- تصنيف المقال : الجالية الثقافي
- تاريخ المقال : 2015-09-23
في طفولتي رسمت فلسطين على ورقة رسم بحثاعن حدودها في مخيلتي كطفلة اعتادت سماع رنين كلمة فلسطين في أذنيها من والدها ووالدتها، فعاشت فلسطين في طفولتي عندما لم أستطع ملامستها واقعا، كبرت أنا وكبرت فلسطين في داخلي ، فهي الخيال الذي أهرب له كطفلة لأرسم لها كل لوحات الجمال والعناق والبراءة والحنان حتى أصبحت من المقدسات التي لا يسمح لأي كان تدنيس قدسيتها في روحي وعقلي.
جميعنا نكذب إن لم نقل أن تجربة القلم في رسم روحنا لم تكن بدايتها فلسطين ،ذلك أن فلسطين كقضية فرضت افكارها وهواجسهاوانتصارتها وهزائمها في وحي الجميع المنتمي إلى أرضها.
أذكر في طفولتي عندما كانت تسافر إلينا جدتي لرؤية أبي الذي التحق إلى جانب المناضلين من أجل تحرير فلسطين ، كنت أتأمل لوحتها وأصور جدتي في وحي مخيلتي "ها هي فلسطين قد أتت إلي طائرة بثوبهاالفلسطيني وشاشها الابيض المنسدل على شعرها متفحصة سر جمال القطبة في تطريز ثوبها متخيلة البحر ينسدل إلي من خصال شعرها المتطايرة من تحت شالها الابيض".
عندما كنت أنظر في عيني والدي كنت أتلمس حنينه العميق عندما ينظر مطولا إلى جدتي متأملا تجاعيد الزمن على وجهها الذي رغم كبر سنها مازال نضرا بروحها المتجددة.
ارتقت فلسطينيتي بكلماتي التي ارتشفتها من مياه نضالها نحو مضمون روحها و وجودية رائحتها ، وجمال طبيعتها الغناء ، تعمق مضمون ما أكتب وما أحلم أن اكتب ، كطفلة عاشت شعبها خارج فلسطين وشعبها داخل فلسطين ومنعت عنها هويتها في تعريف فلسطين لها بلدا ، مما جعلني أتعمق في فهم السياسات المطبقة في فلسطين أرضا و شعباوانسانا.
عندما تتبلور أفكارنا وتعترف أن لفلسطين تعددية ناردة في رسم الدين على أرضها و رسم السياسة وصوغ المجتمع في بنيوياته المتقاربة ، يصبح لأسلوبك الأدبي ترتيلا خاصا وترانيما وتلاوة ومزاميرا ، و صعودا وتمردا و شموخا لا ينتهي.
في فلسطين لا استقرار ، نحن في بؤرة صراع تتلاحق الاحداث وتعصف بوجودنا وهدوئنا ، الانسان عندما يفقد أمانه لا يتولد لديه إلا الابداع على مختلف أشكاله بحثا عن أمانه الذي يتخيله و يريده له قرينه ورديفه الذي لا يبتعد عنه مهما حدث من عواصف ومهما اشتدت الرياح التي تجرف كينونة ما تبقى من وطن.
عندما تتولد بنا شخصية المبدع يأكلنا الشغف في متابعة كافة تفاصيل الحياة اليومية الفلسطينية التي نراها كقماشة ثمينة تمتلك من الافعال الانسانية المتأرجة والمتناقضة والمتقلبة والمتناغمة بشكل متسارع ومباغت عندما يفجر ردة فعل شعبية عارمة دون حسابات تحسب ولا تحليلات تذكر.
يقول درويش في رائعته طباق إلى إدوارد سعيد:
والهوية قلت
قال دفاع عن الذات
إن الهوية بنت الولادة
لكنها في النهاية إبداع صاحبها
لا وراثة ماض
استطاع درويش أن يجمل تناقض الهوية في داخلنا في أبيات موجزة ، نتأثر بمن سبقنا لتجربته الادبية سواء أكان فلسطينا عربيا أو أجنبيا، ولكن كل منا هو وليد تجربته وزمنه وكلمته ، نشعر أنهم ألحاننا فيما نكتب، كـأنك تستمع إلى موسيقاك عندما تعزفك من داخلك لتلتحم بك جسدا طائرا لسماء حرية الكلمة والفكر التي نلتزم و لاغيرها لنا التزاما.
الأدب الفلسطيني سيحلق بعيدا كلما التصق بهويته أكثر ،واندمج بملاحم أدبية ابتعدت عنه بخيالها واقتربت منه بانسانها .
جميعنا نكذب إن لم نقل أن تجربة القلم في رسم روحنا لم تكن بدايتها فلسطين ،ذلك أن فلسطين كقضية فرضت افكارها وهواجسهاوانتصارتها وهزائمها في وحي الجميع المنتمي إلى أرضها.
أذكر في طفولتي عندما كانت تسافر إلينا جدتي لرؤية أبي الذي التحق إلى جانب المناضلين من أجل تحرير فلسطين ، كنت أتأمل لوحتها وأصور جدتي في وحي مخيلتي "ها هي فلسطين قد أتت إلي طائرة بثوبهاالفلسطيني وشاشها الابيض المنسدل على شعرها متفحصة سر جمال القطبة في تطريز ثوبها متخيلة البحر ينسدل إلي من خصال شعرها المتطايرة من تحت شالها الابيض".
عندما كنت أنظر في عيني والدي كنت أتلمس حنينه العميق عندما ينظر مطولا إلى جدتي متأملا تجاعيد الزمن على وجهها الذي رغم كبر سنها مازال نضرا بروحها المتجددة.
ارتقت فلسطينيتي بكلماتي التي ارتشفتها من مياه نضالها نحو مضمون روحها و وجودية رائحتها ، وجمال طبيعتها الغناء ، تعمق مضمون ما أكتب وما أحلم أن اكتب ، كطفلة عاشت شعبها خارج فلسطين وشعبها داخل فلسطين ومنعت عنها هويتها في تعريف فلسطين لها بلدا ، مما جعلني أتعمق في فهم السياسات المطبقة في فلسطين أرضا و شعباوانسانا.
عندما تتبلور أفكارنا وتعترف أن لفلسطين تعددية ناردة في رسم الدين على أرضها و رسم السياسة وصوغ المجتمع في بنيوياته المتقاربة ، يصبح لأسلوبك الأدبي ترتيلا خاصا وترانيما وتلاوة ومزاميرا ، و صعودا وتمردا و شموخا لا ينتهي.
في فلسطين لا استقرار ، نحن في بؤرة صراع تتلاحق الاحداث وتعصف بوجودنا وهدوئنا ، الانسان عندما يفقد أمانه لا يتولد لديه إلا الابداع على مختلف أشكاله بحثا عن أمانه الذي يتخيله و يريده له قرينه ورديفه الذي لا يبتعد عنه مهما حدث من عواصف ومهما اشتدت الرياح التي تجرف كينونة ما تبقى من وطن.
عندما تتولد بنا شخصية المبدع يأكلنا الشغف في متابعة كافة تفاصيل الحياة اليومية الفلسطينية التي نراها كقماشة ثمينة تمتلك من الافعال الانسانية المتأرجة والمتناقضة والمتقلبة والمتناغمة بشكل متسارع ومباغت عندما يفجر ردة فعل شعبية عارمة دون حسابات تحسب ولا تحليلات تذكر.
يقول درويش في رائعته طباق إلى إدوارد سعيد:
والهوية قلت
قال دفاع عن الذات
إن الهوية بنت الولادة
لكنها في النهاية إبداع صاحبها
لا وراثة ماض
استطاع درويش أن يجمل تناقض الهوية في داخلنا في أبيات موجزة ، نتأثر بمن سبقنا لتجربته الادبية سواء أكان فلسطينا عربيا أو أجنبيا، ولكن كل منا هو وليد تجربته وزمنه وكلمته ، نشعر أنهم ألحاننا فيما نكتب، كـأنك تستمع إلى موسيقاك عندما تعزفك من داخلك لتلتحم بك جسدا طائرا لسماء حرية الكلمة والفكر التي نلتزم و لاغيرها لنا التزاما.
الأدب الفلسطيني سيحلق بعيدا كلما التصق بهويته أكثر ،واندمج بملاحم أدبية ابتعدت عنه بخيالها واقتربت منه بانسانها .