تنهض مصر بداية لحركة جديدة لدور لها تستعيده، هي مؤهلة له عربياً وعالمياً، وسبق أن كانت قاطرة عربية وإفريقية وعلى مستوى حركة عدم الانحياز. المكانة وساحة التأثير والدور أكدته ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو، برفضهما واقع العزلة والتقوقع، ومنطلقاً، والتخلي عن الجمود الدبلوماسي والسياسي الذي طال أربعة عقود، بالانفتاح الصاعد، واطلاقها لحركة سياسية ودبلوماسية، بدءاً من فتح العلاقات مع روسيا، وهي ذات إرث تاريخي إيجابي، ومع الصين قطب العالم الجديد الناهض، ومع قضايا العالم العربي، في الوقت الذي تواجه به مصر والمنطقة قضايا الإرهاب.
تسعى مصر بعد الاتفاق النووي في فيينا مع إيران (5+1)، بأن هذا الاتفاق ينبغي أن يدفع بجميع دول منطقة الشرق الأوسط إلى التخلص من الأسلحة النووية، وهذا يعني مباشرةً وضع المنشآت النووية الإسرائيلية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والزامها بالتوقيع على معاهدة الحظر النووي بدءاً من مفاعل ديمونا؛ أي البدء بفتح الملف النووي الإسرائيلي.
تحت عنوان «إسرائيل لمصر: أوقفوا الإجراءات ضد النووي الإسرائيلي»، صحيفة هآرتس الإسرائيلية (1أيلول/سبتمبر 2015) أشارت به أن مصر تدفع بمشروع قرار لفرض الرقابة على منشآت النووي الإسرائيلي، في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي سينعقد منتصف الشهر الجاري في فينيا، وأشارت به إلى زيارة للقاهرة قام بها منذ ثلاثة أسابيع اسحق مولخو مستشار نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، ويوس كوهين مستشار الأمن القومي في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة أن «الغضب في إسرائيل على مصر بدأ منذ شهر أيار الماضي، حين حاولت مصر الدفع إلى الأمام بمشروع قرار مناهض لإسرائيل، وفي لجنة الاستطلاع لميثاق منع السلاح النووي في نيويورك، وفي إطار ذاك القرار طلبت مصر أن يتقرر عقد موعد لانعقاد مؤتمر نزع السلاح النووي من الشرق الأوسط، يركز على «إسرائيل»، وقد جرى صده من قبل واشنطن ولندن، وقبيل المؤتمر الذي سينعقد في فيينا بعد أسبوعين بدأت مصر مرة أخرى العمل على اتخاذ خطوة ضد النووي الإسرائيلي»، وذلك بحسب هآرتس.
المطلوب عربياً دعم مصر في كسر الصمت والإستثناء الشاذ للنووي الإسرائيلي، وهي الدولة التي تحتل الأراضي الفلسطينية والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، وتحاصر قطاع غزة، وسبق لها أن استخدمت النابالم المحرم دولياً، والقنابل العنقودية المحرم دولياً في اجتياح لبنان صيف عام 1982، وفي لبنان تكراراً، وقصفت قطاع غزة بـ«الدايم ــــ الفوسفور الأبيض»، إبان حربها العدوانية المسماة ب«الرصاص المصبوب»، كما أنها الدولة التي ترفض تنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، وبسبب عدوانيها في سلوكها التوسعي على مرأى من العالم.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف