أعدمت قوات الاحتلال، فجر أمس، شاباً من بلدة قباطية، جنوب جنين، خلال عملية اقتحام واسعة النطاق شنتها في البلدة.
وقال والد الشهيد طاهر محمد زكارنة (19 عاماً)، إن جنود الاحتلال أعدموا نجله بدم بارد، من خلال إطلاق الرصاص على قدميه ومن ثم على رأسه.
وأضاف الأب، إن جنديين من جنود الاحتلال فتحا الباب الخلفي للآلية العسكرية التي كانا بداخلها، وأطلقا الرصاص على قدمي نجله وعندما وقع على الأرض أطلق أحدهما رصاصة أصابته في رأسه، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة، استدعت نقله على وجه السرعة إلى مستشفى "الرازي" التابع للجنة الزكاة في مدينة جنين، حيث بذل الأطباء جهوداً كبيرة في سبيل إنقاذ حياته، دون جدوى.
وأصيب الشهيد زكارنة وهو أسير محرر، بعيار ناري في الرأس وآخر في القدم اليمنى، وثالث في الفخذ اليسرى، وحروق، ونقل إلى مستشفى "الرازي" حيث حاول الأطباء إنقاذ حياته، قبل أن يعلن عن استشهاده.
وذكر الأب، أن سلطات الاحتلال أطلقت سراح نجله قبل نحو عام بعد قضاء فترة سجنه البالغة ثمانية شهور، وكان يرفض مجرد نقاش الزواج أو الارتباط بفتاة رغم ضغط عائلته المتواصل عليه.
ومضى، إن ابنه الشهيد كان دائم الحديث عن الشهادة، ومنذ عدة أشهر لم ينم ولو ليلة واحدة في منزل عائلته، فافترش الأرض والتحف السماء وهو في جهوزية دائمة للمشاركة في المواجهات مع قوات الاحتلال سواء خلال اقتحام بلدته قباطية أو أي مكان في محافظة جنين، ولم يكن يعرف منزل عائلته إلا بعد العاشرة من صبيحة كل يوم.
وأكد، أن ابنه "كان مثابراً مصراً على مواجهة قوات الاحتلال، ويلاحقها في كل نقطة اقتحام لجنين وهو صديق ورفيق الشهيد محمود عمر كميل والذي نفذ عملية إطلاق نار قرب باب حطة في المسجد الأقصى في العام 2020، وتأثر كثيراً باستشهاد صديقه محمود، ومنذ ذلك الحين عاش على أمل الشهادة مقبلاً غير مدبر حتى استشهد".
وكانت وحدات إسرائيلية خاصة من "المستعربين" تسللت في ساعات الفجر الأولى إلى بلدة قباطية باستخدام حافلة بيضاء تحمل لوحة التسجيل الفلسطينية، واقتحم أفرادها مخبزاً في البلدة واختطفوا من داخله الشاب عيد مناصرة، بالتزامن مع اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال للبلدة وسط اشتباكات مسلحة ومواجهات عنيفة أصيب خلالها الشهيد زكارنة، والشاب محمود رياض زكارنة بعيار ناري في القدم اليسرى.
وحاصرت قوات الاحتلال، منزلا في بلدة قباطية وطالبت عبر مكبرات الصوت أحد الشبان بتسليم نفسه، وسط اشتباكات مسلحة، وشنت عمليات دهم وتفتيش طالت عدة منازل.
وقال مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور، إن قوات الاحتلال اعتقلت الأسيرين المحررين أنور نضال سباعنة ونزار محمد حنايشة عقب دهم منزليهما في قباطية، إضافة إلى الشاب عدي مناصرة عقب دهم مكان عمله في مخبز، فيما اقتحمت قوات أخرى من جيش الاحتلال الحي الشرقي في مدينة جنين، واعتقلت الأسير المحرر محمد نصيف غوادرة، ونورس غوادرة، وأمين ماهر السعدي.
وفي وقت لاحق، شيعت جماهير غفيرة من محافظة جنين، جثمان الشهيد زكارنة إلى مثواه الأخير في بلدة قباطية.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى ابن سينا حيث رفع المشيعون جثمان الشهيد على الأكتاف، وجابوا به في شوارع المدينة، قبل نقل الشهيد إلى مسقط رأسه، حيث انطلقت مسيرة حاشدة توقفت أمام منزل عائلة الشهيد في حارة الزكارنة، ثم نقل الجثمان إلى مسجد "الفرقان" حيث أديت عليه الصلاة قبل مواراته الثرى في مقبرة الشهداء.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف