أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، شاباً من مخيم الفارعة جنوب طوباس، خلال عملية اقتحام شنتها في المخيم واعتقلت خلالها شابين.
وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد الشاب يونس غسان تايه "21 عاماً"، جراء إصابته برصاصة مباشرة في القلب أطلقها عليه جنود الاحتلال في مخيم الفارعة.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، وشرعت بحملة دهم وتفتيش لمنازل المواطنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واعتقلت الشابين عدي التايه، ومعن أمين الغول، بعد دهم منزلي ذويهما وتفتيشهما، فيما اقتحمت منزل الأسير المحرر يوسف التايه ولم يكن في المنزل.
وأعلنت فصائل العمل الوطني إضراباً شاملاً وحداداً في محافظة طوباس على روح الشهيد تايه، وتنديداً بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال أمين سر حركة فتح في طوباس محمود صوافطة، إن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الفارعة بهدف تنفيذ اعتقالات، فاندلعت مواجهات بينها وبين شبان المخيم، واستهدفت الشهيد تايه بعيار ناري بالصدر وتركته ينزف نحو 40 دقيقة، لينقل بعدها إلى المستشفى الحكومي التركي في طوباس حيث أعلن عن استشهاده.
وروى المواطن خالد منصور من مخيم الفارعة، تفاصيل جريمة إعدام الشهيد تايه والذي قال منصور إنه سمع أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل عمه، فقدم من بيته البعيد الواقع على طريق الفارعة - طوباس على مسافة نحو نصف كيلومتر من منزل عمه، ليعرف ماذا يجري هناك، فأطلق الجنود الرصاص عليه وأصابوه بصدره وبقي ينزف وحيداً على الأرض لوقت طويل، ولم يسمح الجنود للمسعفين ولسيارة الإسعاف بالوصول إليه إلى أن أنهى جيش الاحتلال مهمته في المنزل، واعتقل أحد أعمام الشهيد وفجر أرضية منزل عم آخر، وأحدث تخريباً هائلاً بعدة بيوت أخرى في المخيم.
وذكر منصور، أنه جرى نقل الشهيد تايه إلى المستشفى الحكومي التركي، حيث أعلن الأطباء استشهاده، مشيراً إلى أن الشهيد كان أصيب خلال شهر رمضان الماضي برصاص الاحتلال في ساقه.
وفي وقت لاحق، شيعت جماهير غفيرة من محافظة طوباس والأغوار الشمالية، جثمان الشهيد تايه إلى مثواه الأخير في مخيم الفارعة.
وحمل المشيعون جثمان الشهيد على الأكتاف في مسيرة انطلقت من أمام المستشفى الحكومي التركي في مدينة طوباس، وصولاً إلى مسقط رأس الشهيد في مخيم الفارعة، حيث ألقى ذووه نظرة الوداع عليه، وسط ترديد هتافات غاضبة ومنددة بجرائم الاحتلال.
وأدى المشيعون، صلاة الجنازة على جثمان الشهيد في مسجد "الرباط" وسط مخيم الفارعة، قبل مواراته الثرى في مقبرة المخيم.
وشارك في تشييع الجثمان محافظ طوباس والأغوار الشمالية اللواء ركن يونس العاصي والذي قال: "إن الاحتلال يمعن باستهداف المواطنين العزل دون أن يحرك العالم ومؤسسات حقوق الإنسان ساكناً، واستهداف أبنائنا بدم بارد ضرب متعمد لكافة المواثيق الدولية وعربدة احتلالية هدفها تركيع شعبنا الصامد على أرضه".
وألقى أمين سر حركة فتح في طوباس محمود صوافطة كلمة خلال مهرجان التأبين والذي أعقب مواراة جثمان الشهيد الثرى: "إن الدم الفلسطيني لن يذهب هدراً، ويجب أن يكون هناك رد من المجتمع الدولي على تواصل هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا".
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي في طوباس بسام مسلماني: "إن الاحتلال صاحب عقيدة فاشية يستهدف بالقتل كل ما هو فلسطيني، ويجب أن تكون هناك وحدة وطنية لمواجهة هذه الغطرسة الإسرائيلية في ظل الصمت الدولي الفاضح تجاه جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا".
من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال، فجراً، الشاب عنان ناصر صلاح من جنين، أثناء مروره عند حاجز "دوتان" العسكري المقام قرب بلدة يعبد جنوب غربي جنين.
وذكر مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور، أن قوات الاحتلال نقلت صلاح وهو شقيق الأسير أسامة والشهيدين يوسف وسعد، إلى مكان مجهول.
وذكر سمور، أن قوات الاحتلال اعتقلت كذلك الشاب عنان جاد من بلدة برطعة الشرقية جنوب غربي جنين، على معبر الكرامة أثناء توجهه إلى تركيا، وسلمت الشابين محمود عماد السحو وجاسر وليد السحو من بلدة قباطية جنوب جنين أثناء مرورهما الليلة قبل الماضية، عند حاجز "الحمرا" في الأغوار، بلاغين لمراجعة مخابراتها في معسكر "سالم"، اليوم.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف