يشكّل موسم زيت الزيتون مناسبة مهمّة لدى الكثير من العائلات في قطاع غزة، التي تسعى لتوفير احتياجات العام كلّه من الزيت، إلا أنه وفي ظل لجوء البعض لعمليات الغش المتزايدة، واستخدام صبغات ونكهات مصنعة، أصبح من الصعب التأكد من نقاء زيت الزيتون
ووفق العديد من المزارعين والتجار، فإن طرق غش الزيت باتت عديدة ومتنوعة، ويصعب اكتشافها إذا ما كان الغش جديداً، ومن بينها إضافة صبغات وروائح للزيت، إضافة إلى خلطه بزيوت نباتية مثل زيت فول الصويا، أو زيت دوار الشمس.
وقال المزارع محمود عيسى: إن غش زيت الزيتون ليس جديداً، لكن تطور الوسائل التكنولوجية جعل الأمر أكثر سهولة، وزاد من صعوبة اكتشاف الغش، لذلك يجب التريث عند شراء الزيت، واستشارة خبراء، والبحث عن أشخاص ذوي ثقة.
وبيّن عيسى، الذي شارف على الانتهاء من جني محصول الزيتون من أرضه، أنه اتفق على بيع كمية من الزيت، لكن المشترين اشترطوا عليه أن يحصلوا على الزيت من صنبور المعصرة مباشرة، ولم يمانع، وأبلغهم بأنه سيتصل بهم قبيل خروج الزيت من المعصرة بقليل، ليحصلوا على زيت صافٍ وهم مطمئنون.
من جهته، قال المواطن إبراهيم عايش: إنه سبق وتعرض للغش، قبل عامين، فعند شراء الزيت كانت رائحته قوية، وكان طعمه ممتازاً، لكن بعد مرور عدة أشهر بدأت جودة الزيت تتراجع، وبدأ يفقد لونه، ويسوء مذاقه، ويتحول تدريجياً إلى زيت نباتي، وحين أخذ منه عينة وعرضها على خبراء، أخبروه بأنه زيت مغشوش باستخدام روائح وصبغات ونكهات مُصنعة.
ونوّه عايش إلى أنه، منذ ذلك العام، قرر ألا يتعرض للغش من جديد، وأن يشتري الزيتون بنفسه، فيتوجه للسوق، ويختار الزيتون الذي يريد أن يعصره بعناية شديدة، ثم يعود به إلى المنزل، ويبدأ بمساعدة أفراد أسرته بتنقيته من الأغصان وأوراق الشجر التي تفسد طعم الزيت، ثم يغسله ويجففه ويتوجه إلى المعصرة لحجز دور، ثم يقوم بعصره، وبذلك يضمن حصوله على زيت نقي، طعمه متميز.
وأشار إلى أنه يحتاج في العام الواحد إلى 34 لتراً من الزيت، فهم في البيت يعتمدون على زيت الزيتون في معظم مأكولاتهم، لذلك يجب أن يكون ذا طعم مقبول لكافة أفراد العائلة.
وأكد المواطن أحمد سلطان أنه فعل أكثر من أمر لتلافي الغش، والحصول على أجود أنواع الزيت، فأول أمر فعله تجنّب شراء الزيت في وقت مبكر، فالجني المبكر لمحصول الزيتون ينتج زيتاً قليلاً، وله طعم مرّ، لذلك قرر ألا يتحرك في البحث عن زيت قبل الخامس والعشرين من تشرين الأول الجاري، خاصة أنه يشتري 6 تنكات، له ولأبنائه، ولابن شقيقه، ما يعني أنه سيكون حريصاً جداً قبل الشراء.
وأكد أنه لا يثق مطلقاً بشراء زيت من البيوت أو محال تجارية، فالزيت إذا ما خرج من المعصرة للبيت قد يتم غشه، لذلك يعتمد طريقة الشراء من المعصرة مباشرة، ولكن ليس من أي شخص، فهو يتوجه عدة مرات، ويقف عند الحوض، ويراقب الزيتون الذي يوضع فيه تمهيداً لعصره، ويسأل عن نوعيته، وإذا ما أعجبه زيتوناً معيناً فإنه يسأل عن مالكه ويستفسر منه عن السعر، وإذا ما اتفق يشترط عليه تذوق الزيت لدى خروجه من الصنبور، وفي حال أعجبه، تتم عملية الشراء.
وأوضح أن الزيت أهم شيء في البيت، وكما قال المثل الفلسطيني القديم: "الزيت عماد البيت"، ففي حال كان جيداً، فذلك يعني أن كل المأكولات التي يضاف إليها زيت الزيتون سيكون طعمها جيداً، والعكس صحيح.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف