ردّ مسؤولون سعوديون أمس، على تعليقات الرئيس الأميركي جو بايدن حول قتل الصحافي جمال خاشقجي، مشككين بتقرير الاستخبارات الأميركية الذي حمّل المسؤولية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومتوقفين عند تجاوزات أخرى ضد صحافيين في العالم.
وأعلن الرئيس الأميركي الجمعة أنه أثار مسألة خاشقجي الذي قتل على أيدي سعوديين في قنصلية بلاده في إسطنبول في العام 2018، مع الأمير محمد بن سلمان الذي التقاه في جدة. وقال "ما حدث لخاشقجي كان أمراً فظيعاً قلتُ بوضوح إنّه إذا حدث أمر مماثل مجدّداً، سيكون هناك ردّ وأكثر من ذلك".
وكانت إدارة الرئيس الديموقراطي نشرت بعد وصوله الى الحكم تقريراً استخباراتياً خلص إلى أن ولي العهد وافق على العملية التي أدت إلى قتل الصحافي المعارض الذي كان مقيماً في الولايات المتحدة.
وشكّك وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في الخلاصة التي توصّلت إليها الاستخبارات الأميركية، قائلاً في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الأميركية، "نحن نتذكر خلاصة مجموعة الاستخبارات في ما يتعلق بامتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل"، في إشارة إلى أن هذه الخلاصة التي لعبت دوراً أساسياً في الاجتياح الأميركي للعراق لم تُثبت على الأرض.
وقال أيضاً إنّ المملكة تعتقد أنه تم التعامل مع القضية بشكل كاف، على الرغم من عدم العثور على رفات خاشقجي بعد.
وتابع الجبير "حقّقت السعودية في هذه الجريمة، وحاسبت المسؤولين عنها، وهم يدفعون ثمن الجريمة التي ارتكبوها"، مضيفاً "حققنا وعاقبنا واتخذنا إجراءات لضمان عدم تكرار ذلك. هذا ما تفعله الدول في مثل هذه المواقف".
وقال الجبير لرويترز عن المحادثات التي جرت يوم الجمعة بين الزعيمين، إن ولي العهد أكد أن محاولة فرض القيم بالقوة على دول أخرى قد تأتي بنتائج عكسية.
ونقل الجبير عن الأمير محمد قوله لبايدن "لم ينجح الأمر عندما حاولت الولايات المتحدة فرض قيم على أفغانستان والعراق. في الواقع جاء ذلك بنتائج عكسية. الأمر لا ينجح عندما يحاول الناس فرض قيم بالقوة على دول أخرى، الدول لديها قيم مختلفة ويجب احترام تلك القيم".
وكانت قناة "العربية" نقلت عن مصدر سعودي مسؤول قوله إنّ "بايدن تطرّق لموضوع جمال خاشقجي بشكل سريع"، فأكد وليّ العهد أنّ "ما حدث أمر مؤسف واتّخذنا جميع الإجراءات القانونية لمنع" حدوثه مجدّداً.
وأضاف إنّ وليّ العهد "ذكر أنّ مثل هذه الحادثة تحدث في أيّ مكان من العالم"، مذكّراً بأنّ "واشنطن قامت بعدد من الأخطاء كحادثة سجن أبو غريب" في العراق، في إشارة الى إقدام جنود أميركيين على تعذيب سجناء في سجن عراقي.
وقال المحلل السعودي علي الشهابي لوكالة فرانس برس إن اللقاء بين الأمير محمد بن سلمان وبايدن "سار بشكل جيد مع تبادل صريح للآراء".
وتابع إن ولي العهد "ردّ على بايدن، مشيراً إلى ازدواجية المعايير الأميركية في إحداث ضجة كبيرة بشأن خاشقجي بينما تبذل قصارى جهدها للتقليل من شأن اغتيال (الصحافية الفلسطينية) شيرين أبو عاقلة، رغم أنها مواطنة أميركية".
وقال الشهابي "عدا هذا التبادل الصريح، كان الاجتماع ودياً ومهماً للغاية لتجاوز" التوترات.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف