- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2015-10-12
ركز السعوديون على نقطة في المحادثات التي أجراها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة سوتشي، واستقبال الرئيس فلاديمير بوتين له، وهي محاولة الحصول على تطمينات من الروس بأن «عاصفة السوخوي» في سوريا، لا تعني قيام تحالف روسي مع إيران. أما القيادة الروسية فيبدو أنها اغتنمت فرصة وجود الضيف السعودي، لتؤكد على أولوياتها السورية كالتالي: أولا منع «افتراس سوريا» وقيام «خلافة إرهابية» فيها، وثانيا الحوار وانطلاق مصالحة وطنية، ثم إطلاق عملية سياسية.
ولإعلان هذه الأولويات أهمية في أنها تأتي من المضيف الروسي نفسه الذي يقود حملة عسكرية باغتت الخصوم الدوليين والإقليميين لدمشق، وثانيا لأنه جرى إبلاغها إلى ولي ولي العهد السعودي بمثل هذا الوضوح، فيما للرياض كما هو معلن ما يصل إلى حد العداء تجاه دمشق. ولأن موسكو كما أبلغت محمد بن نايف، تريد في ما بعد ضرب الإرهاب، المساعدة في إطلاق الحوار وتأمل أن تقوم السعودية، وغيرها من الدول، بممارسة نفوذها لتسهيل ذلك.
وبدا أن ترتيب الأولويات الروسية في سوريا أمام الزائر السعودي، جاء بعدما تحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على هامش زيارة محمد بن سلمان، عن أن المملكة لا تزال متمسكة برحيل الرئيس السوري بشار الاسد، وهي نقطة خلاف واضحة ما بين موسكو والرياض. ومهما يكن، فإن الزيارة فتحت الباب أمام تفاهمات بين الطرفين، أقله في الاتفاق على منع أقامة «خلافة إرهابية» في سوريا، وهو المبدأ الاول الذي أعلنه بوتين نفسه في مستهل حملته العسكرية.
وفي أول اجتماع من نوعه منذ انطلاق العملية الجوية الروسية في سوريا في 30 أيلول الماضي، التقى بوتين، على هامش سباق جائزة روسيا الكبرى ضمن بطولة «فورمولا 1» في سوتشي محمد بن سلمان، يرافقه الجبير، فيما حضر عن الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو.
كما بحث بوتين الأزمة السورية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان. وذكر الكرملين ان اللقاء تناول التطورات في الشرق الأوسط، وخاصة في ضوء الجهود الروسية والإماراتية المبذولة في مكافحة الإرهاب الدولي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية ـ «واس» عن الأمير محمد تأكيده، خلال الاجتماع، «حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق، وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي وفقا لمقررات مؤتمر جنيف 1، بما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مآسٍ على يد النظام السوري، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة».
وقال لافروف، والى جانبه الجبير، إن «بوتين والأمير محمد أكدا تطابق أهداف موسكو والرياض في ما يتعلق بالأزمة السورية»، موضحاً أنه تم خلال اللقاء «التركيز على مناقشة تطورات الأزمة السورية، وأن الطرفين بحثا خلالها المقترحات المتعلقة بتنفيذ بيان جنيف».
وقال لافروف: «نحن في تعاون وثيق مع السعودية منذ أعوام حول مشكلة الأزمة السورية. واليوم، كرر الرئيس بوتين تفهمنا لقلق السعودية». وأضاف ان «الجانبين أكدا أن لدى السعودية وروسيا أهدافا مماثلة بالنسبة إلى سوريا. قبل كل شيء، المطلوب عدم السماح لخلافة إرهابية بالسيطرة على البلاد».
وحول العلاقات الثنائية بين روسيا والسعودية، قال لافروف إن «الطرفين أكدا خلال محادثاتهما وجود فرص جيدة للتعاون الثنائي، بما في ذلك المجال العسكري التقني».
وأكد لافروف استعداد موسكو لتعاون اكبر مع الرياض «لتبديد أي شك في أن الأهداف التي يضربها الطيران الروسي هي فعلا منشآت لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ومجموعات إرهابية أخرى».
وقال: «بعد محادثات اليوم، بتنا نفهم في شكل أفضل كيفية توجهنا إلى تسوية سياسية»، داعيا الدول المعنية بالنزاع إلى استخدام نفوذها لدى أطرافه لتسهيل الحوار. وأضاف: «الهدف الثاني الذي نتقاسمه مع أصدقائنا السعوديين، هو بأن تشهد سوريا مصالحة وطنية وانطلاق العملية السياسية». وأضاف: «لقد ناقش الرئيس الروسي وولي ولي العهد السعودي الخطوات اللازمة للبدء بهذه العملية السياسية، أي الانتقال إلى التحول العملي لتنفيذ اتفاق جنيف»، فيما أعرب الجبير عن أمله باستكمال المناقشات حول سوريا الأسبوع المقبل.
وقال الجبير إن «الجانب السعودي أعرب لموسكو عن قلقه إزاء العملية الجوية التي تخوضها روسيا في أجواء سوريا، فيما شرحت موسكو أن هدفها الرئيسي في سوريا هو محاربة تنظيم داعش». وأضاف: «لقد عبرنا عن قلقنا من انه قد ينظر إلى هذه العمليات على أنها تحالف بين إيران وروسيا، ولكن الأصدقاء الروس شرحوا لنا ان هدفهم هو محاربة داعش والإرهاب».
وأضاف: «الرياض في نظرتها إلى سبل حل الأزمة السورية لا تزال متمسكة برحيل الرئيس السوري ودعم المعارضة السورية المعتدلة». وأعلن أن «المملكة ستواصل العمل مع روسيا في بلورة موقف موحد على أساس بيان جنيف، من أجل الحفاظ على وحدة الدولة السورية».
بوتين
واعتبر بوتين، في مقابلة مع قناة «روسيا 1» بثت أمس، رداً على سؤال عن إطلاق صواريخ من بحر قزوين إلى سوريا، أن الاستخبارات الأميركية لا تعرف كل شيء، ولا يتعين عليها ذلك.
وأكد أن موسكو لا تريد التدخل في النزاع الديني في سوريا، وهي لا تفرق بين الشيعة والسنة. وقال: «نحن في سوريا، ولا بأي حال نريد التدخل في أي نزاع ديني مهما كان». وأضاف، تعليقاً على الرأي القائل بأن روسيا في سوريا تقف في الحرب إلى جانب الشيعة ضد السنة، «هذه فرضية وطرح خاطئ»، مضيفاً: «نحن لا نضع فوارق بين الشيعة والسنة».
ودافع بوتين عن دخول بلاده في الحرب السورية، معتبراً أنها ستساعد في الجهود التي تبذل للتوصل إلى حل سياسي للازمة. وقال: «عندما يكون هناك مجموعة من الإرهابيين على مقربة من العاصمة، اعتقد انه سيكون هناك القليل من الرغبة لدى الحكومة السورية من اجل التفاوض، والأرجح أنها تشعر أنها محاصرة في عاصمتها». وأوضح أن الهدف من التدخل العسكري هو «الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية».
وكرر بوتين التأكيد أن روسيا لن ترسل قوات برية لتقاتل إلى جانب القوات السورية، موضحاً أن موعد انتهاء العملية العسكرية لسلاح الجو الروسي في سوريا محدد بانتهاء عمليات تقدم الجيش السوري على الأرض. وقال: «الولايات المتحدة خططت لتدريب 12 ألف شخص ضمن برنامج تدريب ما يسمى بالجيش الحر، وخفضت العدد في ما بعد إلى 6 آلاف، ولكنها دربت في نهاية المطاف 60 شخصا لم يحارب منهم ضد داعش سوى 4 أو 5 أشخاص، وأنفقت على ذلك 500 مليون دولار، وقد كان من الأفضل لو أعطتنا هذه الملايين الـ500 لكنا استخدمناها على نحو أفضل من وجهة نظر مكافحة الإرهاب الدولي». وأضاف ان «خطر قيام الإرهابيين بعمليات إرهابية في روسيا موجود حتى قبل القيام بعمليات عسكرية في سوريا، ولو سمحنا بافتراس سوريا لكان وصل إلى بلادنا آلاف من أولئك الذين يتراكضون اليوم وبنادق كلاشنيكوف بأيديهم».
في هذا الوقت، واصل الجيش السوري، وسط غطاء جوي روسي تقدمه في محافظات اللاذقية وادلب وحماه، مجبراً قادة المسلحين على الدعوة إلى النفير العام، وحقق الجيش السوري تقدماً على جبهات عدة في عمليته البرية الواسعة ضد الفصائل الإسلامية المقاتلة في ريف حماه الشمالي باتجاه الطريق الدولي دمشق - حلب وفي تلال ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي وفي ريف ادلب الجنوبي.
وقد أثارت سيطرة الجيش السوري على عدد من القرى إرباكاً واسعاً في صفوف الجماعات المسلحة (تفاصيل صفحة 10).
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن طائرات «السوخوي» ضربت 63 هدفاً في محافظات اللاذقية وحماه وادلب وحلب والرقة ودمشق في الساعات الـ24 الأخيرة، وأنها دمرت 53 موقعا يستخدمها الإرهابيون، فضلا عن مركز قيادة وأربعة معسكرات تدريب وسبعة مستودعات ذخائر.
وأشارت إلى تقدم في المباحثات مع البنتاغون لتفادي أي حادث بين الطائرات الروسية وتلك التابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، موضحة أن مسؤولين عسكريين روساً عقدوا مؤتمراً عبر دائرة تلفزيونية مع نظرائهم الأميركيين، أمس الأول، لبحث تأمين الطلعات الجوية فوق سوريا.
وقدمت وزارة الخارجية الروسية للملحق العسكري لدى السفارة البريطانية في موسكو طلب إيضاح بشأن تصريحات لمصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع البريطانية نشرت في وسائل إعلام بريطانية عن أوامر صدرت للقوات الجوية البريطانية، باستخدام الأسلحة ضد الطيران الروسي في حالة وجد تهديد.
وأعلن الجيش التركي أن مقاتلات سورية وأنظمة صاروخية تعرضت لطائراته الحربية من طراز «إف 16» قرب الحدود السورية أمس الأول. وأوضحت هيئة الأركان التركية، في بيان، إن «ثلاث طائرات كانت بين 12 طائرة حربية من طراز إف 16 تقوم بأعمال الدورية عند الحدود عندما تداخلت معها أنظمة صاروخية متمركزة في سوريا لمدة دقيقتين». وأضافت أن «الطائرات تعرضت لها أيضا لمدة 35 ثانية طائرتان من طراز سوخوي-22 وسوخوي-24».
وكانت تركيا أعلنت أن مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي وأن مقاتلة من طراز «ميغ 29» وأنظمة صاروخية متمركزة في سوريا تعرضت أيضا لدوريات سلاحها الجوي، في تطور وصفه حلف شمال الأطلسي بأنه «في غاية الخطورة وغير مقبول».
ا ف ب، ا ب، رويترز
ولإعلان هذه الأولويات أهمية في أنها تأتي من المضيف الروسي نفسه الذي يقود حملة عسكرية باغتت الخصوم الدوليين والإقليميين لدمشق، وثانيا لأنه جرى إبلاغها إلى ولي ولي العهد السعودي بمثل هذا الوضوح، فيما للرياض كما هو معلن ما يصل إلى حد العداء تجاه دمشق. ولأن موسكو كما أبلغت محمد بن نايف، تريد في ما بعد ضرب الإرهاب، المساعدة في إطلاق الحوار وتأمل أن تقوم السعودية، وغيرها من الدول، بممارسة نفوذها لتسهيل ذلك.
وبدا أن ترتيب الأولويات الروسية في سوريا أمام الزائر السعودي، جاء بعدما تحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على هامش زيارة محمد بن سلمان، عن أن المملكة لا تزال متمسكة برحيل الرئيس السوري بشار الاسد، وهي نقطة خلاف واضحة ما بين موسكو والرياض. ومهما يكن، فإن الزيارة فتحت الباب أمام تفاهمات بين الطرفين، أقله في الاتفاق على منع أقامة «خلافة إرهابية» في سوريا، وهو المبدأ الاول الذي أعلنه بوتين نفسه في مستهل حملته العسكرية.
وفي أول اجتماع من نوعه منذ انطلاق العملية الجوية الروسية في سوريا في 30 أيلول الماضي، التقى بوتين، على هامش سباق جائزة روسيا الكبرى ضمن بطولة «فورمولا 1» في سوتشي محمد بن سلمان، يرافقه الجبير، فيما حضر عن الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو.
كما بحث بوتين الأزمة السورية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان. وذكر الكرملين ان اللقاء تناول التطورات في الشرق الأوسط، وخاصة في ضوء الجهود الروسية والإماراتية المبذولة في مكافحة الإرهاب الدولي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية ـ «واس» عن الأمير محمد تأكيده، خلال الاجتماع، «حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق، وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي وفقا لمقررات مؤتمر جنيف 1، بما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مآسٍ على يد النظام السوري، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة».
وقال لافروف، والى جانبه الجبير، إن «بوتين والأمير محمد أكدا تطابق أهداف موسكو والرياض في ما يتعلق بالأزمة السورية»، موضحاً أنه تم خلال اللقاء «التركيز على مناقشة تطورات الأزمة السورية، وأن الطرفين بحثا خلالها المقترحات المتعلقة بتنفيذ بيان جنيف».
وقال لافروف: «نحن في تعاون وثيق مع السعودية منذ أعوام حول مشكلة الأزمة السورية. واليوم، كرر الرئيس بوتين تفهمنا لقلق السعودية». وأضاف ان «الجانبين أكدا أن لدى السعودية وروسيا أهدافا مماثلة بالنسبة إلى سوريا. قبل كل شيء، المطلوب عدم السماح لخلافة إرهابية بالسيطرة على البلاد».
وحول العلاقات الثنائية بين روسيا والسعودية، قال لافروف إن «الطرفين أكدا خلال محادثاتهما وجود فرص جيدة للتعاون الثنائي، بما في ذلك المجال العسكري التقني».
وأكد لافروف استعداد موسكو لتعاون اكبر مع الرياض «لتبديد أي شك في أن الأهداف التي يضربها الطيران الروسي هي فعلا منشآت لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ومجموعات إرهابية أخرى».
وقال: «بعد محادثات اليوم، بتنا نفهم في شكل أفضل كيفية توجهنا إلى تسوية سياسية»، داعيا الدول المعنية بالنزاع إلى استخدام نفوذها لدى أطرافه لتسهيل الحوار. وأضاف: «الهدف الثاني الذي نتقاسمه مع أصدقائنا السعوديين، هو بأن تشهد سوريا مصالحة وطنية وانطلاق العملية السياسية». وأضاف: «لقد ناقش الرئيس الروسي وولي ولي العهد السعودي الخطوات اللازمة للبدء بهذه العملية السياسية، أي الانتقال إلى التحول العملي لتنفيذ اتفاق جنيف»، فيما أعرب الجبير عن أمله باستكمال المناقشات حول سوريا الأسبوع المقبل.
وقال الجبير إن «الجانب السعودي أعرب لموسكو عن قلقه إزاء العملية الجوية التي تخوضها روسيا في أجواء سوريا، فيما شرحت موسكو أن هدفها الرئيسي في سوريا هو محاربة تنظيم داعش». وأضاف: «لقد عبرنا عن قلقنا من انه قد ينظر إلى هذه العمليات على أنها تحالف بين إيران وروسيا، ولكن الأصدقاء الروس شرحوا لنا ان هدفهم هو محاربة داعش والإرهاب».
وأضاف: «الرياض في نظرتها إلى سبل حل الأزمة السورية لا تزال متمسكة برحيل الرئيس السوري ودعم المعارضة السورية المعتدلة». وأعلن أن «المملكة ستواصل العمل مع روسيا في بلورة موقف موحد على أساس بيان جنيف، من أجل الحفاظ على وحدة الدولة السورية».
بوتين
واعتبر بوتين، في مقابلة مع قناة «روسيا 1» بثت أمس، رداً على سؤال عن إطلاق صواريخ من بحر قزوين إلى سوريا، أن الاستخبارات الأميركية لا تعرف كل شيء، ولا يتعين عليها ذلك.
وأكد أن موسكو لا تريد التدخل في النزاع الديني في سوريا، وهي لا تفرق بين الشيعة والسنة. وقال: «نحن في سوريا، ولا بأي حال نريد التدخل في أي نزاع ديني مهما كان». وأضاف، تعليقاً على الرأي القائل بأن روسيا في سوريا تقف في الحرب إلى جانب الشيعة ضد السنة، «هذه فرضية وطرح خاطئ»، مضيفاً: «نحن لا نضع فوارق بين الشيعة والسنة».
ودافع بوتين عن دخول بلاده في الحرب السورية، معتبراً أنها ستساعد في الجهود التي تبذل للتوصل إلى حل سياسي للازمة. وقال: «عندما يكون هناك مجموعة من الإرهابيين على مقربة من العاصمة، اعتقد انه سيكون هناك القليل من الرغبة لدى الحكومة السورية من اجل التفاوض، والأرجح أنها تشعر أنها محاصرة في عاصمتها». وأوضح أن الهدف من التدخل العسكري هو «الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية».
وكرر بوتين التأكيد أن روسيا لن ترسل قوات برية لتقاتل إلى جانب القوات السورية، موضحاً أن موعد انتهاء العملية العسكرية لسلاح الجو الروسي في سوريا محدد بانتهاء عمليات تقدم الجيش السوري على الأرض. وقال: «الولايات المتحدة خططت لتدريب 12 ألف شخص ضمن برنامج تدريب ما يسمى بالجيش الحر، وخفضت العدد في ما بعد إلى 6 آلاف، ولكنها دربت في نهاية المطاف 60 شخصا لم يحارب منهم ضد داعش سوى 4 أو 5 أشخاص، وأنفقت على ذلك 500 مليون دولار، وقد كان من الأفضل لو أعطتنا هذه الملايين الـ500 لكنا استخدمناها على نحو أفضل من وجهة نظر مكافحة الإرهاب الدولي». وأضاف ان «خطر قيام الإرهابيين بعمليات إرهابية في روسيا موجود حتى قبل القيام بعمليات عسكرية في سوريا، ولو سمحنا بافتراس سوريا لكان وصل إلى بلادنا آلاف من أولئك الذين يتراكضون اليوم وبنادق كلاشنيكوف بأيديهم».
في هذا الوقت، واصل الجيش السوري، وسط غطاء جوي روسي تقدمه في محافظات اللاذقية وادلب وحماه، مجبراً قادة المسلحين على الدعوة إلى النفير العام، وحقق الجيش السوري تقدماً على جبهات عدة في عمليته البرية الواسعة ضد الفصائل الإسلامية المقاتلة في ريف حماه الشمالي باتجاه الطريق الدولي دمشق - حلب وفي تلال ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي وفي ريف ادلب الجنوبي.
وقد أثارت سيطرة الجيش السوري على عدد من القرى إرباكاً واسعاً في صفوف الجماعات المسلحة (تفاصيل صفحة 10).
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن طائرات «السوخوي» ضربت 63 هدفاً في محافظات اللاذقية وحماه وادلب وحلب والرقة ودمشق في الساعات الـ24 الأخيرة، وأنها دمرت 53 موقعا يستخدمها الإرهابيون، فضلا عن مركز قيادة وأربعة معسكرات تدريب وسبعة مستودعات ذخائر.
وأشارت إلى تقدم في المباحثات مع البنتاغون لتفادي أي حادث بين الطائرات الروسية وتلك التابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، موضحة أن مسؤولين عسكريين روساً عقدوا مؤتمراً عبر دائرة تلفزيونية مع نظرائهم الأميركيين، أمس الأول، لبحث تأمين الطلعات الجوية فوق سوريا.
وقدمت وزارة الخارجية الروسية للملحق العسكري لدى السفارة البريطانية في موسكو طلب إيضاح بشأن تصريحات لمصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع البريطانية نشرت في وسائل إعلام بريطانية عن أوامر صدرت للقوات الجوية البريطانية، باستخدام الأسلحة ضد الطيران الروسي في حالة وجد تهديد.
وأعلن الجيش التركي أن مقاتلات سورية وأنظمة صاروخية تعرضت لطائراته الحربية من طراز «إف 16» قرب الحدود السورية أمس الأول. وأوضحت هيئة الأركان التركية، في بيان، إن «ثلاث طائرات كانت بين 12 طائرة حربية من طراز إف 16 تقوم بأعمال الدورية عند الحدود عندما تداخلت معها أنظمة صاروخية متمركزة في سوريا لمدة دقيقتين». وأضافت أن «الطائرات تعرضت لها أيضا لمدة 35 ثانية طائرتان من طراز سوخوي-22 وسوخوي-24».
وكانت تركيا أعلنت أن مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي وأن مقاتلة من طراز «ميغ 29» وأنظمة صاروخية متمركزة في سوريا تعرضت أيضا لدوريات سلاحها الجوي، في تطور وصفه حلف شمال الأطلسي بأنه «في غاية الخطورة وغير مقبول».
ا ف ب، ا ب، رويترز