- تصنيف المقال : أخبار و انشطة الجاليات
- تاريخ المقال : 2015-09-29
مخيم ماردين ديريك على الحدود السورية التركية، أسس عام 2014، في منطقة كردية قريبة من القامشلي في الأراضي السورية.
يضم المخيم ألاف النازحين السوريين إلى تركيا، من بينهم 22 عائلة فلسطينية نازحة من مخيمات سورية من درعا ودمشق وحلب.
تعاني العائلات الفلسطينية في المخيم وضعا معيشيا صعبا، فالمخيم الأشبه بمعتقل غوانتنامو محاط بثلاثة أرتال من الأسلاك الشائكة، الخروج منه بحاجة لموافقة أمنية أو ما بات يعرف لدى اللاجئين الفلسطينيين بـ الاجازة.
في هذا التقرير نسلط الضوء على واقع العائلات الفلسطينية وما تعانيه وابرز مطالبهم، كذلك نتفرد بمشاهد خاصة من داخل المخيم تعرض لأول مرة نتيجة الحظر المفروض عليه.
الواقع المعيشي الصعب
في حديثنا مع احد اللاجئين في المخيم، أكد أنهم يعيشون ظروفا بالغة الصعوبة، وحالهم يرثى له، حيث يجدون صعوبة في تأمين المواد الغذائية نتيجة غلاء اسعارها داخل المخيم مقارنة بخارجه.
يقول سعد أن ادارة المخيم الكردية تعطيهم 80 ليرة تركية للفرد في الشهر، بمعدل 3 ليرات للفرد يوميا، وهي بالكاد تكفي لمستلزمات الحياة في المخيم.
كما تعرض اللاجئون للتسمم نتيجة تقديم الادارة مادة الدجاج الفاسدة مما تسبب بحالات تسمم بين الاهالي خاصة الأطفال.
وساهمت مياه الابار الملوثة بإصابة اللاجئين بأمراض التهاب الأمعاء، حيث تستخدم هذه المياه في الشرب والغسيل معا، في حين لا تقدم ادارة المخيم مياه صالحة للشرب وهي متوفرة في مستودعاتها بحسب سعد.
ويعيش الاهالي في خيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، حيث عانوا الأمرين في موجة الحر التي ضربت المنطقة مؤخرا.
كذلك حمامات المخيم غير صالحة للاستخدام البشري، وتسببت قلة النظافة بانتشار الأمراض الجلدية المعدية بين الأهالي.
وما يزيد معاناة اللاجئين الفلسطينيين تقييد حركة الدخول والخروج من والى المخيم، حيث تمنحهم الادارة إجازة ساعية أو يومية وفي حال تأخر الاهالي بالعودة يجبرون على المبيت في العراء.
أما فيما يتعلق بالوضع الطبي في المخيم، يقول الأهالي أنهم لا يجدون الرعاية الطبية الملائمة، والاطباء ليس لهم الخبرة الكافية لتشخيص الامراض وصرف الادوية المناسبة، مما فاقم وضعهم الانساني المتردي.
ويضم المخيم عدة حالات مرضية بحاجة للعلاج منها طفل يحتاج لعمل جراحي في الرأس، وأخرى لامرأة مصابة بالتلاسيميا ولم ينقل لها دم منذ سبعة اشهر.
ايضا الأطفال الرضع لهم وضع أخر في ظل الواقع الصحراوي الصعب على الأطفال وانتشار الأفاعي والحشرات السامة.
وبالنسبة للواقع التعليمي، فأكد الأهالي عدم وجود مدارس في المخيم، محذرين من ضياع مستقبل أبنائهم في حال بقائهم حبيسي مخيم ماردين ديريك.
كما توفي طفل نتيجة ارتفاع حرارته، وقلة الامكانيات الطبية في المخيم، ويعتبر الاطفال الاكثر معاناة في المخيم، حيث يتجرع 60 طفلا الالام واصيب العشرات منهم بأمراض نفسية وهم بحاجة لرعاية صحية مناسبة نظرا للواقع الذي يعيشونه.
البند
|
العدد
|
اللاجئين الفلسطينيين
|
104
|
نساء بلا معيل
|
10
|
عائلات من 6 أفراد وما فوق
|
7
|
عائلات من 5 أفراد وما دون
|
15
|
عائلات لا تمتلك وسيلة للتواصل
|
5
|
الصندوق الاسود
قبيل انتقال العائلات الفلسطينية للعيش في مخيم ماردين في شهر اذار 2015، كانت تقطن في مركز ايواء بمدينة كلس التركية على الحدود مع سورية، حيث قدمت الهيئة العامة لشؤون اللاجئين في الحكومة السورية المؤقتة خدماتها لهم وكذلك حملة الوفاء الاوروبية قدمت مساعدات اغاثية للأهالي هناك وتعهدت بإدارة المخيم ودفع ايجار الأرض المقام عليها مركز الايواء، ايضا لجنة فلسطينيي سورية في تركيا قدمت مساعدات للأهالي.
اغلق مركز الايواء بحجة عدم وجود دعم مالي للمركز، وتشتت اللاجئون جزء منهم استأجر منازل في كلس، والباقون نقلوا الى مخيم ماردين، في ظل علامات استفهام حول سبب اغلاق المركز كون حملة الوفاء الاوروبية تعهدت بإدارة المخيم، وهذا ما أكدته حملة الوفاء في اتصال مع فلسطينيو تركيا.
في حديثنا مع بعض اهالي مخيم ماردين، تسألوا عن سبب افشال الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين التابعة للحكومة المؤقتة، لجهود ابقاء مركز الايواء في كلس حسب تعبير اللاجئين.
كما انتقدوا ايضا ازدواجية التعامل من قبل الهيئة مع ملفات اللاجئين الفلسطينيين في تركيا، حيث كان من المقرر نقلهم الى غازي عنتاب داخل الاراضي التركية وافشل هذه المشروع ايضا بحسب الاهالي.
كذلك انتقد الاهالي الموقف المتفرج لسفارة السطلة الفلسطينية في تركيا، تجاه مأساتهم الانسانية، حيث لم تقدم سفارة السلطة اي شيء يذكر لهم، وأقلها جوازات سفر، والتي يصعب على اللاجئين اصدارها كونها تتطلب السفر الى انقرة مسافة 7 ساعات وايضا مبلغ 50 يورو لكل جواز، وهذا ليس بمقدور العائلات.
أما الهيئة العامة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فهي الاخرى لم تحرك ساكنا تجاه مأساة اللاجئين في مخيم ماردين ديريك، ولم تقدم لهم اية مساعدة منذ وصولهم الى المخيم.
من جهتهم أشارت بعض اللجان الفلسطينية في تركيا أن ادارة المخيم سمحت لهم بزيارة اللاجئين لمرة واحدة فقط، حيث تمنع الادارة دخول المخيم من قبل اللجان الخيرية الفلسطينية بشكل دوري ومتواصل.
مطالب العائلات الفلسطينية في ماردين
تتمثل مطالب اللاجئين الفلسطينيين في مخيم ماردين ديريك بالتالي:
أولا: مطالبة الجهات الفلسطينية الرسمية في تركيا ممثلة بالسفارة الفلسطينية والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين، بنقلهم الى مراكز ايواء اخرى داخل الاراضي التركية، وتحسين ظروفهم المعيشية والصحية والتعليمية، وضمان حياة كريمة لهم.
ثانيا: في حال توفر فرصة لاعادة توطينهم في الدول الاوروبية ان تسعى الاطراف لتحقيق ذلك.
رابعا: اصدار جوازات سفر من قبل سفارة فلسطين لجميع أهالي المخيم بشكل مجاني وارسال موفد الى مخيم ماردين لاستكمال الاجراءات.
خامسا: مطالبة الجمعيات واللجان الفلسطينية في تركيا بزيارة مخيم ماردين للاطلاع على اوضاعهم عن قرب وتقديم الدعم الاغاثي والنفسي لهم.