميترالى فى حالات ارتجاع الصمام الميترالى المصاحب لضعف عضلة القلب، ويعد ارتجاع الصمام الميترالى من العوامل المؤثرة والمنذرة فى حالات ضعف العضلة عامة تأثيرا سلبيا على كفاءة العضلة. فى هذا البحث تم تقييم التغيرات الشكلية للصمام عن طريق استخدام الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد، وأجريت الدراسة على 96 مريضا يعانون ضعفا فى عضلة القلب وشدة الارتجاع، مع تقييم التغيرات التى تحدث بالصمام، حيث تبين وجود تغيرات واضحة فى شكل الصمام الميترالى لدى هؤلاء المرضي، منها اتساع حلقة الصمام وقلة مسافة الالتصاق بين شرفتى الصمام الميترالى وتباعد العضلات الحليمية، الذى يتناسب مع شدة الارتجاع الميترالى فى هؤلاء المرضي، وهذه الدراسة تساعد فى تصور الإصلاح الجراحى لهؤلاء المرضي، مما يؤثر على سير الحالة المرضية للمريض.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف