تعرّض الروائي البريطاني سلمان رشدي، لهجوم، أمس، في قاعة كان يستعدّ لإلقاء محاضرة فيها بغرب ولاية نيويورك، على ما أفادت وسائل إعلام أميركية.
وكان مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله الخميني، أصدر فتوى بهدر دمه العام 1989، ووعد بمبلغ مالي يقدر بقرابة ثلاثة ملايين دولار لمن ينفذ الفتوى، وذلك بسبب روايته "آيات شيطانية".
وأكدت شرطة منطقة تشوتاكوا، حيث كان الكاتب سيلقي المحاضرة تعرض شخص للطعن، دون أن تحدد هوية الضحية، في اتصال أجرته معها وكالة "فرانس برس".
وذكرت "سكاي نيوز" أنه، وحسب شهود عيان، فقد قام رجل باقتحام المسرح في مؤسسة "تشوتاكوا"، وهجم على رشدي، الذي سقط أرضاً، فيما تم توقيف الرجل الذي هاجمه.
وأشارت مواقع إلكترونية إخبارية أميركية متعددة أن رشدي تعرّض للطعن، في حين كشفت وسائل إعلام أميركية عن أن أحد الشبّان هاجم رشدي بسلاح أبيض، ووجه إليه عدّة طعنات، منها طعنة وجهت إلى رقبة الروائي البريطاني من أصول هندية، بعد أن كال إليه اللكمات، فيما تناثرت الدماء على الحائط خلف المكان الذي تعرض فيه رشدي للهجوم.
وقال متحدث باسم مؤسسة "تشوتاكوا"، حسب "سي.أن.أن"، إنه تم استدعاء موظفي الخدمات الطبية والشرطة إلى المكان، لكنه لم يوضح أي تفاصيل إضافية حول الحادث، في حين قال متحدث باسم ذات المؤسسة في حديث لوكالة أنباء "رويترز"، إننا "نتعامل مع حالة طارئة".
هذا وقد تمَّ إلقاء القبض على المهاجم من قبل الشرطة، فيما نُقِل الروائي إلى المستشفى في رواية أخرى بطائرة مروحية، وفق وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، دون الكشف عن طبيعة إصابته ومدى خطورتها.
أما شرطة نيويورك فأكدت توقيف المشتبه به بطعن رشدي، مشيرة إلى عدم توفر معلومات حول وضعه.. وجاء في بيان للشرطة أن "مشتبها به هرع إلى المنصة وهاجم رشدي ومحاوره.. تعرّض رشدي للطعن في العنق، وتم نقله بالمروحية إلى مستشفى في المنطقة، ولا معلومات حتى الآن حول وضعه".
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ريتا لاندمان، أخصائية الغدد الصماء التي كانت من بين الحضور، إن رشدي أصيب بعدة طعنات، بما في ذلك طعنات في الجانب الأيمن من رقبته.. وقالت: كانت هناك بركة من الدماء تحت جسده، لكنها أشارت إلى أنه بدا على قيد الحياة، بقولها: "كان الناس يقولون: لديه نبض، لديه نبض، لديه نبض".
وأشارت صحيفة "الإندبيندت" إلى أن رشدي (75 عاماً) كان يحضّر نفسه للمشاركة في مناقشة حول الولايات المتحدة، باعتبارها ملاذاً للكتاب والفنانين الآخرين في المنفى، وباعتبارها موطناً لحرية التعبير الإبداعي.
وكان رشدي تعرّض في الثالث من آب 1989 لمحاولة اغتيال فاشلة بواسطة كتاب مفخخ، حاول تمريره عنصر من "حزب الله" يدعى مصطفى مازح، بحيث انفجر الكتاب قبل موعده، ما أدى إلى مقتل الأخير وتدمير طابقين من فندق بادينغتون، ولهذا عاش سلمان رشدي مختفياً على الأنظار والحياة العامة لعشر سنوات.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف