انتهت، فجر أمس، أزمة احتجاز جثة قتيل إسرائيلي من دالية الكرمل قرب مدينة حيفا داخل الخط الأخضر من قبل مسلحين من مخيم جنين، بتسليم الجثة لشخصيات اعتبارية في المخيم قبل نقلها إلى مقر جهاز المخابرات العامة في المدينة، ومن ثم نقلها بوساطة سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر إلى معسكر "سالم" حيث تسلمها الجانب الإسرائيلي.

وقالت مصادر محلية وأمنية متطابقة، إن السلطة الوطنية سلمت في ساعات الفجر الأولى جثة تيران فرو "18 عاماً" من دالية الكرمل ذات الأغلبية الدرزية، للجانب الإسرائيلي بعد ساعات من احتجاز جثته من قبل مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين اعتقاداً منهم أنه أحد أفراد وحدات "المستعربين" الخاصة في جيش الاحتلال والمتخصصة باغتيال واختطاف المقاومين.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إنه بعد جهود حثيثة لجهاز الأمن الإسرائيلي وبالتنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية والسلطة، نقلت جثة تيران فرو، والذي توفي جراء حادث سير في جنين، إلى عائلته في إسرائيل.

وكان فرو لقي مصرعه في حادث سير على طريق الجامعة العربية الأميركية قرب جنين، وتم نقله إلى مستشفى "ابن سينا" التخصصي، حيث تم احتجاز جثمانه من قبل مجموعة من المسلحين للاعتقاد أنه جندي إسرائيلي من وحدات "المستعربين"، وجرى العديد من الوساطات منها أممية، وسط تهديدات من قبل جيش الاحتلال بالتدخل العسكري قبل أن تنجح المفاوضات بإعادة جثته.

وقال مصدر أمني فلسطيني، إنه بتعليمات من الرئيس محمود عباس، ومتابعة من رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وقادة الأجهزة الأمنية، ومحافظ جنين وقواها الوطنية وفعالياتها ومؤسساتها، نجحت الجهود التي بذلت في الإفراج عن جثة فرو، وتسلم الجثمان من مقر جهاز المخابرات العامة في جنين، الهلال الأحمر الفلسطيني الذي قام بدوره بتسليمه للجانب الإسرائيلي.

من جهته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال على لسان مسؤول أمني إسرائيلي: "لم نقدم أي شيء للمسلحين الفلسطينيين مقابل إعادة جثة الشاب الدرزي".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن جهود أممية متمثلة بالأمم المتحدة انضمت للمساعي الإسرائيلية وقيادة الطائفة الدرزية في إسرائيل من أجل الإفراج عن جثة فرو، مشيرة إلى أن الزعيم الروحي للطائفة الدرزية موفق طريف أجرى اتصالات مع كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية ضمن مساعي إعادة الجثة.

وقالت نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، إن إسرائيل رفضت الحديث عن أي مقايضة تتعلق بتسريح أسرى أو جثامين شهداء فلسطينيين مقابل تسليم جثة فرو.

وقبل نجاح الجهود التي بذلت من أجل تسليم جثة فرو، أعلنت سلطات الاحتلال عن إغلاق حاجزي "الجلمة" و"سالم" العسكريين المؤديين إلى جنين حتى إشعار آخر، ومنعت حركة البضائع والسلع، وتنقل العمال إلى داخل الخط الأخضر، ودخول فلسطينيي الداخل إلى محافظة جنين، قبل أن تتراجع عن هذا القرار بعد تسليم الجثة.

وذكرت قناة "ريشت كان" العبرية، أن خمسة عمال فلسطينيين تعرضوا الليلة قبل الماضية للاختطاف والتعذيب من قبل مجهولين في منطقة يركا ذات الأغلبية الدرزية في الجليل، على خلفية احتجاز جثة الشاب الدرزي من قبل المقاومين في مخيم جنين.

وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 117 شهيداً فلسطينياً منذ عودة سياسة احتجاز الجثامين العام 2015، بينهم 12 طفلاً وشهيدتان وتسعة أسرى استشهدوا في سجون الاحتلال، ومن بين الجثامين المحتجزة 17 فلسطينياً من محافظة جنين، وفق إحصاءات الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين.

وطالب ذوو الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال وذوو أسرى وأسرى محررون، خلال مسيرة أعقبتها وقفة في مخيم جنين، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، بالتدخل والضغط على سلطات الاحتلال لتسليم جثامين أبنائهم المحتجزة في ثلاجات الاحتلال وفيما تسمى "مقابر الأرقام"، مؤكدين استمرار تنظيم المزيد من الفعاليات حتى استرداد الجثامين.

هذا، وتلقى الرئيس محمود عباس، أمس، اتصالاً هاتفياً من صالح طريف ممثلاً للطائفة الدرزية، قدم خلاله الشكر للرئيس على جهوده في الإفراج عن جثمان الشاب الدرزي تيران فيرو، الذي توفي في حادث قبل أيام، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

وقدم الرئيس، التعازي، للطائفة المعروفية الدرزية وعائلة الفقيد، مؤكداً على ضرورة نبذ الفرقة وتوطيد العلاقات الأخوية بين أبناء الشعب الواحد.

وأكد طريف للرئيس عباس، شكر وتقدير جميع أبناء الطائفة الدرزية، وعلى رأسهم الشيخ موفق طريف شيخ الطائفة لما بذله السيد الرئيس ودولة فلسطين لضمان تسليم جثمان الشاب المتوفى.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف