أعلنت روسيا، أمس، أنّ هجوماً بطائرة مسيّرة على مقر أسطولها في البحر الأسود في سيباستوبول، في شبه جزيرة القرم، أدى إلى إصابة ستة أشخاص بجروح، ما دفع موسكو إلى إعلان حالة تأهب في المدينة.
واستمر القصف الروسي على مدن أوكرانية، خصوصاً في الجنوب في ميكولايف التي شهدت أعنف قصف عليها منذ بداية الحرب، أسفر عن مقتل شخصيْن على الأقلّ، بحسب السلطات المحلية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا، أول من أمس، سكان دونيتسك إلى إخلائها لتجنّب "الإرهاب الروسي" والقصف الذي تتعرّض له هذه المنطقة الواقعة في شرق البلاد، والتي تسيطر روسيا على جزء كبير منها.
وفي تسجيل فيديو، قال زيلينسكي: "اتُخذ قرار حكومي بإخلاء إلزامي" للمنطقة، معتبراً أنه "في هذه المرحلة من الحرب، الإرهاب هو سلاح روسيا الرئيس".
وقال حاكم سيباستوبول ميخائيل رازفوزجاييف، في رسالة عبر تطبيق تليغرام" "صباح أمس، قرّر القوميون الأوكرانيون إفساد عيد الأسطول الروسي" الذي تحتفل به موسكو الأحد (أمس).
وأشار إلى أنّ هجوماً بطائرة مسيّرة استهدف مقر أسطول البحر الأسود الروسي في سيباستوبول، أمس، أدى إلى جرح ستة أشخاص.
وأضاف رازفوزجاييف: إنّ كل الاحتفالات بعيد الأسطول الروسي "ألغيت لأسباب أمنية"، داعياً سكان سيباستوبول إلى عدم مغادرة منازلهم "إذا أمكن".
وأعلنت السلطات مستوى تأهب "أصفر" (متوسط) للتحذير من هجمات إرهابية بعد الهجوم، بحسب ما بدا في الصور التي نشرها حاكم سيباستوبول، والتي تُظهر أجزاء نوافذ محطّمة على الأرض.
واعتبرت البحرية الأوكرانية أن الروس افتعلوا حجّة لإلغاء الاحتفالات المخطط لها في سيباستوبول، خوفاً من هجوم حقيقي.
وكتبت البحرية الأوكرانية على "فيسبوك": "في الحقيقة اخترع الروس عذراً لإلغاء الاحتفالات، لئلّا يُذَلّوا أمام العالم من خوفهم من الجيش الأوكراني".
وقال سيرغي براتشوك المتحدث باسم الإدارة الإقليمية في أوديسا في بيان: إن "تحرير شبه جزيرة القرم الأوكرانية المحتلّة سيحدث بطريقة أخرى أكثر فاعلية".
وجاءت هذه التطورات فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، خلال حضوره عرضاً عسكرياً بحرياً في سانت بطرسبرغ (شمال غرب)، أنّ الأسطول الروسي سيحصل "في الأشهر المقبلة" على صاروخ كروز فرط صوتي "تسيركون" جديد "لا يواجه أيّ عوائق".
في جنوب أوكرانيا، أعلنت سلطات ميكولايف أن المدينة تعرضت، أمس، لقصف روسي هو "الأشدّ" منذ بدء الحرب في شباط، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل، بحسب رئيس بلدية المدينة أولكسندر سينكيفيتش.
وتسبب هذا القصف بمقتل المليونير الأوكراني أوليكسي فاداتورسكي، مالك الشركة الأوكرانية الأساسية لتوزيع الحبوب، وزوجته.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على "تليغرام": "كان من أهمّ رجال الأعمال الزراعيين في البلاد، شخصية رئيسة في المنطقة وربّ عمل مهمّ"، مرجّحاً أن تكون الضربة استهدفتهما بشكل خاص.
واستهدفت ضربات أخرى منطقتيْ خاركوف (شرق) وسومي (شمال شرق).
وأعلن رئيس بلدية مدينة خاركوف إيغور تيريخوف أن بعض المباني تضررت "في سلسلة انفجارات" في المدينة.
وقُتل شخص وأصيب اثنان في منطقة سومي التي شهدت "أكثر من 50 ضربة" في الساعات الـ24 الأخيرة، بحسب الحاكم دميترو جيفيتسكي.
وأعلن بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك حيث تركّز موسكو معظم هجماتها، مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثمانية في القصف، أول من أمس.
وأصبحت بخموت، إحدى المدن القليلة التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية في منطقة دونيتسك، في قلب الهجوم الروسي شرق أوكرانيا.
وسيسمح الاستيلاء على هذه المدينة لروسيا بالسيطرة على طريق سريع إستراتيجي يفتح أمامها مجالاً للوصول إلى كراماتورسك، العاصمة الإدارية للجزء الأوكراني من منطقة دونيتسك.
فرّ أكثر من ثلث سكان المدينة التي كانت تضمّ نحو 73 ألف نسمة قبل الحرب.
والجمعة الماضي، أدى قصف ثكنة تضم جنوداً أوكرانيين أسرى في قطاع يحتله الروس في منطقة دونيتسك إلى مقتل نحو خمسين شخصاً، فيما وصفه زيلينسكي بـ"جريمة حرب روسية متعمدة".
وشّكك مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك، أمس، في رواية الروس عن "ضربة" يتّهمون الجيش الأوكراني بتنفيذها، فكتب على "تويتر": "ضربة؟ كلا، إنه هجوم إرهابي. أولاً، تُظهر صور الأقمار الصناعية أن مبنى واحداً تضرّر. ثانياً، أُحضر السجناء إلى الموقع قبل الهجوم. ثالثاً، أظهر تحليل الصور انفجاراً حرارياً من الداخل".
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، أنها لم تحصل بعد على إذن رسمي من موسكو لزيارة الموقع في سيباستوبول، وشددت على أنه "من الضروري أن تصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر فوراً" إلى الموقع والضحايا.
مساء أول من أمس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها "دعت رسمياً" خبراء من الأمم المتحدة ومن اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى زيارة الموقع "بهدف إجراء تحقيق موضوعي".
وكانت أوكرانيا قد طلبت، الجمعة الماضي، من الصليب الأحمر وبعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان، التي أشرفت في أيار على التفاوض مع الروس لاستسلام المدافعين عن مصنع آزوفستال في ماريوبول (جنوب شرق)، التوجه إلى أولينيفكا.
وقال زيلينسكي مساء الجمعة الماضي: "عندما غادر المدافعون عن آزوفستال، عملت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر كضامنين لحياة جنودنا وصحتهم"، مطالباً الأمم المتحدة والصليب الأحمر بـ"التحرك".
وحينذاك وبعد أسابيع طويلة من الحصار والمقاومة في مجمع الصلب، استسلم نحو 2500 مقاتل أوكراني، وأعلنت موسكو أنهم سيُسجنون في أولينيفكا.
وكانت لجنة التحقيق الروسية أعلنت أن أولينيفكا تعرضت لقصف، الجمعة الماضي، مؤكدة أن القوات الأوكرانية "أطلقت النار بنفسها على السجن الذي يحتجز فيه أفراد كتيبة آزوف، مستخدمة قذائف أميركية من نظام هيمارس وقاذفات صواريخ عالية الدقة قدمتها الولايات المتحدة".
وقالت الاستخبارات الأوكرانية: إن الهجوم "نفذه مرتزقة من مجموعة فاغنر" الروسية التي يتهم عناصرها بارتكاب جرائم في سورية وإفريقيا خصوصاً.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف