- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2015-11-05
كانت خطوة إيجابية أن تعقد القيادات الفلسطينية، من داخل م.ت.ف، وخارجها، اجتماعات لها في بيروت، تبحث فيها أوضاع الهبة الشعبية في القدس والضفة الفلسطينية المحتلتين، ولكن ما يثير العجب، أن هذه الاجتماعات لم تعقد بعد في رام الله، على المستوى القيادي الأول، حيث تدور الأحداث الفلسطينية، وحيث يجب أن تكون الإدارة السياسية لهذه الأحداث، فبعد مرور أكثر من شهر على اندلاع الهبة ضد الاحتلال والاستيطان، مازالت الأمور على ما هي عليه، دون التقدم خطوة واحدة على طريق تنظيم هذه الهبة وتحويلها من عمل جماهيري عفوي، يعتمد على المبادرة الفردية لفئات من الشبان، إلى عمل منظم تتولى قيادته الفصائل الفلسطينية، خاصة تلك التي لم تكف، منذ زمن غير قصير، عن الدعوة إلى اعتماد الانتفاضة سبيلاً بديلاً للمفاوضات الثنائية مع إسرائيل، وتحت الرعاية المنفردة للولايات المتحدة.
قد لا تلام القيادة السياسية الرسمية، على تلكؤها في الدعوة إلى لقاء وطني، يضم الجميع، لبحث تطورات الوضع في الضفة والقدس، خاصة وأن سياسة هذه القيادة باتت معروفة، وباتت نواياها مكشوفة بشكل معلن للرأي العام، وبات معلوماً أن همها العودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الأول من تشرين الأول، أي قبل اندلاع هذه الهبة، ومواصلة تحركها السياسي، بذريعة تحضير الأجواء لاستئناف المفاوضات. كما بات واضحاً أن هذه القيادة تنظر إلى الهبة على أنها مقدمة لفرض سياسات جديدة لا ترغب «إدارة المقاطعة» في رام الله أن تتذوق كأسها المرة، خوفاً ن مصير شبيه بمصير الرئيس الراحل ياسر عرفات.
اللوم، والعتب، والنقد، للقوى الفلسطينية الأخرى، بما في ذلك قيادات ميدانية من فتح نفسها، تبنت شعارات الانتفاضة في دعواتها إلى طي صفحة المفاوضات، إلى جانبها الجبهتان الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب والمبادرة الوطنية والصف العريض من المستقلين، والفعاليات الشبابية المنتظمة في مجالس طلابية في جامعات الضفة والقدس. إذ يلاحظ أن هذه الأطراف، وقد بدأت تنخرط في الهبة الشعبية، بأشكال متعددة وبنسب مختلفة، لم تتحرك حتى الآن نحو الدعوة للقاء وطني، ينعقد بمن حضر، لبحث الوضع المستجد في القدس والضفة الفلسطينية، واتخاذ الترتيبات، بين الأطراف المتوافقة لمد هذه الهبة بعناصر التواصل الزمني والامتداد الجغرافي، والتوسع الاجتماعي، وبحيث تتجاوز حدود المشاركة الشبابية، نحو مشاركات موسعة، للمزارعين والفلاحين، خاصة المهددة أراضيهم بالمصادرة للاستيطان، ولعائلات الأسرى والمعتقلين، وللعمال، والموظفين، وغيرهم، مع إدراك مسبق بأن الإجماع الوطني على هذه الهبة، وتحويلها إلى انتفاضة شاملة لم ينعقد بعد.
فما زالت البيروقراطية العليا، في السلطة الفلسطينية، وشرائح معينة من رجال المال والأعمال، خاصة أصحاب المصالح المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالاقتصاد الإسرائيلي،.. ترى في الاستقرار والهدوء والتعايش مع الاحتلال، واعتماد الحوار [المفاوضات] سبيلاً وحيداً لحل القضايا المعلقة (رغم فشل هذا الأسلوب) مصلحة لها، وترى أن «الفوضى» و «العنف» من شأنهما أن يلحقا الضرر بهذه المصالح.
الهبة الشعبية تحمل في طياتها رسائل واضحة. أهمها أنها تمرد على الاحتلال والاستيطان، ومدخل سلوك سياسة جديدة وبديلة. وأهمها أيضاً، أنها تقف والقيادة الرسمية، وشرائح اجتماعية، وربما بعض القيادات الفصائلية المحسوبة على السلطة على طرفي نقيض ■
قد لا تلام القيادة السياسية الرسمية، على تلكؤها في الدعوة إلى لقاء وطني، يضم الجميع، لبحث تطورات الوضع في الضفة والقدس، خاصة وأن سياسة هذه القيادة باتت معروفة، وباتت نواياها مكشوفة بشكل معلن للرأي العام، وبات معلوماً أن همها العودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الأول من تشرين الأول، أي قبل اندلاع هذه الهبة، ومواصلة تحركها السياسي، بذريعة تحضير الأجواء لاستئناف المفاوضات. كما بات واضحاً أن هذه القيادة تنظر إلى الهبة على أنها مقدمة لفرض سياسات جديدة لا ترغب «إدارة المقاطعة» في رام الله أن تتذوق كأسها المرة، خوفاً ن مصير شبيه بمصير الرئيس الراحل ياسر عرفات.
اللوم، والعتب، والنقد، للقوى الفلسطينية الأخرى، بما في ذلك قيادات ميدانية من فتح نفسها، تبنت شعارات الانتفاضة في دعواتها إلى طي صفحة المفاوضات، إلى جانبها الجبهتان الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب والمبادرة الوطنية والصف العريض من المستقلين، والفعاليات الشبابية المنتظمة في مجالس طلابية في جامعات الضفة والقدس. إذ يلاحظ أن هذه الأطراف، وقد بدأت تنخرط في الهبة الشعبية، بأشكال متعددة وبنسب مختلفة، لم تتحرك حتى الآن نحو الدعوة للقاء وطني، ينعقد بمن حضر، لبحث الوضع المستجد في القدس والضفة الفلسطينية، واتخاذ الترتيبات، بين الأطراف المتوافقة لمد هذه الهبة بعناصر التواصل الزمني والامتداد الجغرافي، والتوسع الاجتماعي، وبحيث تتجاوز حدود المشاركة الشبابية، نحو مشاركات موسعة، للمزارعين والفلاحين، خاصة المهددة أراضيهم بالمصادرة للاستيطان، ولعائلات الأسرى والمعتقلين، وللعمال، والموظفين، وغيرهم، مع إدراك مسبق بأن الإجماع الوطني على هذه الهبة، وتحويلها إلى انتفاضة شاملة لم ينعقد بعد.
فما زالت البيروقراطية العليا، في السلطة الفلسطينية، وشرائح معينة من رجال المال والأعمال، خاصة أصحاب المصالح المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالاقتصاد الإسرائيلي،.. ترى في الاستقرار والهدوء والتعايش مع الاحتلال، واعتماد الحوار [المفاوضات] سبيلاً وحيداً لحل القضايا المعلقة (رغم فشل هذا الأسلوب) مصلحة لها، وترى أن «الفوضى» و «العنف» من شأنهما أن يلحقا الضرر بهذه المصالح.
الهبة الشعبية تحمل في طياتها رسائل واضحة. أهمها أنها تمرد على الاحتلال والاستيطان، ومدخل سلوك سياسة جديدة وبديلة. وأهمها أيضاً، أنها تقف والقيادة الرسمية، وشرائح اجتماعية، وربما بعض القيادات الفصائلية المحسوبة على السلطة على طرفي نقيض ■