اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، قائد "كتيبة جنين" التابعة لـ "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في مخيم جنين، محمد أيمن السعدي (26 عاماً)، والشهيد نعيم جمال الزبيدي (27 عاماً)، وهو أحد أبرز قادة الكتيبة، خلال اشتباكات مسلحة وصفت بأنها الأعنف من نوعها اندلعت على مشارف المخيم.

ونعت "سرايا القدس" في بيان لها، القائدين الشهيدين السعدي والزبيدي، وقالت إنهما "استُشهدا بعملية اغتيال جبانة"، ووصفت السعدي بـ"القائد الميداني"، والزبيدي بـ "القائد الكبير ورجل الظل والسند الحامي للمقاومة".

وأكدت أن "كتيبة جنين" ومعها كل الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة "ستمضي في الجهاد ضد المحتل، وأن "استشهاد القائدين الزبيدي والسعدي سيزيد المقاومين قوة وعزيمة والمضي قدماً في درب المقاومة".

وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت حي "الهدف" المحاذي لمخيم جنين في الجهة الغربية منه، ونشرت فرق القناصة على أسطح عدد من المنازل والبنايات المرتفعة وتحديداً تلك المطلة على المخيم، حيث دارت مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة.

وذكرت مصادر أمنية، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين وسام الفايد وعمر ناصر طالب، بعد أن حاصرت وحدات خاصة من قوات "اليمام" منزليهما في حي "الهدف"، فيما طاردت وحدة خاصة أخرى الشابين خالد عرعراوي، وأحمد الصوص، واعتقلتهما بعد أن صدمت الدراجة النارية التي كانا يستقلانها.

وقال شهود عيان، إن الشهيدين السعدي الملقب بـ"أبو الأيمن" والزبيدي، وهما أسيران محرران من سجون الاحتلال، "استُشهدا وهما مقبلان غير مدبرَين"، بعد اشتباك مسلح وُصف بأنه الأكثر عنفاً والأطول زمناً مع القوات الإسرائيلية الخاصة وقناصتها والتي اقتحمت حي الهدف، واتخذت من بعض البنايات المرتفعة نقاطاً عسكرية ومراكز لوحدات القناصة من جنودها.

وبعد اكتشاف أمر تسلل القوات الخاصة، روى أحد الشهود، أن المقاومين انطلقوا لمحاصرتها والاشتباك معها لفترة من الزمن، قبل أن تقتحم قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بعشرات الآليات العسكرية مشارف المخيم، وسط اشتباكات مسلحة وُصفت بأنها كانت عنيفة للغاية.

وأكد شبان من المخيم، أن الشهيد السعدي، كان قائداً ومؤسساً لـ"كتيبة جنين" برفقة الشهيد جميل العموري، وتصدر مشهد الاشتباكات مع جيش الاحتلال وعلى نقاط التماس والحواجز العسكرية لعشرات المرات، وتعرض لعدة محاولات اغتيال من قبل قوات الاحتلال، وأُصيب ثلاث مرات بجروح مختلفة، وهو مطلوب لقوات الاحتلال منذ أكثر من عامين، وأسير محرر أمضى نحو ثلاث سنوات في سجون الاحتلال.

أما الشهيد الزبيدي، فهو ابن عائلة عُرفت بمقاومتها ولا تزال للاحتلال، ووالده أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال نحو خمس سنوات، وأُفرج عنه قبل نحو ستة شهور، واعتُقل شقيقاه يوسف ومحمد وقضيا سنوات عديدة في سجون الاحتلال، وتزوج خلال فترة مطاردته للاحتلال، ورُزق بطفلة وهو داخل المعتقل.

وأطلق مقاومون على الشهيد الزبيدي لقب "رجل الظل" و"السند" للمقاومة في مخيم جنين، وهو ابن عم زكريا الزبيدي، الأسير في سجون الاحتلال وقائد كتائب "شهداء الأقصى" الجناح العسكري لحركة فتح خلال انتفاضة "الأقصى"، وأحد أبطال عملية "الهروب العظيم" الشهيرة من سجن "جلبوع" فجر السادس من أيلول العام الماضي.


تشييع حاشد
وبعد انسحاب قوات الاحتلال من مشارف المخيم، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مستشفى "ابن سينا" التخصصي في المدينة حمل المشاركون فيها جثمانَي الشهيدين السعدي والزبيدي، وجابوا شوارع المدينة ومخيمها، ورددوا الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال، فيما أعلنت حركة فتح والقوى الوطنية والاسلامية في جنين، الإضراب الشامل حداداً على روحَي الشهيدين، وتنديداً بجرائم الاحتلال، ودعت التجار وأصحاب المحال التجارية والمؤسسات إلى الالتزام بالإضراب.

وقُبيل ساعات الظهيرة، شيعت جماهير غفيرة في المخيم جثمانَي الشهيدين إلى مثواهما الأخير في مقبرة "شهداء ملحمة نيسان"، حيث انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى "ابن سينا" باتجاه منزلَي ذوي الشهيدين لإلقاء نظرة الوداع على جثمانيهما قبل مواراتهما الثرى، وجابوا شوارع المدينة ومخيمها، ورددوا الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال.
وخلال مراسم التشييع أُلقيت عدة كلمات نددت بجرائم الاحتلال واستهدافه جنين ومخيمها وقراها وبلداتها، وأكدت أن جرائم وعدوان الاحتلال لن ترهب شعبنا وسيستمر في النضال والمقاومة ولن يركع.

تفاصيل العملية في الإعلام العبري
وكشفت وسائل إعلام عبرية، أمس، تفاصيل جديدة عن العملية العسكرية.

وبحسب موقع "واي نت"، فإن العملية كانت بالأساس تستهدف وسام الفايد، والذي تدعي سلطات الاحتلال أنه مشتبه به بالوقوف خلف عملية تفخيخ المركبة التي انفجرت قرب حاجز ومستوطنة "مافو دوتان" قبل نحو عشرة أيام قبل موعدها المخطط وتم اكتشاف أسطوانات غاز بداخلها انفجرت واحدة منها فقط، وكان يخطط لعملية تفجيرية مماثلة في قلب إسرائيل.
وأضاف: "بدأت العملية عند الثانية فجراً، حين دخلت قوة خاصة من وحدة "دوفدوفان" متخفية إلى أطراف مخيم جنين مع قوة أخرى تابعة للواء "كفير"، واقتحمت منزل الفايد واعتقلته بدون مقاومة، قبل أن تواجه نيراناً كثيفة ودقيقة أطلقها مسلحون فلسطينيون".

وتابع الموقع، إنه أثناء تبادل إطلاق النار تمت تصفية السعدي والزبيدي، واللذين ادعا أنهما كانا يقفان خلف عمليات إطلاق نار وتسليح الخلايا المسلحة في جنين.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد قوله في تعقيبه على عملية جنين: "نشاط الجيش الليلة في جنين هو استمرار مباشر لسياستنا المتشددة حيث قمنا باغتيال قائد ميداني في "الجهاد"، وعضو بارز في كتائب الأقصى في جنين خططا ونفذا لعمليات في إسرائيل".

وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بياناً عقب العملية، جاء فيه: "قوات الجيش والشاباك وحرس الحدود اعتقلت خلال الليل تسعة مطلوبين فلسطينيين من أنحاء الضفة الغربية، بينهم ثلاثة يشتبه في ضلوعهم بتنفيذ عمليات، وتخللت عملية اعتقالهم اشتباكات نتج عنها تصفية مسلحَين اثنين هما السعدي وهو ناشط من "الجهاد" شارك في اشتباكات مسلحة ومسؤول عن تسليح نشطاء المنظمة والزبيدي وهو ناشط عسكري شارك في اشتباكات ضد القوات التي ضبطت ثلاثة أسلحة من طراز M-1، ولم تقع إصابات في صفوف القوات".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف