افتتح د. زياد أبو عمرو، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلاً عن الرئيس محمود عباس، معرض فلسطين الدولي للكتاب، في دورته الثانية عشرة، صباح أمس، وتتواصل على أرض المكتبة الوطنية في سردا، بين 14 و24 أيلول الجاري، وذلك برفقة وزير الثقافة د. عاطف أبو سيف، وسفير جمهورية تونس الحبيب بن فرح، ضيف شرف المعرض، ومحافظ محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، ورئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، وعدد من المسؤولين الفلسطينيين والعرب، ورؤساء اتحادات ناشرين ومعارض كتب عربية، ونخبة من الناشرين والمثقفين والمهتمين، بحيث تجولوا في أروقة المعرض المتعددة.

وقال أبو عمرو: يسعدني ويشرفني أن أفتتح باسم السيد الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، رئيس دولة فلسطين، معرض فلسطين الدولي للكتاب الثاني عشر. نحن اليوم أمام معرض مهم جداً، فبعد انقطاع بسبب تداعيات جائحة "كورونا"، تمكّنا بجهود زملائي في وزارة الثقافة والمؤسسات الفلسطينية المختلفة، وبرعاية من السيد الرئيس، إقامة هذا المعرض العظيم المفرح بمشاركة أشقائنا في الدول العربية، مشيداً بجهود اتحاد الناشرين العرب، ومشيراً إلى أنه يجمع الكلّ الفلسطيني.

وأضاف أبو عمرو: نحن سعداء بهذا الحدث الذي يحمل رسالة سياسيّة بأن الشعب الفلسطيني صامد في أرضه، يواصل نضاله ويواصل نشاطه الثقافي والوطني والإنساني. نحن سعداء بمشاركة أشقائنا جميعاً، ونشعر بالثقة والقوة حين نجد أشقاءنا العرب يأتون إلى فلسطين، ونعتبر هذا المعرض بمثابة عرس فلسطيني.

وقال أبو سيف: يأتي هذا المعرض بعد أربعة أعوام من الانقطاع بسبب جائحة "كورونا"، بحيث كان مقرراً تنظيمه في العام 2020، وهو أكبر حدث ثقافي في فلسطين، بحيث تشارك فيه 350 دار نشر فلسطينية وعربية وعالمية، بجانب مشاركة كتّاب ومثقفين وناشرين وباحثين من كامل الجغرافيا الفلسطينية، بحيث من المقرر استقبال عشرين كاتباً ومثقفاً من قطاع غزة، في وقت لاحق من اليوم (أمس).

وأضاف: هذا الحدث يؤكد أن شعبنا حيّ، ويعرف كيف يعيش في هذه البلاد، ويدرك أهمية الثقافة في وجوده وصموده، ليواصل مسيرة أجداده الكنعانيين الذين صدروا أول أبجدية في التاريخ، وليواصل تقديمه للمعرفة والثقافة والفكر والفنون إلى العالم. هذا المعرض احتفاء بالحياة في فلسطين، وبعطاء شعبنا وتاريخه ومقدرته على أن يكون جزءاً فاعلاً في هذا الكوكب، بل ويساهم بقوة في ازدهاره ونموّه.

وتابع: جزء محوري من الحرب التي تشنها علينا دولة الاحتلال والصهيونية هو حرب رواية، هم لا يريدون سرقة الأرض فقط، بل كل ما عليها من تاريخ ووجود، وهذه الحرب تتجلى في أكثر من اتجاه بينها مصادرة الكتب، وتشديد الحصار الثقافي، بجانب الحصارات الأخرى. بالتالي، هذا المعرض، إلى جانب كسره للحصار الثقافي بمشاركة أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم، أو عبر حضور الكتاب العربي والعالمي، هو أيضاً تجسيد لوحدة الشعب الفلسطيني.

من جهته، شدد سفير تونس لدى فلسطين، الحبيب بن فرح، على كون "اختيار تونس ضيف شرف معرض فلسطين الدولي للكتاب، هو تكريم من فلسطين لتونس"، مؤكداً أن "تونس باقية على موقفها المساند لفلسطين، ومتمسكة بثوابتها في دعم دولة فلسطين وشعبها، وقيادتها"، و"أن تونس تُسخّر كل إمكانياتها الدبلوماسية والسياسية والمؤسساتية، وفي موضوع الثقافة كلّ إمكانياتها الثقافية لتطوير العلاقات الأخوية بين البلدين. رسالتنا هي تعزيز الصمود الدائم للشعب الفلسطيني على أرضه، من أجل نيل حقوقه الشرعية".

وختم بن فرح: المعرض حدث ثقافي بامتياز يحمل رسائل سياسية، وهو ما يعكس قدرة الشعب الفلسطيني على تنظيم فعاليات وأحداث ثقافية بهذا الحجم، ذات بعد دولي، وبحضور عدد كبير من الناشرين العرب والأجانب، خاصة أن الفعل الثقافي الفلسطيني أحد وسائل نضال الشعب الفلسطيني، والتعريف بقضيته من خلال الثقافة، ويشكل فرصة ليؤكد الشعب الفلسطيني على روايته الحقيقية لكل العالم، وكذلك يشكل فرصة ليعرف العالم أن لفلسطين مؤسسات ولشعبها إمكانيات تؤهله لتكون له دولته المستقلة.

وينقسم المعرض إلى خمسة أجنحة حملت أسماء مدن فلسطينية، هي: القدس، ويافا، وحيفا، وصفد، والمجدل، كما يضم أجنحة رسمية لدول عربية، وزوايا ذات بعد وطني كزاوية الأسرى، وزاوية القدس، وغيرهما، علاوة على عديد المعارض الفنية، من بينها معرض حول الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وآخر بمشاركة مئة فنان تشكيلي من قطاع غزة، بالإضافة إلى الزاوية الموسيقية وزاوية الطفل وممر الفنون، ما يجعل منه ليس مجرد مكان لبيع الكتب، على أهمية ذلك، بل حدث ثقافي موسع.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف