رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسا لمنع مصادرة مساحات واسعة من أرض خلة النحلة، جنوب بيت لحم، لبناء مستوطنة إسرائيلية جديدة.
وكانت حركة السلام الآن وأكثر من اثني عشر من أصحاب الأراضي الفلسطينيين تقدموا بالتماس إلى المحكمة العليا في العام 2020 ضد مصادرة نحو 1200 دونم من أراضي خلة النحلة في منطقة بيت لحم لإعداد مخطط بناء لمستوطنة جديدة بالقرب من إفرات، تعرف باسم "جفعات ايتام".
وقالت السلام الآن: "يعطي هذا القرار الضوء الأخضر لمضاعفة مستوطنة إفرات بطريقة تضر بشكل خطير بفرصة السلام في المستقبل على أساس حل الدولتين".
وأضافت: "إذا تم تنفيذ الخطة بالفعل، فسيتم إنشاء منطقة عازلة بين بيت لحم وجنوب الضفة الغربية، ما سيمنع الاستمرارية الإقليمية لدولة فلسطينية مستقبلية، وهو شرط ضروري للتوصل إلى حل سياسي واتفاق سلام".
وأشارت إلى أنه: "يُظهر حكم المحكمة العليا بوضوح أن المحكمة تجاهلت مزاعم الملتمسين، حركة السلام الآن و13 من أصحاب الأراضي الفلسطينيين من المنطقة، وقررت أنه بمجرد أن رفض المدعون الفلسطينيون عرض الحصول على بعض الدونمات على حافة التلة فإن الالتماس قد انتهى".
وقالت: "من المؤسف أن المحكمة العليا اختارت تجنب الرد على الادعاء المركزي لمقدمي الالتماس، والذي يعتبر التخصيص ملوثاً بالتمييز الشديد وعدم المساواة وأنه صنع فقط لخدمة المشروع الاستيطاني كجزء من سياسة التخصيص التي تفصل الفلسطينيين تماماً عن موارد الأرض".
وأضافت: "يجب عمل كل شيء لوقف هذه الخطة الخطيرة، التي ستضر بشكل خطير بفرصة السلام والقدرة التنموية لمنطقة بيت لحم. يجب تخصيص الأرض بدلاً من ذلك للفلسطينيين الذين يعيشون هناك".
وقال المحامي مايكل سفارد، ممثل حركة "السلام الآن" وأصحاب الأراضي الفلسطينيين في هذا الالتماس: "التخصيص لإفرات هو تعبير واضح عن سياسة تخصيص الفصل العنصري، وهذا ما ناقشناه أمام المحكمة. لسوء الحظ، اختارت المحكمة عدم التعامل مع الحجة ولكن تجاهلها".
وفي العام 2004، أعلنت إسرائيل ما يقرب من 1300 دونم جنوب بيت لحم بالقرب من خلة النحلة أراضي دولة.
وقد قدم تسعة ملاك أراضٍ فلسطينيين طعوناً على الإعلان، وقبلت لجنة الاستئناف الإسرائيلية مطالبتهم بحوالى 100 دونم، لكنها قررت في ما يقرب من 1200 دونم أن أصحاب الأرض لم يثبتوا أنهم قد زرعوا الأرض بشكل متتابع ومكثف كما هو مطلوب.
وقدم أصحاب الأرض التماساً إلى المحكمة العليا، مدعين أن الغرض الكامل من إعلان أراضي الدولة كان يهدف إلى أخذ الأرض منهم ومنحها للمستوطنين، ولكن تم رفض التماسهم في كانون الثاني 2016.
وفي 26 كانون الأول 2018، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عزمها تخصيص الأرض لوزارة الإسكان الإسرائيلية لأغراض التخطيط الاستيطاني وأن عقد التخصيص سيدخل حيز التنفيذ في غضون 30 يوماً.
وفي 7 شباط 2019، لجأت حركة السلام الآن مع أكثر من 12 من أصحاب الأراضي إلى الوصي على الحكومة الإسرائيلية والممتلكات المهجورة في ما تسمى الإدارة المدنية، مطالبين بإلغاء نية تخصيص الأراضي لوزارة الإسكان وتخصيصها للفلسطينيين بدلاً من ذلك.
وفي 3 أيار 2020، بعد أكثر من عام، رفضت ما تسمى الإدارة المدنية الاستئناف، والتي كتبت بعد ذلك إلى وزارة الإسكان أنه يمكن أن تبدأ في تصميم مخطط لـ "حي الاستيطان" الجديد في "جفعات إيتام"، يضم 7000 وحدة سكنية.
وبسبب الرفض، اتصل محامي "السلام الآن" مايكل سفارد بالإدارة المدنية وطالبها بالامتناع عن منح وزارة الإسكان الإسرائيلية المخصصات لمدة 30 يوماً للسماح لـ "السلام الآن" وأصحاب الأراضي الفلسطينيين بالطعن في القرار في المحكمة العليا.
واختار وزير الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته نفتالي بينيت، في أيامه الأخيرة في منصبه، رفض طلب السلام ووافق على التخصيص على الفور، بل وأصدر بياناً صحافياً بذلك.
وعلى إثر ذلك تم تقديم الالتماس الذي رفضته المحكمة العليا الإسرائيلية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف