تعرضت أوكرانيا، صباح أمس، لقصف روسي غير مسبوق بحدته منذ أشهر ندد به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، معتبرا إيّاه "تصعيدا غير مقبول".
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان، إن "الأمين العام يشعر بصدمة عميقة إزاء الهجمات الصاروخية واسعة النطاق التي نفّذتها قوات روسيا الاتحادية المسلحة على مدن في أنحاء أوكرانيا"، مضيفا، إن ما حصل "يشكّل تصعيدا آخر غير مقبول في الحرب، وكالعادة، يدفع المدنيون الثمن الأكبر".
من جهته، اتهم رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو أوكرانيا بالتحضير لهجوم ضد بلاده مضيفا، إنه نتيجة لذلك ستنشر مينسك قوات روسية - بيلاروسية دون تحديد موقعها.
وقال خلال اجتماع مع مسؤولين أمنيين، "نظرا إلى تفاقم الوضع عند الحدود الغربية للاتحاد، اتفقنا على نشر قوة إقليمية لجمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية بيلاروس".
وأكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا استهدفت البنى التحتية الأوكرانية بقصف كثيف، متوعدا بأن الرد على أي هجمات أوكرانية أخرى سيكون "شديدا".
وقال بوتين في مستهل اجتماع متلفز مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، "لم يكن من الممكن ترك (الهجمات الأوكرانية) تمر دون رد. إذا تواصلت، فسيكون الرد الروسي شديدا ومتناسبا مع مستوى التهديد".
وجاء القصف، امس، بعد يوم من اتهام بوتين للقوات الأوكرانية بتنفيذ تفجير ألحق أضرارا بجسر مهم يربط شبه جزيرة القرم بروسيا.
ولم تؤكد كييف أو تنفي ضلوعها في الانفجار الذي وقع، صباح السبت، على هذا الجسر.
ودعا الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي الحالي دميتري ميدفيديف إلى "التفكيك الكامل" للسلطة السياسية الأوكرانية، مؤكدا أن الضربات على أوكرانيا ليست إلّا "الحلقة الأولى".
وكتب ميدفيديف على تلغرام، "انتهت الحلقة الأولى، وستكون هناك حلقات أخرى"، مضيفا، "من وجهة نظري، يجب أن يكون (الهدف) هو التفكيك الكامل للنظام السياسي في أوكرانيا".
واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشنّ ضربات كثيفة على أوكرانيا لأنه "يائس بسبب الهزائم في ساحة المعركة".
وكتب كوليبا على تويتر إن "بوتين يائس بسبب الهزائم في ساحة المعركة، ويستخدم إرهاب الصواريخ ليحاول تغيير إيقاع الحرب لصالحه".
من جهته، اتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، وهو حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا بتدريب بيلاروسيين "متطرفين" لشن هجمات "إرهابية"، بعدما أعلن عن خطط لنشر قوات مشتركة مع موسكو.
واتهم الجيش الأوكراني روسيا بتنفيذ الضربات بطائرات مسيرة إيرانية الصنع أرسلت من بيلاروس.
وأعلنت مولدافيا أن ثلاثة صواريخ كروز أطلقتها القوات الروسية على أوكرانيا عبرت مجالها الجوي، واستدعت سفير موسكو للحصول على توضيحات.
وفي حصيلة أولية، تحدثت أجهزة الإنقاذ الأوكرانية عن مقتل 11 شخصا وإصابة 64 بجروح في أنحاء مختلفة من أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال من جهته، إن 11 منشأة مهمة تضررت، صباح امس، في ثماني مناطق وفي العاصمة كييف.
وبحسب وزارة الدفاع الأوكرانية، أطلق الجيش الروسي 83 صاروخا اعترض الدفاع الجوي 52 منها 43 صاروخ كروز.
وسُمع نحو ستّة انفجارات في كييف مع ضربات في عدة أحياء بما في ذلك وسط المدينة.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه بات مقتنعا أنه بعد الهجوم الصاروخي الهائل لروسيا على مدن أوكرانية، أن العالم بأسره يرى مجددا الوجه الحقيقي لدولة إرهابية تغطي جوهرها الإجرامي بالحديث عن السلام.
ووفقا لوكالة "أوكرينفورم" الأوكرانية للأنباء، قال زيلينسكي في بيان على قناته على تليغرام، "اليوم، يرى العالم بأسره مرة أخرى الوجه الحقيقي لدولة إرهابية تقوم بقتل شعبنا، ليس فقط في ساحة القتال، بل في مدن سلمية أيضا. إنها دولة تغطي فقط جوهرها وهدفها الحقيقي الدموي والإجرامي بالحديث عن السلام. وترد على كل عروض السلام الحقيقي بضربات صاروخية".
وأضاف، إن كل ذلك لا يثبت سوى أن تحرير كل الأراضي الأوكرانية هو الأساس الوحيد للسلام والأمن لكل الأوكرانيين.
كما نشر زيلينسكي صورا لآثار وتداعيات الضربات الصاروخية الروسية في كييف.
وأضاف زيلينسكي، إنه تم إطلاق عشرات الصواريخ وطائرات إيرانية مسيرة على منشآت الطاقة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مناطق في غرب أوكرانيا، مضيفا، إن الهدف الثاني هو المواطنون، وقال، "لقد اختاروا على وجه التحديد هذا التوقيت وهذه الأهداف لإحداث أكبر قدر ممكن من الضرر"، داعيا السكان المدنيين في بلاده إلى البقاء في ملاجئ الغارات الجوية واتباع قواعد السلامة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ الضربات المكثّفة التي نفذتها القوات المسلحة الروسية، على مرافق مهمة في أوكرانيا، "حققت أهدافها المنشودة"؛ مشيرةً إلى استخدام "أسلحة موجهة عالية الدقة"، في العملية.
وقالت الوزارة، "وجهت القوات المسلحة الروسية، صباح امس، ضربات جسيمة بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، على أهداف تابعة للقيادة العسكرية، وأنظمة الاتصالات والطاقة في أوكرانيا، وتمّ تحقيق الغرض، وتدمير جميع الأهداف المطلوبة".
وأوضح البيان، أنّ "سلاح الجو والقوات الصاروخية والمدفعية، استهدفت 6 مواقع قيادة للقوات الأوكرانية في مناطق فيرخنيكامينسكوي وباخموتسكوي وأرتيموفسك وأوغليدار بجمهورية دونيتسك الشعبية، وبافلوفكا ومنطقة زاباروجيا وبلاغوديفكا، ومقاطعة نيكولاييف".
وتابع البيان، إنه "بالإضافة إلى ذلك، تمّ استهداف 52 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النار، والقوات الحية والمعدات العسكرية، في 143 منطقة"، مشيراً إلى أنه "تمّ تدمير 5 مستودعات للذخيرة والصواريخ، وأسلحة المدفعية في مناطق سيفيرسك وأفدييفكا وشيفتشينكو بجمهورية دونيتسك الشعبية، ونوفوألكساندروفكا بمقاطعة زاباروجيا، وبيريزنيغوفاتوي بمقاطعة نيكولاييف".
كذلك أشار البيان إلى أنه "تمّ تدمير قاعدتين لتخزين الوقود المعد للآليات العسكرية الأوكرانية، في مناطق مدينتي دنيبروبيتروفسك وبافلوغراد بمقاطعة دنيبروبيتروفسك".
وقد أثار الاستخدام الواسع النطاق للقوة من جانب روسيا، إدانة دولية.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا على موقع تويتر، إن الاستهداف المتعمد للسكان المدنيين "جريمة حرب".
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن الضربات الصاروخية الروسية على المدنيين في أوكرانيا "ترقى إلى جريمة حرب"، وفق ما أفاد ناطق باسم مسؤول شؤون التكتل الخارجية جوزيب بوريل.
وأعلنت برلين من جهتها أن قادة دول مجموعة السبع والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيجرون محادثات طارئة، اليوم، لمناقشة الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف