استشهد شابان وأصيب 19 آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مدينة نابلس، فجر أمس.
وقال شهود عيان: إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت حارة الياسمينة في البلدة القديمة من المدينة، وحاصرت عدداً من الشبان في أحد المنازل، وسط إطلاق كثيف للرصاص وقذائف "الإنيرجا".
وقالت وزارة الصحة: إن الشهيدين هما محمد بشار عزيزي (25 عاماً) وقد أصيب برصاصة في الصدر، وعبد الرحمن جمال صبح (28 عاماً) الذي أصيب برصاصة في الرأس.
وينتمي الشهيدان لـ"كتائب شهداء الأقصى"، التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وقالت الوزارة: إن 8 مواطنين آخرين أصيبوا، بينهم 6 بالرصاص الحي، فيما قال مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل: إن طواقم الإسعاف تعاملت مع 19 إصابة، بينها 10 بالرصاص الحي، واحدة منها لفتى أصيب بطلق ناري في الرأس وإصابته خطيرة.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية: إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت، فجر أمس، حارة الياسمينة في نابلس القديمة، وحاصرت منزلاً، وجرى تبادل كثيف لإطلاق النار تخلله إطلاق قوات الاحتلال لقذائف تجاه المنزل.
وقالت المصادر الأمنية: إن القذائف الصاروخية التي أطلقها جنود الاحتلال تجاه المنزل تسببت باشتعال النيران فيه وبمرافق محيطة، حيث تضرر العديد من المنازل والمحال التجارية والمركبات.
ونعت "كتائب الأقصى" في بيان "الشهيدين صبح وعزيزي"، مؤكدة أن "الفعل الجهادي لمقاوميها سيزداد اشتعالاً في كافة الضفة الغربية كتعبير أصيل عن إرادة الشعب الفلسطيني الذي "لا يقبل الاستسلام ولا يحبط من عزائمه".
وشيّع آلاف المواطنين الشهيدين، وانطلق موكب التشييع من مستشفى رفيديا الذي نقل إليه الشابان، باتجاه وسط مدينة نابلس، وتقدم المشيعين عشرات من الملثمين المسلحين الذين أطلقوا الرصاص في الهواء تعبيراً عن الغضب.
ورفع المشيعون العلم الفلسطيني ورايات كتائب الأقصى، فيما رددوا عبارات منددة بـ"الجريمة" وأخرى تدعو لمحاسبة إسرائيل.
وعمّ إضراب شامل المدينة، وأغلقت المحال التجارية أبوابها تلبية لدعوة وجهتها الفصائل الفلسطينية في نابلس حداداً على الشهيدين، فيما علّقت إدارة جامعة النجاح الوطنية الدوام للطلبة والعاملين.
وقال منسق الفصائل في نابلس نصر أبو جيش: إن حالة من "الغضب والحزن تعمّ المدينة"، واصفاً ما جرى بأنه "جريمة كبرى تجاه المواطن الفلسطيني".
وأدان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة "جريمة اغتيال الشابين صبح وعزيزي"، محملاً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها.
وقال أبو ردينة: إن مواصلة "العدوان على الفلسطينيين ليس غريباً على الحكومات الإسرائيلية، وإن المنطقة ستبقى في دوامة العنف حتى إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل".
وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، في تغريدة عبر "تويتر"، أن الحماية الدولية للشعب الفلسطيني هي الكفيلة بوضع حد "للجرائم التي ترتكب بحقه".
واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين أن "التصعيد لن يوفر لإسرائيل هروباً آمناً من استحقاقات السلام"، متهمة إياها بتكريس المدخل الأمني في التعامل مع القضية الفلسطينية وإزاحة واستبعاد الحلول السياسية.
وقال المتحدث باسم حركة "فتح"، منذر الحايك: إن الشعب الفلسطيني مستمر في "نضاله حتى الحرية والاستقلال"، معتبراً أن سياسة الاقتحامات والاغتيالات "لن تحقق الأمن ولا الهدوء".
فيما وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ما جرى من اشتباكات في نابلس بأنه "عمل بطولي وشجاع".
وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم: إن المدن الفلسطينية في الضفة الغربية باتت "محرمة على الاحتلال الإسرائيلي بفضل المقاومة".

رواية الاحتلال
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ عملية في مدينة نابلس. وقال في بيان: إن "تبادلاً لإطلاق النار جرى بين المسلحين المشتبه بهم والقوات" الإسرائيلية.
وأوضح الجيش، في بيانه، أن عمليته في نابلس جاءت في سياق عمليات جرت في مواقع أخرى أيضاً، منها بلدة المغير ومخيم عايدة ومدينة جنين.
وأضاف الجيش: إن العملية في نابلس أطلقت "لاعتقال إرهابيين مسلحين مشتبه بهم"، مشيراً إلى أنه "خلال العملية، وقع تبادل لإطلاق النار بين مسلحين مشتبه بهم والقوات الإسرائيلية، وتم تحديد إصابات لعدد من الإرهابيين".
وتابع: إنه تم التحريض على "أعمال شغب عنيفة" خلال "نشاط العمليات".
وأضاف الجيش: إن "عبوات ناسفة وحجارة ألقيت تجاه جنود الاحتلال"، مؤكداً أنه رد بـ"وسائل لمكافحة الشغب وذخيرة حية".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف