صمدت الهدنة في يومها الأول في قطاع غزة أمس، وبدأت الحياة تعود لطبيعتها، وفي حين كان المواطنون يتفقدون حجم الخسائر والدمار ويشيعون جثامين الشهداء، استشهد شاب وطفلة، متأثرَين بجراحهما الخطرة، التي كانا أصيبا بها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، ما يرفع حصيلة شهداء العدوان إلى 46 شهيداً بينهم 10 أطفال، و4 سيدات، إضافة إلى 360 مصاباً، مازال بعضهم يعاني حالة الخطر الشديد.
وذكرت مصادر طبية أن الطفلة حنين وليد أبو قايدة (10 سنوات)، والشاب محمود أحمد داود (21 عاماً) ويعمل شرطي مرور، استشهدا صباح وظهر أمس، خلال تواجدهما في غرف العناية الفائقة بمجمع الشفاء الطبي.
وتواصلت مسيرات تشييع الشهداء أمس، إذ شيعت جماهير في غزة والبريج ومحافظة شمال القطاع، 12 شهيداً بينهم تسعة أطفال، في مواكب جنائزية منفصلة، شارك فيها آلاف المواطنين من أبناء القطاع.
فشيعت جماهير شمال القطاع في موكبين جثامين الشهداء جميل إيهاب نجم (13عاماً)، جميل نجم الدين نجم "أربعة أعوام"، حامد حيدر نجم (16عاماً)، محمد صلاح نجم (17عاماً)، ونظمي فايز أبو كرش (14عاماً)، اضافة للطفلة أبو قايدة.
كما شيعت جماهير غزة والبريج في موكبين منفصلين جثامين الشهداء ياسر نمر النباهين (49 عاماً)، وأبنائه التوأمين محمد وداليا (13 عاماً)، وأحمد (9 أعوام)، والشاب داود.
كما أقيمت بيوت عزاء مركزية في ساحات كبيرة وملاعب كرة القدم، خاصة للشهيدين تيسير الجعبري، وخالد منصور، بمحافظتي رفح وغزة، وهما من أبرز القيادات العسكرية لـ"سرايا القدس"، وجرى اغتيالهما خلال جولة التصعيد الأخيرة.
بينما بلغ إجمالي أضرار العدوان، تدمير 18 وحدة سكنية بصورة كلية، كما بلغ إجمالي الوحدات التي هدمت جزئياً أو أصبحت غير قابلة للسكن 71 وحدة سكنية، فيما تضرر 1675 منزلاً بصورة متفاوتة جراء الغارات الإسرائيلية المتتالية، وفق إحصاءات أولية لوزارة الأشغال العامة والإسكان بالقطاع.
ودمرت آلة حرب الاحتلال كافة نقاط الرصد والمراقبة التي أقامتها فصائل المقاومة عند الحدود الشرقية للقطاع، وقد بدأت الفصائل بإعادة ترميمها من جديد.
كما بدأت إدارة محطة توليد الكهرباء بإعادة تشغيلها، بعد توقفها ليومين بسبب نقص الوقود، إذ فتحت سلطات الاحتلال معبر كرم ابو سالم، وسمحت بدخول نحو 30 شاحنة محملة بالوقود الصناعي الخاص بمحطة التوليد الوحيدة في القطاع، ما ينبئ بتحسن جدول توزيع الكهرباء، الذي شهد تشويشاً وارباكاً حيث لم تزد ساعة الوصل اليومية على اربع ساعات فقط.
كما فتحت سلطات الاحتلال معبر بيت حانون "إيريز"، بصورة جزئية وللحالات الإنسانية فقط، وسمحت لـ17 مريضاً ومرافقيهم بالعبور الى مستشفيات الضفة والداخل والقدس.
وواصلت جرافات وآليات تابعة لوزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة بإزالة الدمار الذي لحق بالمباني، وإعادة فتح بعض الطرقات المغلقة.
وصمدت الهدنة في يومها الأول، ولم تسجل أية خروقات تذكر، بينما عاد مزارعون لمزارعهم خاصة شرق القطاع، وقد صُدم معظمهم بأضرار واسعة أصابت أراضيهم، جراء الغارات العنيفة، والقصف المدفعي المستمر على مدار ثلاثة ايام متتالية.
وقال مزارعون إن صواريخ الاحتلال أحدثت حفراً عميقة في أراضيهم، وردمت مزروعاتهم، كما تسببت القذائف في تدمير وتخريب آبار وشبكات مياه تستخدم في ري المزروعات.
وانتظمت الحياة في المؤسسات الحكومية والخاصة واستأنفت الجامعات والمؤسسات التعليمية الأكاديمية الدوام الإداري والأكاديمي، وأعلنت لجنة الامتحانات العامة في وزارة التربية والتعليم عن استئناف تطبيق امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة 2022 "الدورة الثانية: للمحافظات الجنوبية وفق جدول معلن يبدأ الأربعاء المقبل.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، قررت سلطات الاحتلال، أمس، رفع القيود المفروضة على السكان الإسرائيليين، وفتحت الطرق التي جرى إغلاقها في بلدات بغلاف غزة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف