قرر قاض في محكمة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية، أمس، إبعاد الناشط عيسى عمرو عن حي تل الرُمَيدة الذي يسكن فيه في مدينة الخليل، بذريعة أنه صوّر جندياً يقول لناشطين إسرائيليين: إن المرشح لتولي منصب وزير "الأمن القومي" في الحكومة اليمينية المقبلة، الفاشي بن إيتمار بن غفير، "سينظم الوضع هنا".
ووصف ممثل شرطة الاحتلال عمرو، خلال جلسة المحكمة، بأنه "يدفع لجريمة"، بزعم أنه يرافق جولات ناشطين إسرائيليين في الخليل.
وأضاف ممثل الشرطة: إن الناشطين الإسرائيليين "يسببون احتكاكاً"، وإنه "جرى التخطيط لوفود أخرى ستصل إلى المدينة".
وحضر الناشطون الإسرائيليون إلى الخليل، الجمعة الماضي، من أجل التضامن مع الفلسطينيين في المدينة المحتلة، بعد تعرضهم لاعتداءات واسعة من جانب المستوطنين بمساندة قوات الاحتلال.
واعتقل عمرو، أول من أمس، ونسب إليه الاحتلال شبهة تشويش إجراءات، وذلك بسبب حضوره إلى التحقيق من دون هاتفه النقال، وإنما حمل معه محمل أقراص نقال وبداخله مقاطع الفيديو، وفق ما ذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني.
وقال عمرو، وهو ناشط حقوقي معروف في الخليل، خلال جلسة المحكمة: إنه ينقل الأشرطة المصورة إلى الشرطة منذ 15 عاماً، وهذه المرة الأولى التي تتهمه فيها الشرطة بأنه أخفى مقاطع مصورة.
وأضاف عمرو: إنه حاول نقل الأشرطة المصورة التي وثقت اعتداء الجنود على الناشطين، إلى الشرطة.
وتابع: إن "المشكلة هي أنني لا أعتمد على الشرطة، وأقدم شكاوى ولا يتعاملون معها بجدية". كما اقترح عمرو ومحاميته تسليم الشرطة هاتفه المحمول وأن تجري تفتيشاً فيه بحضورها.
يشار إلى أنه تعين على شرطة الاحتلال طلب تمديد اعتقال عمرو بعد وقت قصير من اعتقاله، لكن لأنه فلسطيني جرت المداولات، أمس، فقط. وطلبت شرطة الاحتلال تمديد اعتقاله لستة أيام، لكن القاضي في محكمة الاحتلال أمر بالإفراج عنه، مساء أمس، وإبعاده عن تل الرميدة لأسبوع، وإيداع كفالة بمبلغ 1500 شيكل ومنعه من الاتصال مع ضالعين في الاعتداء على الناشطين لمدة شهر.
وحاول ممثل الشرطة الادعاء أن عمرو يرافق إسرائيليين في جولات تدخل إلى المناطق "أ"، وزعم أنه بذلك شريك بارتكاب مخالفة. إلا أن محامية عمرو، ريهام نصرة، قالت: إن هذه الجولات تجري في المنطقة H2 في الخليل، التي يسمح بدخول إسرائيليين إليها دون قيود. ولاحقاً تراجع ممثل الشرطة عن زعمه.
ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست عوفر كسيف، الذي حضر جلسة المحكمة، تأكيده على أنه "واضح أن هذا اعتقال بهدف الانتقام من عيسى عمرو، ناشط حقوق الإنسان الذي يرفض أن يطأطئ رأسه أمام نظام الاحتلال الوحشي، ويجرؤ أيضاً على العمل بشراكة مع ناشطي سلام إسرائيليين. وليس عيسى ولا الفلسطينيين ولا ناشطي السلام يخرقون الهدوء، وإنما المستوطنون وحراسهم في الزي العسكري الذين يعتدون على الفلسطينيين، وهم الذين يجب إخلاؤهم وإبعادهم عن الخليل".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف