تحت عنوان "كباسيل"، صدرت للإعلامي والأسير المحرّر عمر نزال، دراسة في كتاب صادر عن دار طباق للنشر والتوزيع في مدينة البيرة، ويطلقه في مقر الدار، مساء اليوم.

وتنبع أهمية هذه الدراسة من كونها واحدة من الدراسات حول الأسرى وسجون الاحتلال التي اعتمدت منهجاً بحثياً، أنجز جزء منها في داخل السجن، واستكملت خارجه، ومن كون معدّها كاتباً صحافياً شارك في إعداد دراسات في حقل الإعلام والاتصال، وعارك حياة الأسرى على مدى أربعين عاماً، وصولاً لاعتقاله الثالث في العامين 2016 و2017، في معتقل "عوفر" الاحتلالي، وولدت فيه خلال تلك الفترة، فكرة هذا الكتاب، بل إنه نفّذ منها جزئية الاستمارة البحثية الاستدلالية، وجزءاً من المقابلات الوجاهية مع عدد من كوادر الحركة الأسيرة في المعتقل ذاته.

ويضاف هذا الكتاب إلى المكتبة الفلسطينية المتخصصة بقضايا الأسرى والصراع مع الاحتلال، والتي يمكن ردّها إلى ما يعرف باسم "أدب الأسرى"، إن كان المقصود به كل ما كتب داخل أو عن الأسرى وسجون الاحتلال.

ويمكن أن يساهم الكتاب في مساعدة القارئ والباحث وحتى صانع السياسة على فهم أعمق وأدق وأكثر شمولية لواقع الأسرى في السجون، وخاصة في ذلك الجانب المتعلق بالاتصال والتواصل، وتعاطي الأسرى مع وسائل الإعلام، بل وإبداعات الأسرى في فنون الأدب والصحافة.

ويتحدث نزال عن عدد من الكتب التي أفادته وأضاءت له مواضع عدّة، وخاصة تلك التي عايش كتّابها تجارب محددة وصفها بالفريدة، ومنها الكتاب التوثيقي لجبريل الرجوب، والموسوم بـ"نفحة يتحدث بعد ثلاثة وثلاثين عاماً"، ويوثق إضراب سجن نفحة الشهير عن الطعام، وبدأ بعد شهر من افتتاح السجن في أيار من العام 1980، وأفضى إلى استشهاد ثلاثة أسرى نتيجة التغذية القسرية والضرب والعنف الجسدي الممارس بحق الأسرى المضربين، وكذلك كتاب الرجوب التوثيقي "الزنزانة رقم 704"، ويوثق يوميات الإضراب الأشهر عن الطعام في سجن جنيد العام 1984، وهو الإضراب الذي شكّل نقطة تحول في مسيرة الحركة الأسيرة، وكتاب "صدى القلم" للأسير أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وألقى فيه الضوء على تجربة العزل والاعتقال الانفرادي الطويل الذي قضى فيه سعدات نحو ثلاث سنوات، وكتاب "صهر الوعي" للأسير الكاتب وليد دقة، واستعرض فيه مناحي وتجليات سياسة الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني، والحركة الأسيرة كجزء طليعي منه، ودراسة "صحافة تحت القيد" للكاتب والصحافي الأسير المحرر حسن عبد الله، وتعرض تجربة الحركة الأسيرة في الإنتاج الصحافي داخل السجون، وأخرى لذات الكاتب بعنوان "كتاب على جدار الليل" حول أثر الرسالة في حياة الأسير الفلسطيني، والنماذج المختلفة من هذه الرسائل وتأثيراتها على المُرسِل والمُرسَل إليه.

جدير بالذكر أن هذا الكتاب (الدراسة) تعاطى مع الحركة الأسيرة كحركة واحدة بملامحها ومحدداتها العامة، ووحدة شؤونها وقضاياها، رغم إدراكه بوجود تباينات عديدة في تركيبتها، من حيث تمايز أفرادها فكريّاً وسياسيّاً وطبقيّاً وجغرافيّاً، وأن هناك متغيّرات حصلت وتحصل على بنيتها من حقبة لأخرى، وأن تجربتها على مدى أكثر من خمسة عقود ليست متماثلة، وإنما تتأثر بالمتغيّرات الحاصلة خارج السجون على مجمل القضية الوطنية، وعلى أشكال وحدة الصراع مع المحتل، وغير ذلك.

ويتوزع كتاب "كباسيل" على أربعة فصول، يفصّل في الأخير منافذ التواصل مع الخارج، وبينها: الصليب الأحمر، وجلسات المحاكم، والمحامون، وزيارات الأهالي، والرسائل تحت الرقابة، والرسائل خارج الرقابة، والأعمال اليدوية، والأسرى المحرّرون، والمعتقلون الجدد، وعبر الأثير، وصولاً إلى "سفراء الحريّة".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف