قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، شابا من مدينة جنين، وأصابت نحو 20 مواطنا من بينهم ضابط إسعاف، وفجرت شقة الشهيد رعد خازم منفذ عملية الهجوم المسلح في شارع "ديزنغوف" وسط تل أبيب في الرابع من نيسان الماضي وقتل فيها ثلاثة إسرائيليين على الأقل وأصيب عدد آخر، خلال عملية عسكرية واسعة النطاق شارك فيها نحو 2200 جندي من جنود الاحتلال وأكثر من 100 آلية عسكرية وجرافة، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض في سماء المدينة والمخيم.
وأعلن الدكتور وسام بدر مدير مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين، استشهاد الشاب محمد موسى سباعنة (29 عاما) متأثرا بإصابته بالرصاص الحي من قبل جيش الاحتلال دون أن تتمكن الطواقم الطبية في المستشفى من إنقاذ حياته.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المدينة من عدة جهات، وحاصرت بناية سكنية تضم شقة الشهيد رعد خازم من مخيم جنين منفذ عملية "ديزنغوف"، قبل أن تقوم بزرع المتفجرات بداخلها وتفجيرها، وسط اشتباكات مسلحة ومواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال.
وأوضح بكر أن نحو 20 مواطنا أصيبوا برصاص جنود الاحتلال وصفت إصابة اثنين منهم بأنها بالغة الخطورة، مشيرا إلى أنه من بين المصابين ضابط إسعاف أصيب أثناء قيامه بعمله، وتم توزيع المصابين على مستشفيات المدينة الحكومية والخاصة.
من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن الجيش الإسرائيلي فجّر شقة خازم في عملية تم تأجيلها لعدة مرات لكون العملية معقدة عند الدخول إلى المدينة والتي ستسفر عن إصابات عديدة بسبب تواجد عدد كبير من المسلحين حسب تعبيرها.
وروى شهود عيان، أن أكثر من 100 آلية عسكرية وجرافة شاركت في عملية الاقتحام والتي تركزت في الحي الشرقي وحي البيادر بالمدينة حيث تقع البناية التي تضم شقة الشهيد خازم، والتي فجرها جيش الاحتلال وسط اشتباكات مسلحة غير مسبوقة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مخيم جنين تزامنا مع اقتحام قوات الاحتلال للمدينة.
وادعى الاحتلال بداية أن قواته حاصرت الشقة التي كان فيها والد الشهيد خازم واشتبكت مع مسلحين بالقرب منها، وهو ادعاء نفته مصادر محلية جملة وتفصيلا وأكدت عدم تواجد خازم الأب بداخله وهو الذي تطارده قوات الاحتلال منذ اليوم الأول لاستشهاد نجله البكر الذي استشهد بعد ساعات من تنفيذ عملية "ديزنغوف" قرب مسجد في مدينة يافا، بعد اشتباكه من القوات الإسرائيلية الخاصة.
وفيما حاصرت قوات الاحتلال بناية "النخيل" في حي البساتين بالمدينة، حيث احتجزت عددا من الشبان الذين كانوا يتواجدون في ناد رياضي داخلها، حاصرت قوات أخرى البناية التي تضم شقة الشهيد خازم في الحي الشرقي من المدينة، وأجبرت سكانها على الخروج من شققهم السكنية، واحتجزتهم في العراء بمن فيهم الأطفال والنساء، واستخدمتهم كدروع بشرية لمنع المسلحين من إطلاق النار على الجنود أثناء تنفيذ عملية تفجير الشقة.
ومن بين المصابين فتاة أصيبت بالفك، إلى جانب المسعف في الإغاثة الطبية محمد ملايشة والذي أصيب بالرصاص الحي في قدمه، خلال محاولته إسعاف أحد الشبان المصابين.
وتعمدت آليات الاحتلال إلحاق أضرار كبيرة بمركبات المواطنين المتوقفة على جانبي أحد الشوارع في الحي الشرقي من المدينة.
ووصف مواطنون من المدينة، عملية الاقتحام الأخيرة التي شنتها قوات الاحتلال، بأنها الأعنف والأضخم خلال الشهور الأخيرة، فيما أكد صحافي إسرائيلي مشاركة أكثر من 2200 جندي في هذه العملية من عدة وحدات أبرزها وحدة "اليمام" الخاصة والمتخصصة باعتقالات المطاردين واغتيالهم.
وفي تعقيبه على هدم شقة ابنه الأكبر، قال فتحي خازم في تدوينة نشرها عبر صفحته على "فيسبوك"، "لله دركم يا أهل فلسطين وأهل جنين وما أجسركم، من أية طينة خلقتم أيها الأبطال، تقبل الله شهداءنا وشافى الله جرحانا وألبسهم ثوب الصحة والعافية، وفك الله قيد أسرانا، وافرغ اللهم على قلوب أمهاتهم وآبائهم صبرا جميلا".
وأضاف خازم، "أما هدم البيت فإنه جهد المقل، أسال الله أن يتقبل منا، وأن يغفر لنا تقصيرنا في خدمة ونصرة ديننا، وأن يبني لنا وللمؤمنين والمؤمنات بيوتا عنده في الجنة، اللهم إني راض فارض عني يا الله".

تشييع جثمان الشهيد
وفي وقت لاحق، شيعت جماهير غفيرة من محافظة جنين، جثمان الشهيد سباعنة إلى مثواه الأخير في مقبرة شهداء الحي الشرقية.
وانطلق موكب تشييع الجثمان من أمام مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي في المدينة صوب منزل عائلة الشهيد، حيث ألقيت نظرة الوداع على جثمانه الطاهر، ثم أدى المشيعون صلاة الجنازة على الجثمان في المسجد الكبير، قبل أن يوارى الثرى.
وتحولت مسيرة التشييع إلى مهرجان تأبين تحدث فيه أمين سر حركة فتح في إقليم جنين عطا أبو إرميلة، والذي ندد بعدوان وإرهاب الاحتلال المستمر بحق مدينة جنين ومخيمها وريفها، مؤكدا استمرار المقاومة والتصدي لجرائم الاحتلال.
وعم الإضراب الشامل المدينة حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها إلى جانب المؤسسات الرسمية والأهلية والمدارس في مدينة جنين ومخيمها، بدعوة من حركة فتح، حدادا على روح الشهيد، وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على المحافظة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف