استشهد، فجر أمس، الشاب محمد ماهر نافع مرعي (25 عاماً) خلال عملية اقتحام شنتها قوات الاحتلال ووحداتها الخاصة في مدينة جنين.
وأكد د. وسام بكر مدير مستشفى خليل سليمان استشهاد الشاب مرعي من مخيم جنين متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال خلال مواجهات بالمدينة.
وأفادت مصادر محلية بأن وحدات خاصة تابعة لجيش الاحتلال تسللت إلى مدينة جنين فجراً، وحاصرت بنايات، ونشرت فرق قناصة في عدد من المواقع المطلة على حي "مراح سعد" والحي الشرقي، واحتجزت عدداً من المواطنين وأخضعتهم للتحقيق الميداني، قبل أن تقتحم قوات كبيرة من جيش الاحتلال المدينة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص بكثافة.
وقال ماهر نافع مرعي، والد الشهيد إن ابنه الشهيد كان برفقة ابن عمه عندما أصابه قناص من جيش الاحتلال بالرصاص في صدره وبطنه ومنع ابن عمه والشبان من محاولة إسعافه، حتى تمكن شبان من القفز إلى المكان الذي أصيب فيه غير آبهين بالنيران التي كانت تطلق صوبهم، فنجحوا في انتشاله ونقله بمركبة محلية إلى مستشفى ابن سينا التخصصي في المدينة، حيث بذل الأطباء جهوداً في سبيل إنقاذ حياته، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.
وأكد مرعي، أن الرصاصة التي أصابت نجله كانت من نوع "250 م" المتفجر والمحرم دولياً، وتسببت بتهتك الأعضاء الداخلية لنجله الذي أعلن الأطباء استشهاده بعد نحو ساعتين من نقله إلى المستشفى وهو في حال الخطر الشديد.
وأشار، إلى أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع نجله الشهيد قبل منتصف الليل، وأبلغه أنه في طريقه إلى المنزل، ومع ساعات الصباح الأولى تجهز وخرج من المنزل برفقة ابن عمه متوجهاً إلى المدينة حيث استشهد.
وقال الأب، إن ابنه كان شديد التأثر باستشهاد ابن خالته الشهيد براء لحلوح، الذي أعدمته قوات الاحتلال قبل نحو أسبوعين برفقة شابين من المدينة، وقريبه أحمد الذي استشهد في العام 2003، وابن خالته الشهيد مجد لحلوح والذي استشهد في العام 2013.
الحزن الذي دخل إلى بيت عائلة مرعي، ذاقته والدته مراراً، بعد استشهاد الشهيدين براء لحلوح ومجد لحلوح ابني شقيقتيها، اللذين كان يرتبط نجلها بعلاقة وثيقة بينهما تكاد تكون أكثر من علاقة الأخوة، كما قال الأب.
وبين والد الشهيد مرعي أنه كان لديه ثلاثة أبناء فقد أحدهما شهيداً وهو محمد الذي كان يرفض الزواج لأن إصراره على الشهادة كان يمنعه من ذلك رغم توفير العائلة لكل الأمور اللازمة لتمكينه من الزواج.
وحقق الشهيد مرعي أمنيته بالشهادة التي طالما كان يتمناها كما قال لـ"الأيام" والده الذي كان يطبع قبلاته الأخيرة على جبين نجله، بعد لحظات من استشهاده في ساعات الصباح الباكر متأثراً بإصابته البالغة التي أصيب بها خلال مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة أعقبت اقتحام قوات الاحتلال للمدينة.
وعقب الإعلان عن استشهاد مرعي، انطلقت مسيرة غاضبة جابت أحياء جنين ومخيمها، ورفع المشاركون جثمان الشهيد على الأكتاف، ورددوا الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال وعدوانه المستمر على جنين، والداعية للوحدة الوطنية ومواصلة المقاومة.
وفي وقت لاحق، شيعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد مرعي إلى مثواه الأخير في مقبرة "شهداء ملحمة نيسان 2002" غرب المخيم.
وانطلق موكب التشييع من أمام المستشفى الحكومي، وجاب المشاركون شوارع المدينة، وصولاً إلى منزل عائلته في المخيم، حيث ألقيت نظرة الوداع على جثمانه الطاهر، ومنه إلى المسجد، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه.
وسار الموكب في مسيرة حاشدة باتجاه مقبرة الشهداء في المخيم، حيث ووري الثرى وسط ترديد للهتافات المنددة بالاحتلال وجرائمه والمؤكدة على التمسك بالوحدة الوطنية في مواجهة جرائم الاحتلال.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف