كشف تحقيق لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بشأن استشهاد مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة احتمال أن يكون جندي إسرائيلي قد أطلق النار وقتلها.

وتوصلت الصحيفة لنتائج التحقيق بعد مراجعة لمقاطع فيديو وزيارات ميدانية وتحليلات لصوت طلقات إطلاق النار من خبراء مختصين.

وأخضعت صحيفة "واشنطن بوست" 15 مقطع فيديو للتحليل والمراجعة في خضم تحقيق لها بشأن مقتل أبو عاقلة.

ووفق التحقيق لم يكن هناك أي مسلحين في المنطقة، وأن جندياً إسرائيلياً أطلق النار وقتل مراسلة الجزيرة على الأرجح وهي نتيجة متطابقة لسابقتها من التحقيقات.

المقاطع التي استقتها الصحيفة من مصادر مختلفة بين وسائل التواصل الاجتماعي وصور للحدث وزيارتين للمكان دعمتها بصور وغرافيك تحدد الأماكن والتمركزات.

ولم تكتف الصحيفة بمراجعة الصور، بل أخضعت صوت إطلاق النار أيضاً للتحليل من قبل خبيرَيْن متخصَّصين، وهو ما كشف أن إطلاق النار تم من مسافة تتطابق تقريباً مع المسافة بين الصحافيين وموقع الجيش الإسرائيلي.

وقدر التحقيق المسافة بين الطرفين بـ 182 متراً، وأكد احتمال أن شيرين وبقية زملائها كانوا ظاهرين كصحافيين بشكل جلي من موقع عربات الجيش الإسرائيلي.

وبحسب الصحيفة الأميركية، لم يمنح الجنود الإسرائيليون الصحافيين فرصة للتراجع، حيث أطلقوا 6 طلقات نارية بعد أقل من 30 ثانية من توجههم نحو موقع الجيش الإسرائيلي.

وكان بين الخبراء الذين أشركتهم "واشنطن بوست" في تحقيقها خبير الصوت والمستشار السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي ستيفن بيك، الذي وجد أن أول رشقتين حملتا معهما نحو 13 طلقة أُطلقتا باتجاه الصحافيين وعلى مسافة قريبة جداً منهم.

ووصف الخبير الأميركي الرصاص بأنه أسرع من الصوت، ورجح أن تكون شيرين قد أُصيبت في إحدى الرشقتين الأولى أو الثانية.

في المقابل، قال باحثون في جامعة كارنيغي ميلون إن الدفعة الثالثة والرابعة من الرشقات تشير إلى وجود مطلق نار آخر دون التمكن من تحديد المسافة بينه وبين الصحافيين.

وقال مدير مكتب صحيفة "واشنطن بوست" في القدس ستيف هندريكس للجزيرة إن تقرير صحيفته نفى فرضية إطلاق النار على شيرين أبو عاقلة من جانب فلسطيني، ويؤكد صدق الروايات والشهادات التي ظهرت عقب مقتل مراسلة الجزيرة.

وأشار هندريكس إلى أن صحيفته قامت بإجراء قياسات خاصة ومراجعة للشهادات وحللت كل الروايات، وأوضح أن كل الشهادات تنفي ما قاله الجيش الإسرائيلي عن وقوع تبادل لإطلاق النار، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي أصر على وجود تبادل لإطلاق النار دون أدلة.

وكان الاحتلال الإسرائيلي اغتال الزميلة شيرين أبو عاقلة في 11 أيار الماضي في أثناء تغطيتها لاقتحامه مدينة جنين، ما أحدث غضباً عارماً في الأوساط الحقوقية والإعلامية على المستويين العربي والدولي.

وغطت شيرين أبو عاقلة الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة 25 عاماً.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف