أظهرت مقاطع فيديو، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الاحتجاجات الدائرة منذ أسابيع في إيران دخلت مرحلة أكثر عنفاً، أمس؛ حيث تحدى الطلاب إنذاراً للحرس الثوري، وواجهوا الغاز المسيل للدموع والضرب وإطلاق النار من جانب شرطة مكافحة الشغب وعناصر الباسيج.
وتثير المواجهات التي اندلعت في عشرات الجامعات خطر تشديد حملة القمع التي تشنها السلطات في مواجهة الاحتجاجات المستمرة منذ سبعة أسابيع؛ بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها بعد اعتقالها لارتداء ملابس اعتبرت غير لائقة.
ويتظاهر الإيرانيون بمختلف خلفياتهم وانتماءاتهم منذ وفاة أميني.
وحذر قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، المحتجين من أن أول من أمس سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع، وهو التحذير الأكثر صرامة لمسؤول إيراني حتى الآن.
ومع ذلك، أظهرت مقاطع فيديو، على وسائل التواصل الاجتماعي، طلاباً يشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب وقوات الباسيج في الجامعات في أنحاء البلاد. ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذه اللقطات.
وأظهر مقطع فيديو أحد أفراد قوات الباسيج وهو يطلق النار من سلاح من مدى قريب على طلاب يحتجون في فرع جامعة آزاد في طهران. كما سُمع دوي إطلاق نار في مقطع نشرته منظمة هنجاو الحقوقية خلال احتجاجات في جامعة كردستان في سنندج. وأظهرت مقاطع فيديو من جامعات في مدن أخرى قوات الباسيج وهي تفتح النار على الطلاب.
وفي أنحاء البلاد، حاولت قوات الأمن محاصرة الطلاب داخل مباني الجامعات بإطلاق الغاز المسيل للدموع وضرب المتظاهرين بالعصي، ما دفع الطلاب، الذين بدا أنهم عزل، للتراجع فيما هتف بعضهم: "الباسيج العار اغربوا عن وجوهنا" و"الموت لخامنئي".
وأشارت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي إلى اعتقال ما لا يقل عن عشرة أطباء وصحافيين وفنانين منذ أول من أمس.
وقالت وكالة "هرانا" للأنباء المعنية بحقوق الإنسان في إيران: إن 283 متظاهراً قتلوا في الاضطرابات حتى أول من أمس، بينهم 44 قاصراً. كما قُتل نحو 34 من أفراد قوات الأمن.
وأضافت الوكالة: إن أكثر من 14 ألف شخص تم اعتقالهم، بينهم 253 طالباً، في احتجاجات في 132 مدينة وبلدة و122 جامعة.
وقال قائد بالحرس الثوري، أمس: إن "مثيري الفتنة" يوجهون إهانات لهم في الجامعات وفي الشوارع، وتوعد باستخدام مزيد من القوة إذا استمرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) عن قائد الحرس الثوري في إقليم خراسان الجنوبي العميد محمد رضا مهدوي، قوله: "حتى الآن، التزم الباسيج ضبط النفس والصبر. لكن الأمر سيخرج عن سيطرتنا إذا استمر الوضع".
ولعبت الطالبات والنساء دوراً بارزاً في الاحتجاجات، حيث قمن بحرق حجابهن في الوقت الذي طالبت فيه الحشود بسقوط الجمهورية الإسلامية التي وصلت إلى السلطة عام 1979.
وقال مسؤول، أمس: إن المؤسسة الدينية ليست لديها أي نية للتراجع عن فرض الحجاب، لكن يتعين عليها أن "تتحلى بالحكمة" بشأن تطبيق هذا الفرض.
وقال علي خان محمدي المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لموقع (خبر أون لاين): إن "خلع الحجاب مخالف لقانوننا، والهيئة لن تتراجع عن موقفها".
وأضاف: "ومع ذلك، يجب أن تتحلى تصرفاتنا بالحكمة لتجنب منح الأعداء أي ذريعة لاستخدامها ضدنا".
وفي محاولة أخرى على ما يبدو لنزع فتيل التوتر، قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف: إنه يحق للناس المطالبة بالتغيير، وإن مطالبهم ستُلبى إذا نأوا بأنفسهم عن "مثيري الشغب" الذين خرجوا إلى الشوارع.
وأضاف: "نرى أن الاحتجاجات ليست فقط حركة تصحيحية ودافعاً للتقدم، لكننا نعتقد أيضاً أن هذه الحركات الاجتماعية ستغير السياسات والقرارات، بشرط ابتعادها عن مرتكبي العنف والمجرمين والانفصاليين".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف