
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2022-07-30
قتل العشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين على ما يبدو في هجوم صاروخي، أمس، وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتنفيذه.
وألقت أنباء سقوط قتلى، أكد بعضها صحافيون من رويترز في موقع السجن المدمر حيث كان يُحتجز الأسرى، بظلالها على الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة لاستئناف شحن الحبوب من أوكرانيا، وتخفيف أزمة جوع عالمية تلوح في الأفق نتيجة للحرب التي دخلت شهرها السادس.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن 40 أسيراً قتلوا، وأصيب 75، في هجوم على سجن ببلدة أولينيفكا التي تقع على الخطوط الأمامية في جزء من منطقة دونيتسك يسيطر عليه الانفصاليون.
وذكرت وكالات أنباء روسية أن موسكو اتهمت كييف باستهداف السجن بصواريخ هيمارس أميركية الصنع.
ونفت القوات المسلحة الأوكرانية تنفيذ الهجوم، وقالت: إن المدفعية الروسية استهدفت السجن لإخفاء تعذيب المحتجزين هناك، وإلقاء اللوم على أوكرانيا.
واتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بارتكاب جريمة حرب، وطالب بإدانة دولية للحادث.
وأظهرت لقطات صورتها رويترز بقايا مبنى محترق مليء بأسرّة معدنية يوجد على بعضها جثث متفحمة، بينما ظهرت صفوف من الجثث وقد سجيت على محفات أو على الأرض.
وتم وضع شظايا قذيفة على مقعد معدني حتى يمكن تصويرها على ما يبدو. ولم يكن من الممكن تحديد أي علامات تكشف هوية القتلى، ولم يتضح من أين تم تجميع الشظايا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن السجن يضم أسرى حرب أوكرانيين، وإن ثمانية من موظفي السجن أصيبوا أيضاً.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الزعيم الانفصالي المدعوم من روسيا، دينيس بوشيلين، قوله: إنه لا يوجد أجانب بين 193 نزيلاً محتجزين هناك.
واتهمت الحكومة الأوكرانية روسيا بارتكاب فظائع وأعمال وحشية ضد المدنيين خلال الغزو، وقالت: إنها حددت أكثر من مئة ألف جريمة حرب محتملة.
وقالت هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة الأوكرانية: إن الهجوم على السجن كان محاولة لإلقاء اللوم على أوكرانيا.
وتابعت: "بهذه الطريقة، سعى المحتلون الروس إلى تحقيق أهدافهم الإجرامية باتهام أوكرانيا بارتكاب جرائم حرب، وكذلك إخفاء تعذيب السجناء وعمليات الإعدام".
ونفت روسيا ارتكاب جرائم حرب، واتهمت كييف بارتكابها لتشويه سمعة قواتها، وقالت: إنها تحقق في ارتكاب أوكرانيا جرائم حرب.
وقال متحدث باسم القوات الانفصالية المدعومة من روسيا للصحافيين في أولينيفكا: إن أوكرانيا شنت الهجوم بعدما بدأ أسرى الحرب في الحديث عن جرائم ارتكبها الجيش الأوكراني. ولم يتسنَ التحقق من أي من الروايتين.
من ناحية أخرى، قالت أوكرانيا: إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا، وأصيب سبعة في هجوم صاروخي روسي على مدينة ميكولايف في جنوب شرقي البلاد، وهي ميناء نهري قبالة البحر الأسود مباشرة.
وقال حاكم المنطقة فيتالي كيم عبر تطبيق "تليغرام": إن صاروخاً سقط بالقرب من محطة مواصلات عامة.
ولم تعلّق روسيا، التي تنفي استهداف المدنيين، على الأمر حتى الآن.
وتأتي أعمال العنف المستمرة على الأرض في وقت تتطلع أوكرانيا إلى بدء تصدير شحنات الحبوب، بموجب اتفاق برعاية تركيا والأمم المتحدة، يقضي برفع الحصار الروسي عن موانئ البحر الأسود.
ونشرت الرئاسة الأوكرانية مشاهد مصورة تظهر زيلينسكي واقفاً أمام الباخرة التركية بولارنيت في مرفأ تشونومورسك، خلال زيارة تفقدية لأعمال تحميل الحبوب.
ونقل بيان للرئاسة عن زيلينسكي قوله: "أول باخرة، أول سفينة يجري تحميلها منذ اندلاع الحرب".
وأضاف زيلينسكي: إن كييف "تنتظر إشارة" من أنقرة والأمم المتحدة كي تبدأ التصدير الذي يؤمل أن يساعد في تخفيف أزمة غذاء عالمية تسببت بارتفاع كبير للأسعار.
التركيز على الجنوب
أفادت نشرة للمخابرات البريطانية بأن روسيا أمرت مرتزقة بتولي مسؤولية قطاعات محددة من جبهة القتال في أوكرانيا، في إشارة إلى أنها تواجه نقصاً في قوات المشاة مع تصعيد كييف لهجوم مضاد في الجنوب.
والاعتماد المتزايد على مقاتلين من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في مهام على جبهة القتال، بدلاً من عملهم المعتاد في العمليات الخاصة، سيكون علامة أخرى على أن الجيش الروسي يتعرض لضغوط مع مرور ستة أشهر منذ شن حربه على أوكرانيا.
وقالت المخابرات البريطانية: "هذا تغيير كبير للاستخدام السابق للمجموعة منذ العام 2015، عندما كانت تضطلع عادة بمهام مختلفة عن الأنشطة العسكرية الروسية النظامية العلنية واسعة النطاق".
ولم يتسن الحصول على تعليق من "فاغنر" أو الكرملين.
وتأتي الهجمات الأوكرانية المضادة في الجنوب في الوقت الذي تقاتل فيه روسيا للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية بأكملها في الشرق، والتي تضم إقليمَي دونيتسك ولوغانسك.
وقد سيطرت بالفعل على واحد من الإقليمين، وهو إقليم لوغانسك، وتتقدم في دونيتسك حيث يقع السجن الذي تم الهجوم عليه، أمس، في جنوب غربي كراماتورسك عاصمة الإقليم.