قدم نادي القوات أوراق اعتماده بطلاً لكأس الكرة الطائرة "وطن واحد" للمرة الأولى في تاريخه، بعدما اقتنص لقب البطولة، من منافسه نادي جيوس، بعد لقاء ماراثوني شهد بعض الهبّات الساخنة والمثيرة من الفريقين، تحت سمع وبصر نائب رئيس الاتحادين العربي والآسيوي للكرة الطائرة العميد جهاد قطيشات، ممثلاً لرئيس الاتحاد العربي الدكتور عبد الهادي الشبيب، وأمين عام اللجنة الأولمبية اللواء عبد المجيد حجة ممثلاً للفريق جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ورئيس الاتحاد الفلسطيني للكرة الطائرة الكابتن حمزة راضي، ورئيس بلدية سلفيت عبد الكريم الزبيدي، وقائد قوات الأمن الوطني العميد إيهاب السعيدني، ورئيس الاتحاد الفلسطيني للرياضة العسكرية العميد أمل خليفة، الذين تابعوا الكرنفال الاحتفالي المبهج من على منصة الشرف.
وحظي المشهد الختامي لأغلى البطولات وأثمنها، بحضور ممثلين عن الهيئات الرسمية والشعبية، وجمهور غفير ملأ مدرجات صالة قصر الرياضة بمدينة سلفيت، مسرح اللقاء، الذي أقيم على مقربة من شارع مرزوق الغانم في المحافظة.

المشهد الختامي
استهل حفل الختام، بتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء، ومن ثم الوقوف للسلام الوطني لدولة الكويت، تلاه مباشرة السلام الوطني الفلسطيني، وقام كبار الحضور بمصافحة لاعبي الفريقين، والتقاط الصور التذكارية، ليتم بعد ذلك تكريم الرعاة وشركاء النجاح، فقدم اتحاد الكرة الطائرة درعاً تكريمية لراعي البطولة، معالي رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، وتسلمها والد الشهيد عمر أبو ليلى بطل عملية "أريئيل"، وأخرى للفريق جبريل الرجوب وتسلمها أمين عام اللجنة الأولمبية عبد المجيد حجة.
كما كرّم الاتحاد، رئيس الاتحاد العربي للكرة الطائرة الدكتور عبد الهادي الشبيب، الذي وفر كل سبل إنجاح البطولة، وممثل الاتحاد العربي العميد جهاد قطيشات الذي حرص على الحضور ومتابعة مسك الختام عن كثب، وبلدية سلفيت التي وضعت كل إمكانياتها تحت تصرف اتحاد اللعبة، للخروج بهذا الحدث بما يليق ومكانة راعي البطولة مرزوق الغانم وشعبيته الجارفة في الشارع الفلسطيني.

بطاقة المباراة:
القوات (3) - جيوس (2).
الأشواط: 21/25، 20/25، 26/24، 25/18، 16/14.
نقاط الأشواط: القوات (108) - جيوس (106).

شريط اللقاء:
سيطر لاعبو جيوس على أجواء الشوط الأول، طولاً وعرضاً، ولعباً ونتيجة، فقدم أداءً جيداً، مكّنه من عبور أجواء منافسه بسلام، بعد بذل وعطاء بلا حدود من زيدان نوفل الذي يحسب له ضبط إيقاع الطلعات الهجومية، ومحمـد أبو شارب ويزن خالد ومحمـد سليم الذين تبادلوا الهجوم من الأطراف، وخالد القدومي والروسي من متوسط الشبكة، وتأمين حوائط الصد، وكان مثيراً للانتباه تألق علي نوفل في التصدي للكرة الأولى والكرات المسقطة خلف حوائط الصد.
في المقابل، عاب القوات خلال الشوط، سوء استقبال الكرة الأولى، علاوة على الإخفاق في ضربات الإرسال مرات عديدة، وضعف التركيز في الواجبات الدفاعية، والضرب الساحق العشوائي، فضلاً عن غياب الألعاب السريعة باستثناء بعض اللمحات لساجي سكر، الذي لم يأخذ الكم المطلوب من هذه الكرات، فكان الأداء السيئ والمهزوز، هو السمة الأبرز للاعبي القوات.
لم يأت الشوط الثاني بجديد، فواصل جيوس تفوقه، وتمكّن لاعبوه من فرض أفضليتهم على أجواء الشوط، وتمكّن القدومي من قيادة فريقه بثقة وسيطرة مطلقة، إلى حسم هوية الشوط دون تعقيدات تُذكر، ووقعت العديد من الكرات الهجومية التي كان يعدّها محمـد أبو عيد لياسر شواهنة ومحمـد شماسنة وأحمد عودة ومشير جودة وسكر في مصيدة حوائط الصد.
بدأ الشوط الثالث تعادلياً، فلم تستمر المواجهة بذات سيناريو الشوطين الأول والثاني، ومضى النصف الأول من الشوط تحت سيطرة القوات عندما قاد معاذ صوّان المحاولات الهجومية بإعداد متقن للضاربين في مختلف مراكز الملعب، واستنفر مدرب القوات خلف يامين كل جنوده لانتشال فريقه من براثن خسارة قاسية، فأشرك الجلاد محمود صالح ومحمود الخطيب على حساب شواهنة وشماسنة، دون إغفال الدور المهم الذي كان يضطلع به عبد الله عبد الله في استقبال الكرة الأولى والتغطية خلف الضاربين، لكن سيطرة القوات لم تدم طويلاً، وتغيرت المجريات مع مرور الوقت باتجاه اللحظات الحاسمة، عندما عاد جيوس إلى فرض أفضليته على وقع هجوم ضارب قاده القدومي والروسي وأبو شارب ويزن خالد ومحمـد سليم، فبدا المشهد وكأن جيوس في طريقه لفوز مثير بثلاثية بيضاء، خصوصاً بعد تقدمه (21/17) وجاء السجال تعادلياً في النقاط الأخيرة، ففاجأ القوات الجميع، عندما طوّر موقفه بالمباراة محرزاً التعادل (24/24) ليبدأ البحث عن كسر التعادل بفارق النقاط الإضافية، ويحسم الشوط لمصلحته.
ولأن الفرص عادة ما تمُرّ مرّ السحاب، استثمر القوات الأداء الخافت الذي ظهر عليه جيوس في الشوط الرابع، ولم يعط خلف يامين الفرصة لمنافسه لالتقاط الأنفاس، فعمد إلى توظيف قدرات لاعبيه بما يضمن له حسم الشوط وصولاً لشوط الحسم والقول الفصل، فأشرك محمود أبو فرحة لبعض الوقت، وأغرى أداء جيوس الذي تواضع أكثر مع انتصاف الشوط، فريق القوات لتكريس هيمنته على أجوائه، فتميز أداء رفاق يامين بتنويع الألعاب، من منتصف الشبكة بتواجد جودة وسكر، كما سهلت الحركات المخادعة التي مارسها صوّان مهام الهجوم من الأطراف عن طريق صالح والخطيب وعودة، وحدث ما كانت تنتظره أمل خليفة عندما تدخل ساجي سكر بكرة سريعة منهياً معركة العبور إلى شوط فاصل.
تبادل الطرفان أخذ الأفضلية والأسبقية في شوط الأعصاب، ولم يكن الفوز القواتي سهلاً على الإطلاق، رغم تقدمه في البداية، وأشرك مدرب جيوس عبد الله خالد، البديل جهاد سليم لتعزيز القدرات الهجومية، بينما أناط مهام صناعة الألعاب لبشار بيضة، لكن الرعونة عادت لتغلف أداء جيوس، وغلب اللعب المفتوح من طرفي الشبكة على أداء الفريقين، وكان لمحمود صالح وعودة والخطيب دور فاعل في ترجيح كفة القوات، الذي تقدم (14/12) وأثمر الوقت المستقطع الذي طلبه مدرب جيوس تحسناً في ألعاب فريقه، ومن هفوة دفاعية وكرة ساحقة قلص يزن خالد النتيجة إلى (13/14) وأعطى القدومي التعادل لفريقه بصد محكم (14/14)، قبل أن يهدي الروسي نقطة ثمينة للقوات بإرسال طائش، ليمر القوات سريعاً إلى الكأس الأغلى والأثمن.

التتويج:
عقب نهاية المباراة توّج قطيشات وحجة وراضي وكبار الحضور لاعبي جيوس بالميداليات الفضية وكأس الوصيف، ولاعبي القوات بالميداليات الذهبية وكأس البطولة، وسط فرحة عارمة بمعانقة أول الألقاب.

الحكام والمراقبون:
أدار اللقاء: محمـد فتحي حكم أول، محمود كنعان حكم ثان، فراس سليم حكم مسجل، محمـد خالد مساعد مسجل على اللوحة الإلكترونية، ساري قادوس ومحمـد الخولي للرايات، وراقبها من الاتحاد رياض سليم ومعروف شطارة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف