حصل الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، على ولاية ثالثة تاريخية على رأس الحزب الشيوعي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية، بعد أن أزاح أيّ معارضة في البلاد وداخل صفوف الحزب، ليصبح بذلك أقوى قائد للصين منذ مؤسس النظام ماو تسي تونغ.
وعيّنت اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي، بعد إدخال تعديلات واسعة عليها، شي جينبينغ لولاية ثالثة من خمس سنوات، ما يمهد لتثبيته رسمياً على رأس الدولة لولاية جديدة في آذار 2023.
وفور حصوله على تفويض جديد لخمس سنوات من اللجنة المركزية الجديدة، تعهّد شي "العمل بجدّ لإنجاز مهامنا".
ووصل شي الذي يترأس الصين منذ عقد إلى المنبر، أمس، يتبعه الأعضاء الستة الآخرون الذين عيّنوا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، الهيئة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية، وجميعهم حلفاء ومقربون له.
وشكر شي "بصدق الحزب بكامله للثقة التي أبداها لي".
وأعلن شي الذي عُيّن لولاية جديدة أيضاً على رأس القوات المسلحة الصينية، في كلمة ألقاها أمام الصحافة في قصر الشعب، أنه "لا يمكن للصين أن تتطور دون العالم، والعالم أيضاً في حاجة إلى الصين".
ونجح شي خلال عقد في تحويل الصين إلى ثاني قوة اقتصادية في العالم وتشكيل جيش هو من الأقوى في العالم.
وأكد: "بعد أكثر من أربعين عاماً من الجهود الحثيثة من أجل الإصلاح والانفتاح، حققنا معجزتين: تنمية اقتصادية سريعة واستقراراً اجتماعياً بعيد الأمد".
واختتم الحزب الشيوعي مؤتمره العشرين، أول من أمس، بعد أسبوع من المداولات في جلسات مغلقة، بتجديد 65% من أعضاء اللجنة المركزية التي تعتبر بمثابة برلمان داخلي للحزب، بحسب تقديرات وكالة فرانس برس.
وخلال اجتماعهم الأول، صباح أمس، عيّن أعضاء اللجنة المركزية الـ205 وبينهم 11 امرأة فقط، الممثلين الـ25 في المكتب السياسي، هيئة القرار في الحزب الشيوعي الصيني.
كما عيّن المكتب السياسي، صباح أمس، اللجنة الدائمة الجديدة، الهيئة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية في الصين.
واللجنة الدائمة الجديدة بقيادة شي جينبينغ تتألف حصراً من حلفاء مقربين من الأمين العام.
ويبدو أن رئيس الحزب في شانغهاي لي كيانغ سيكون رئيس الوزراء المقبل، رغم إدارته الفوضوية للإغلاق المطول المفروض على المدينة في الربيع الماضي. وسيخلف بذلك لي كه تشيانغ الذي سيتقاعد.
وتؤكد اللجنة الدائمة الجديدة هيمنة شي جينبينغ على السلطة السياسية برأي محللين.
وبحصوله على ولاية ثالثة على رأس الحزب، ضمن شي الفوز في ولاية رئاسية ثالثة في آذار المقبل.
وسعياً للبقاء في السلطة، أجرى شي في 2018 تعديلاً دستورياً ألغى بموجبه حد الولايتين المفروض على الرئيس.
من جهته، توقّع هنري غاو، أستاذ القانون في جامعة سنغافورة للإدارة، أن شي سيكون "محافظاً أكثر" على صعيد السياسة الداخلية لكنه سيكون "راديكالياً أكثر" على الصعيد الدولي في ولايته المقبلة، مضيفاً: إنه سيحاول "مواجهة الغرب".
وفي ختام المؤتمر، أكد الحزب الشيوعي، أول من أمس، "الموقع المحوري" لشي جينبينغ.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف