أصيب 26 مواطناً بجروح والعشرات بحالات اختناق متفاوتة خلال مواجهات عنيفة تخللتها اشتباكات مسلحة شهدتها بلدة روجيب ومدينة جنين وقرية رأس الفارعة، كانت أعنفها في روجيب التي شهدت محاصرة جيش الاحتلال منزلاً واستهدافه بالرصاص والقذائف، في الوقت الذي استهدف مستوطنون منازل في قرية كيسان بالرصاص بحماية من قوات الاحتلال.
فقد اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة روجيب، صباح أمس، وحاصرت منزلاً وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في المنطقة، قبل أن يدور اشتباك مسلح بين شابين كانا متحصنين في المنزل وجنود الاحتلال وقناصته الذين انتشروا في محيطه.
وفال مواطنون، إن جنود الاحتلال أمطروا المنزل بالرصاص واستهدفوه بخمس قذائف مضادة للدروع واستقدموا ثلاث جرافات عسكرية لهدمه، وسط مواجهات عنيفة عمت المنطقة،
وأضافوا، إن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل بعد أن استخدمت والد أحد المحاصرين كدرع بشرية واعتقلت الشابين نبيل صوالحي ونهاد عويص، من أمام المنزل قبل أن تقتحمه وتشن عملية تفتيش واسعة فيه رغم ما تعرض له من دمار.
وقال والد الشاب نبيل، إن ضابط مخابرات اتصل به للتوسط لدى نجله لتسليم نفسه، مشيراً إلى أنه وافق على ذلك شرط أن توقف قوات الاحتلال استهداف المنزل.
وأكد أن قوة من جيش الاحتلال نقلته إلى المنزل المحاصر، لافتاً إلى أنه مكث نحو نصف ساعة وهو ينادي على نجله مطالباً إياه بالاستسلام دون إجابة، مبيناً أن قوات الاحتلال عاودت قصف المنزل خلال ذلك بالقذائف، مشيراً إلى أنه طلب من ضابط مخابرات الاحتلال إتاحة المجال له لدخول المنزل.
وأشار إلى أنه تمكن من دخول المنزل حيث وجد نجله وصديقه متحصنين في الطابق الأخير من المنزل ومصابَين بجروح طفيفة ناجمة عن الشظايا.
وشدد على أن نجله وصديقه رفضا الاستسلام لقوات الاحتلال، مؤكدين أن في نيتهما الاستشهاد، إلا أنه ضغط عليهما بشدة، مؤكداً لهما أنه سيبقى معهما في حال رفضا الاستسلام، ومذكّراً إياهما بوضع والدتيهما الصحي.
ونوه إلى أن الشابين رضخا لضغوطه فقام بحمل سلاحهما والخروج من المنزل، ولفت إلى أنه رفض أمر الجنود بمغادرة المنطقة حتى لا يغدر بهما جنود الاحتلال وأصر على البقاء مع الشابين.
ولفت إلى أن جنود الاحتلال انهالوا على نجله ضرباً عقب اعتقاله كما انهالوا بالضرب على الشاب الآخر، وأنه عندما حاول منعهم انهالوا عليه ضرباً.
في الإطار، وثق مقطع مصور الشاب نهاد عويص قبيل تسليم نفسه وهو يكرر بصوت عال، "سامحني يا أبي لأني سلمت نفسي".
بالتزامن، هب مئات المواطنين إلى الحي المحاصر في محاولة لإنقاذ المحاصرَين.
وأكدت مصادر محلية أن مواجهات عنيفة دارت في البلدة ومحيط مخيم بلاطة المجاور، رشق خلالها مئات الشبان القوة المقتحمة بالحجارة وما طالته أيديهم في الوقت الذي دارت فيه اشتباكات مسلحة في مواقع عدة، ما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات.
وأوضح أحمد جبريل، مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس أن أربعة مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي، وثلاثة آخرين بشظايا الرصاص الحي، وآخر بقنبلة غاز بالصدر جرى نقلهم لمستشفى رفيديا، فيما أصيب 13 آخرون بشظايا الرصاص الحي و5 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط و4 جراء السقوط، إلى جانب العديد من حالات الاختناق.
وأكد أن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى موقع منزل عائلة الصوالحي الذي حوصر مدة ثلاث ساعات، كما منعت طاقم الهلال الأحمر والرعاية من مغادرة الموقع وعرضت حياتهم للخطر بعد أن اتخذتهم دروعا بشرية.
بدوره، أكد رئيس بلدية روجيب هاني رواجبة، أن قوات الاحتلال وجدت صعوبة بالانسحاب من روجيب بسبب المواجهات العنيفة بينها وبين الأهالي، قبل أن تتمكّن من الأمر، لافتاً إلى مصادرتها مركبة كانت متوقفة بجانب المنزل المحاصر.
من جهته، قال جيش الاحتلال في بيان، إن قوات مشتركة من "اليمام" و"الشاباك" والجيش اعتقلت مطلوبين اثنين يشتبه في تنفيذهما عملية إطلاق نار على سيارة عسكرية في منطقة "شافي شومرون"، يوم الجمعة الماضي.
وذكر البيان أن المعلومات الواردة من "الشاباك" قادت قوات "اليمام" إلى النشاط الأمني في بناية كان فيها مطلوبان متحصنان، لافتا إلى أن مقاتلي "اليمام" استخدموا إجراءات شملت صواريخ محمولة على الكتف ضد المبنى.
وأشار البيان إلى اندلاع مواجهات عنيفة في جميع أنحاء القرية وسمع إطلاق نار في المنطقة، وخلال عمليات التفتيش التي أجرتها القوات بعد أن غادر المطلوبان المنزل، تم ضبط بندقية من طراز "M-16" ومسدس وذخيرة وعبوات أنبوبية وقنابل يدوية. وتم نقل المطلوبين وهما نبيل صوالحي ونهاد عويص، المشتبه بهما بتنفيذ هجوم إطلاق النار، يوم الجمعة الماضي، إلى تحقيق "الشاباك" بحسب البيان.
من جهتها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن "الاعتقالات في الضفة الغربية أصبحت معقدة وتشمل إطلاق نار وصواريخ بعدما كانت تنتهي بدقائق، فالمسلحون الفلسطينيون يطلقون النار حتى انتهاء ذخيرتهم قبل اعتقالهم".


ومواجهات في جنين
وفي مدينة جنين، اعتقلت قوات الاحتلال شابين، ودمرت محتويات منزل أسير محرر، خلال اقتحامها الحي الشرقي وسط اشتباكات مسلحة.
وأشارت مصادر متعددة إلى أن وحدات عسكرية خاصة صادرت مركبات واستخدمتها في التسلل لحيي الألمانية والمدارس الواقعين في المنطقة الشرقية من جنين، ثم دهمت المنطقة أكثر من 25 دورية عسكرية، قبل أن يحتل الجنود منازل عدة ويحتجزوا سكانها ويحولوها لثكنات عسكرية ونقاط رصد ومراقبة.
وأكدت أن مقاومين استهدفوا قوات الاحتلال والوحدات الخاصة واشتبكوا معها في مواقع عدة من الحي الشرقي، وسمع دوي إطلاق نار كثيف وانفجارات إثر إلقاء عبوات ناسفة على دوريات الاحتلال.
ولفتت إلى أن جنود الاحتلال نصبوا كمائن في أزقة الحي الشرقي، لكن الشبان تمكنوا من اكتشافها والاشتباك معهم وأحبطوا العملية، فاقتحم الجنود منازل وطاردوا المركبات المارة من المنطقة ونكلوا بركابها واعتقلوا المواطنَين عمر بلبل، ومحمد السعدي، من إحدى المركبات.
وفي قرية رأس الفارعة جنوب طوباس، دهمت قوات الاحتلال منزلين وفتشتهما وعبثت بمحتوياتهما.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال داهمت منزلي الشقيقين فداء ويسار ذياب أبو خيزران، وفتشتهما، وعبثت بمحتوياتهما، كما استجوبت الأسير المحرر مصطفى فداء أبو خيزران، أكثر من نصف ساعة، وعبثت بمحتوياته الشخصية، وفتشت مركبته الخاصة.
وأكدت أن مواجهات عنيفة دارات خلال عملية الاقتحام تخللتها مواجهات، وإطلاق نار متقطع.
وعلى صعيد الاعتداءات الاستيطانية، أطلق مستوطنون الرصاص تجاه منازل المواطنين في قرية كيسان شرق بيت لحم، تحت حماية قوات الاحتلال.
وأفاد عضو مجلس قروي كيسان نبيل عبيات، بأن مجموعة من المستوطنين اقتحمت القرية وسط إطلاق الرصاص، وتحت حماية قوات الاحتلال التي أطلقت أيضا قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت صوب المواطنين ومنازلهم، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بالاختناق.
وأضاف عبيات، إن قوات الاحتلال أغلقت القرية بالكامل، وأمنت محاولات المستوطنين اقتحام القرية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف