يتسارع انحسار المساحات المزروعة بمحصول الجوافة في قطاع غزة، مع زيادة ملوحة المياه الجوفية وازدياد أمراض التربة، وانعدام فرص التسويق الخارجي والتصدير.
وانخفضت المساحات المزروعة هذا العام إلى نحو 1700 دونم فقط، ثلثها غير مثمر، مقارنة مع نحو ألفي دونم العام الماضي وأكثر من سبعة آلاف دونم قبل ثماني سنوات.
وباستمرار تقلص المساحات المزروعة، ازدادت الفجوة بين الإنتاج المحلي المتوقع بـ1800 طن، وبين الاستهلاك، ليبلغ أكثر من 40%، كما يوضح المتحدث الفني باسم وزارة الزراعة في غزة محمد أبو عودة.
وقال أبو عودة إن الوزارة تبذل جهوداً كبيرة، وفي عدة اتجاهات، من أجل إنقاذ المحصول من الاندثار من خلال استخدام تقنيات جديدة أبرزها تقنية التطعيم التي تستهدف الأشجار الكبيرة وقليلة الإنتاج بأشتال جيدة وحديثة، بالإضافة إلى تشجيع المزارعين على زراعة المزيد من الأراضي وتزويدهم بالتقنيات الحديثة لمواجهة أمراض التربة والمتغيرات المناخية.
وأشار أبو عودة لـ"الأيام، إلى أنه يتم تعويض العجز في الإنتاج من خلال الاستيراد من مصر، في أوقات بعيدة عن موسم القطاف الذي بدأ منذ عدة أيام ويستمر لعدة أشهر.
وأوضح أن محصول الجوافة في القطاع لم يعد محصولا رئيسا، بعد أن كان يعتبر من أهم وأكبر القطاعات الزراعية في القطاع، عازياً ذلك إلى جملة من الأسباب، أبرزها: زيادة ملوحة الأرض والمياه بشكل كبير، وانعدام فرص التصدير والتسويق في الضفة الغربية، فضلاً عن كبر عمر الأشجار الموجودة وانخفاض إنتاجها بشكل واضح.
وقال أبو عودة إن المزارعين اتجهوا بدلاً من زراعة الجوافة إلى زراعة محاصيل أكثر قدرة على تحمل المتغيرات المناخية وملوحة الأرض والمياه، كالزيتون والمحاصيل الموسمية، مبيناً أن وزارته بدأت خلال الشهور الأخيرة العمل على تحسين أشتال جوافة قادرة على التكيف مع المتغيرات المناخية ومطابقة للمواصفات، وتوجيه المشاتل للمساعدة في ذلك وتشجيع الصناعات القائمة عليها، في محاولة لإعادة المحصول للمشهد الزراعي بقوة كما كان سابقاً.
ولفت أبو عودة إلى أن زراعة الجوافة في القطاع كانت، ولا تزال، تتركز في محافظتي خان يونس ورفح، خصوصا في منطقة المواصي الساحلية، وبدرجة أقل في محافظتي غزة والشمال.
وتابع: تميزت منطقة المواصي على مدار عشرات السنين الماضية بنجاح زراعة الجوافة فيها، حيث وصلت المساحات المزروعة فيها قبل أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن إلى آلاف الدونمات وبإنتاج كان يزيد على حاجة القطاع ويتم تسويق الفائض إلى الضفة الغربية وتصدير كميات إلى الأردن.
وذكر أن منطقة المواصي الممتدة من أقصى جنوب غربي محافظة رفح، وحتى أطراف المناطق الغربية من مدينة دير البلح تشتهر أيضاً بزراعة أنواع عديدة من الفواكه الخريفية، وفي مقدمتها البلح، والمانجو، إضافة للحمضيات، خاصة "كلمنتينا" .
وأجمع مزارعون على أن منطقة المواصي تحتاج لتطوير وتحسين في بنيتها الزراعية، وإيجاد حلول لملوحة المياه في بعض مناطقها، فكما تعتبر مناطق شرق القطاع سلة الخضراوات الأساسية، تعتبر هذه المنطقة بمثابة سلة الفواكه لسكان غزة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف