"خارطة فلسطين التاريخية وفي قلبها خنجر"، كان هذا رسم أول طابع بريدي كويتي يصدر تضامناً مع القضية الفلسطينية في العام 1965، بعنوان "ذكرى مجزرة دير ياسين 9/4/1948"، وهو ملصق من بين ملصقات عدة اشتمل عليها معرض للطوابع الكويتية حول القضية الفلسطينية، في قاعة الندوات بمعرض عمّان الدولي للكتاب بدورته الحادية والعشرين.
يجاور طابع دير ياسين طابع "المجزرة" الصادر في 24 تشرين الأول 1969، بعنوان "الضمير العالمي مطالب بتحقيق العدالة في فلسطين"، وثالث يحمل صورة قبة الصخرة وعنوان "القدس مدينة فلسطينية"، وآخر بعنوان "الفدائيون الفلسطينيون" وفيه رسم لفدائية تحمل البندقية وخلفها قبة الصخرة المشرفة، علاوة على طوابع مناسباتيّة، كطابع "انتفاضة الأقصى" (INTIFADA)، و"اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، و"القدس عاصمة للثقافة العربية 2009"، وتذاكر من دور سينما "الحمراء" و"الأندلس" و"السيارات" التي كانت تتبع شركة السينما الكويتية الوطنية، خصص جزء من ريعها لدعم العمل الفدائي.
وكشف أمين سر الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات عيسى دشتي، أن دولة الكويت بصدد إصدار سلسلة طوابع تضامنية مع فلسطين العام المقبل، تأكيداً على التضامن المتواصل منذ قرابة القرن، عبر سياسات البريد الكويتي، ومنذ العام 1965 عن طريق سلاسل الطوابع العديدة، أولها طابع "مجزرة دير ياسين" وآخرها في العام 2014، أو تلك الخاصة بدعم وتمويل العمل الفدائي، التي كانت تتكامل مع تذاكر العروض السينمائية.
ولفت دشتي إلى أن موقف الشعب الكويتي وقيادته، والبريد الكويتي على وجه الخصوص، ورفضه التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلال العام 1948، دفع السلطات البريطانية إلى التسليم أخيراً، والدفع بإدارة البريد للكويتيين، وعليه استقل البريد الكويتي قبل سنوات من استقلال دولة الكويت نفسها، بسبب سياساته غير المهادنة والمؤيدة بشدة للقضية الفلسطينية، والرافضة ولا تزال لأي تعامل مع الجهات المُحتلة.
وأكد في ندوة خاصة ضمن فعاليات معرض عمّان الدولي للكتاب، مساء أول من أمس، أنه منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وحتى "النكبة"، لم يكن ثمة أي إشكاليات في التبادل البريدي بين الكويت وفلسطين، خاصة أن البريدين كانا تحت الإدارة البريطانية، وعليه كان من السهل على العائلات الفلسطينية المقيمة في الكويت التواصل مع امتداداتها في فلسطين، والعكس، ولكن "ما بعد احتلال العام 1948، بدأنا نبحث عن وسيط فكانت قبرص، ثم بريطانيا، ثم أوكلت المهمة إلى الأردن ومصر".
وكانت الكويت ولا تزال ترفض أي طوابع دولية لتعميمها في بلادها وعبر بريدها، إذا كان مصممها إسرائيليّاً، في حين كانت تستثمر المناسبات العالمية كاليوم العالمي لحقوق الإنسان على سبيل المثال في خدمة القضية الفلسطينية وعدالتها، عبر البريد، عبر ربط المناسبة بإصدار طوابع، وكذا كان الحال في يوم اللاجئ الدولي، ما شكل مصدر إزعاج لإسرائيل في الاتحاد الدولي للبريد، وفق دشتي.
وتحدث دشتي عن الطوابع المنفردة وسلاسل الطوابع الكويتية الخاصة بالقضية الفلسطينية بشيء من التفصيل، لافتاً إلى أن "الكويت تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تطبع الطوابع المالية فيها، وتستبدلها بطوابع حملت عنوان (طوابع الفدائيين الفلسطينيين)، وكان ريع هذه الطوابع، وبقرار من سلطة تجارة وصناعة الكويت، نهاية ستينيات ومطلع سبعينيات القرن الماضي يذهب لدعم القضية الفلسطينية، وهي مجموعة نادرة جداً مكوّنة من ستة طوابع"، مشيراً إلى قرار كويتي، في تلك الفترة، بصدور مجموعتين أو سلسلتين من الطوابع البريدية سنوياً حول القضية الفلسطينية، وتعود في العام المقبل عبر سلسلة "فلسطين في قلب كل كويتي" يرسم طوابعها فنان كويتي.
ولم يغفل دشتي، في مداخلته المعنونة بـ"العلاقات البريدية الكويتية الفلسطينية"، الحديث عن دور الهلال الأحمر الكويتي، الذي قام بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، وفي فترة مقاطعة الكويت للبريد في فلسطين المحتلة، بحيث كانت ترسل عبره رسائل تتضمن أخباراً عائلية فقط بين الأسر الفلسطينية المقيمة في فلسطين وامتداداتها في الكويت، ودون مقابل.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف