أشرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، على تدريب لقوات الردع النووي، فيما كررت موسكو للهند والصين اتهامها أوكرانيا بالإعداد لاستعمال "قنبلة قذرة".
وتنفي كييف أي نية لاستخدام مثل هذا السلاح، ويخشى حلفاؤها الغربيون أن تكون هذه الاتهامات ذريعة لموسكو لتصعيد النزاع أو لاستخدامها السلاح النووي الذي هدد مسؤولوها مراراً باللجوء إليه في حال تعرضت روسيا إلى تهديد كبير.
وحضر بوتين أمس، من غرفة التحكم تدريباً لقوات الردع الاستراتيجي الروسية، أي القوات المسؤولة خصوصاً عن الاستجابة للتهديد في حال نشوب حرب نووية.
ورغم أن هذا النوع من التدريبات يتم بشكل دوري، إلا أنه يأتي هذه المرة في ظل الهجوم الروسي في أوكرانيا.
وقال الكرملين في بيان: "تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين، أجرت قوات الردع الاستراتيجي البرية والبحرية والجوية تدريبات وإطلاقاً عملياً للصواريخ البالستية وصواريخ عابرة".
وعرض التلفزيون الروسي لقطات لطاقم غواصة يستعد لإطلاق صاروخ من بحر بارنتس في القطب الشمالي. وشاركت في التدريبات أيضاً طائرات بعيدة المدى من طراز تي يو - 95.
وتابع الكرملين "نُفذت المهام التي تم تحديدها خلال تدريب الردع الاستراتيجي بالكامل، وأصابت جميع الصواريخ أهدافها".
قبيل هذه المناورات، كررت روسيا للصين والهند اتهاماتها بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام "قنبلة قذرة"، وهو سلاح يتألف من متفجرات تقليدية محاطة بمواد مشعة تنتشر إثر الانفجار.
وأعرب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال محادثة مع نظيره الصيني وي فنغي "عن القلق بشأن استفزازات محتملة من جانب أوكرانيا باستخدام قنبلة قذرة".
كانت روسيا قد وجهت هذه الاتهامات للمرة الأولى الأحد خلال محادثات هاتفية بين سيرغي شويغو ونظرائه الأميركي والفرنسي والبريطاني والتركي.
وأثار شويغو "القلق" نفسه خلال مكالمة مع نظيره الهندي راجناث سينغ.
في المقابل، شجبت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون المزاعم "السخيفة" و"الخطيرة" وأشاروا إلى أن روسيا تستعد للتصعيد في ساحة المعركة حيث تكبدت قواتها سلسلة هزائم منذ أيلول .
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأربعاء أن لدى روسيا معلومات عن "تهديد قائم" باستخدام أوكرانيا "قنبلة قذرة" وأن كييف "تستعد لمثل هذا العمل التخريبي الإرهابي".
وأضاف بيسكوف: "سنواصل بعزم عرض وجهة نظرنا أمام المجتمع الدولي لتشجيعهم على اتخاذ خطوات فعالة لمنع مثل هذا السلوك غير المسؤول".
وهدد مسؤولون روس مراراً باستخدام السلاح النووي للدفاع عن الأراضي التي أعلنت موسكو ضمها في أوكرانيا، ومن بينها خيرسون في الجنوب حيث يتوقع أن تحدث المعركة الكبرى المقبلة.
من جهتها، قالت قوات أوكرانية على خط المواجهة أمس، إنها تتوقع معركة مريرة في إقليم خيرسون الجنوبي الذي تعزز روسيا وجودها فيه الآن بعد أيام كان يبدو فيها انسحاب موسكو منه محتملا.
ومن المتوقع أن تكون معركة خيرسون التي تلوح في الأفق عند مصب نهر دنيبرو من أكثر المعارك فصلا في الحرب لأنه سيتقرر فيها مدى قدرة كييف على تخفيف قبضة موسكو على جنوب أوكرانيا.
وبينما لا يزال جانب كبير من الخطوط الأمامية محظوراً دخوله على الصحافيين، ففي قطاع من الجبهة شمال الجيب الذي تحتله روسيا على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، يقول جنود أوكرانيون إن القصف الروسي يتصاعد مرة أخرى بعد أن توقف في الأسابيع القليلة الماضية.
وكشفت رسائل تم التنصت عليها عن إرسال جنود تمت تعبئتهم حديثا إلى الجبهة وعن أن القوات الروسية تعزز مواقعها بشدة.
وتقدمت القوات الأوكرانية على طول نهر دنيبرو في هجوم سريع في الجنوب في بداية هذا الشهر، لكن يبدو أن التقدم آخذ في التباطؤ. وتعمل روسيا على إجلاء المدنيين من الجيب الذي تسيطر عليه بالضفة الغربية هذا الأسبوع، لكنها تقول إنه ليس لديها خطط لسحب قواتها.
وعلى الجبهة، يتردد صدى نيران المدفعية من حين لآخر من كلا الجانبين، مع ارتفاع أعمدة من الدخان من بعيد.
وحلقت طائرة هليكوبتر أوكرانية على ارتفاع منخفض فوق الحقول، وأطلقت صواريخ على مواقع روسية وأطلقت شعلات ضوئية في محاولة لخداع أي صواريخ مضادة للطائرات تتعقب حرارتها.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف