يعد القدم السكرى من أشهر المضاعفات التى يعانيها مرضى السكر بسبب الإهمال فى العلاج والفحص الدورى للساق والقدمين ووفقا لدراسات الاتحاد الفيدرالى لمرضى السكر والدراسات العالمية هناك 463 مليون مريض بالسكر.

ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد إلى 700 مليون بحلول عام 2045 بسبب سوء العادات الغذائية وقلة الحركة البدنية والإكثار من الوجبات المشبعة بالدهون بما يزيد من معدلات الإصابة بالسمنة والضغط والسكر وتؤكد المؤشرات أن الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض تعانى تضاعف معدلات الإصابة بالسكر. ووفقا لتقديرات عام 2019 تحتل مصر المركز التاسع عالميا للدول الأعلى إصابة بالسكر حيث تشير الأرقام لوجود قرابة 9 ملايين مريض بالسكر نسبة كبيرة منهم يجهلون أنهم مرضى ويقول د.رأفت نجا أستاذ جراحة الأوعية الدموية بطب الإسكندرية إن 25% من مرضى السكر فى مصر يعانون القدم السكرى، كما أن القدم من أكثر الأطراف المعرضة للإصابة وانسداد الشرايين الطويلة وتلف الأعصاب والإصابات دون أن يشعر بها المريض وفى حالة السمنة الشديدة والتقدم فى العمر يصعب على المريض الاعتناء بقدميه باستمرار مما يزيد من تفاقم القرح وقد تصل للغرغرينا.

واللافت للنظر أن 80% من التدخلات العلاجية عبارة عن إجراءات وقائية لتجنب الحل الأخير وهو البتر وتركيب طرف صناعى. ويشير إلى أنه فى خلال السنوات الأخيرة حدث اهتمام وتطور كبيران فى علاجات القدم السكرى سواء على مستوى التأمين الصحى أو المستشفيات الجامعية من خلال توافر مراكز للعلاج وتحديد المضاعفات التى يعانيها المريض ما إذا كانت تنميلا فى الأعصاب أو إصابة ميكروبية أو انسدادا فى الشرايين يحتاج لتدخل جراحى أو قسطرة. وأن 10 إلى 15% من مرضى القدم السكرى يتطلب علاجهم بتر الأصابع أو القدم أو الساق لإنقاذ حياة المريض. تلك الحالات تتشارك المسئولية فى إهمال الكشف الدورى ومتابعة حالة قدمها دوريا مع الأطباء وتضطر لتركيب أطراف صناعية للقيام بمهامها اليومية. ومن أشهر حالات القرح التى تحدث تكون بسبب إهمال المرضى تجفيف القدمين من الماء مما يؤدى للإصابة بالفطريات بين الأصابع وتفاقم الحالة.

ويضيف أنه لأهمية التوعية بمضاعفات القدم السكرى وآليات الوقاية وتجنب البتر فإنه من المقرر أن يناقش المؤتمر السادس عشر للأوعية الدموية بالإسكندرية عددا من التقنيات والعلاجات الوقائية مثل الأدوية والتوسعة بالقسطرة للشرايين وآليات الكشف الحديثة.

ويقول د.خالد الديب استاذ الباثولوجى واستشارى الطب الوقائى إنه فى السنوات الأخيرة ظهرت تقنيات حديثة تسهم فى الكشف المبكر عن بصمة القدم أو مناطق التحميل الأعلى بالقدم وتأثير ذلك على الاتزان والمفاصل وفقرات الظهر وإذا أضفنا لكل ما سبق قلة ممارسة الرياضة ووهن عضلات الساق وزيادة معدلات الوزن فإن أغلب الناس عرضة لآلام فى فقرات الظهر والركبة مالم يتنبهوا لمعرفة الخلل الذى يعانونه بأقدامهم وسبل تجنب ذلك من خلال أمور بسيطة مثل إضافة فرش طبى وانتقاء الحذاء المناسب. وبالنسبة لمرضى القدم السكرى فإن المشكلة نفسها تتكرر خاصة أن المناطق الأكثر عرضة للتحميل بالقدم غالبا ما تكون الأكثر إصابة بالقرح لذلك توصى المراكز البحثية الدولية مرضى السكر بالكشف الدورى والمحافظة باستمرار على جفاف ونظافة القدمين واستخدام «فرش طبى» وأحذية مريحة للقدم والتدخل المبكر لعلاج القرح وانسداد الشرايين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف