- تصنيف المقال : موقفنا
- تاريخ المقال : 2015-10-10
لا شك أن النجاحات المتتالية لحملة المقاطعة العالمية ذات القيادة الفلسطينية قد أثارت الانتباه بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة , و بالذات بعد الحروب الإبادية على قطاع غزة, و قدرة اللجنة الوطنية للمقاطعة على استثمار هذه المجازر نحو العمل على عزل اسرائيل بشكل متنامى دق ناقوس الخطر في كل من اسرائيل و الولايات المتحدة. إن عدم قدرة اسرائيل على التغلب على حملة المقاطعة من خلال حملة دعائية باشراف وزارة الخارجية, ثم نقل ملف المقاطعة الى وزارة الشئون الاستراتيجية و تعيين وزيرا خاصا للمقاطعة تحت أمرة رئيس وزراء يرى في كل شخص غير يهودي عدوا لاسرائيل لهو دليل على أن اللحظات الحاسمة قد اقتربت. و هذا بالضبط ما حصل في نهايات الثمانينيات من القرن المنصرم عندما قام نظام الأبارتهيد الجنوب أفريقي بتجنيد كل قواه لمحاربة الحملة الدولية للمقاطعة بدون أي طائل. و العبرة في الخواتيم, فها هو نظام التفرقة العنصرية يقبع في مزابل التاريخ, و في احسن الحالات في متحف ما على أطراف مدينة جوهانسبرج.انتفاضة الاستقلال الحالية تبني على أساليب كفاحية معاصرة تستفيد من التراث الكفاحي الفلسطيني الهائل و نضالات الشعوب التي عانت من استعمار استيطاني احلالي. و لكن ما يميز انتفاضتنا الحالية أنها متمسكة بأهدافها الثلاث انهاء للاحتلال و تطبيق العدالة من خلال عودة اللاجئين و تعويضهم, و انهاء نظام التفرقة العنصرية الممارس ضد فلسطينيي ال48. و خلافا لما طرحته اتفاقيات أوسلو التطبيعية, التي عملت على تحقيق الهدف الأول فقط و عليه تصغير القضية الفلسطينية الى قضية نضال ضد احتلال عسكري للضفة و غزة, فإن المقاطعة لا تعطي أولوية لهدف على حساب الآخر, و إن كانت ترى في هدف عودة اللاجئين عمودا فقريا للكفاح الفلسطيني برمته.و مع الهبة الكفاحية الحالية في الضفة الغربية, و بعيدا عن الجدل العقيم إن كانت ترقى الى انتفاضة أم لا, فإن العمود النضالي المكمل لها و المتمثل بالمقاطعة وعدم الاستثمار في اسرائيل و فرض عقوبات عليها, بي دي أس, سيؤديان الى تطوير الشعار الذي رفعته الانتفاضة الأولى من حرية و استقلال, و جرى تفريغه من مضمونه بتوقيع اتفاقيات أوسلو المذلة, الى حرية و عدالة و مساواة لملاءمة الواقع الاضطهادي الذي يناضل ضده الشعب الفلسطيني بمكوناته الثلاث.بي دس أس, إذن, الصوت الفلسطيني المرتفع, الأيادي التي قررت أن تدق جدران خزان الاحتلال و الأبارتهيد و التطهير العرقي بقوة. هي جولتنا لأخيرة!