دشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، العام الجديد بقتل شابين وإصابة ستة آخرين وصفت جروح أحدهم بأنها بالغة الخطورة، وتفجير ثلاثة منازل في بلدة كفر دان تعود لعائلات شهيدين يواصل الاحتلال احتجاز جثمانيهما، وذلك خلال عملية اقتحام واسعة النطاق شنتها في البلدة، فجر أمس، وسط مواجهات واشتباكات مسلحة امتدت للقرى المجاورة.

وأفاد الدكتور سامر عطية مدير مستشفى "ابن سينا" التخصصي في مدينة جنين، باستشهاد الشابين محمد سامر حوشية (21 عاما) من بلدة اليامون جراء إصابته بعدة رصاصات في صدره، وفؤاد محمود أحمد عابد (17 عاما) من كفر دان جراء إصابته بالرصاص في منطقتي البطن والفخذ، وإصابة ستة آخرين وصفت جروح أحدهم بأنها بالغة الخطورة جراء إصابته بالرصاص في صدره.

واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بعشرات الآليات العسكرية ترافقها جرافة عسكرية، بلدة كفر دان في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، وحاصرت ثلاثة منازل تعود لذوي الشهيدين أحمد أيمن إبراهيم عابد، وعبد الرحمن هاني صبحي عابد منفذَي "كمين الجلمة" في الرابع عشر من أيلول العام الماضي والذي أسفر عن مقتل ضابط وإصابة عدد من جنود الاحتلال قرب حاجز "الجلمة" شمال شرقي جنين قبل استشهادهما.

وأكد شهود عيان، أن قوات الاحتلال تمركزت في محيط المنازل الثلاثة تمهيدا لهدمها، بعد أن احتلت عددا من المنازل المطلة ونشرت فرق قناصتها عليها، وسط مواجهات عنيفة أصيب خلالها ثمانية مواطنين بالرصاص، وأعلن لاحقا عن استشهاد اثنين منهم هما الشهيدان حوشية وعابد متأثرين بإصابتيهما البالغتين، فيما اعتقلت قوات الاحتلال خلال عملية الاقتحام الشاب ماهر هاني عابد بعد أن دهمت منزله، وهو شقيق الشهيد عبد الرحمن.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصدر كبير في جيش الاحتلال قوله، إنه بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف الشهر على مقتل الضابط بار فلاح، قامت قوات الجيش بتدمير منازل ذوي منفذَي عملية حاجز "الجلمة".

وقال والد الشهيد أحمد عابد بعد تفجير منزل عائلته، إن "الشعب الفلسطيني يواجه عدوا غاشما متغطرسا لا يفهم إلا لغة القوة، وإن احتجاز جثامين الشهداء وهدم بيوتهم، بالإضافة إلى الاعتقالات والاقتحامات، سياسة فاشلة وغير جديدة على الفلسطينيين الصابرين الصامدين على أرضهم".

وأوضح عابد، أن قوات الاحتلال اقتحمت منزله في كفر دان عند العاشرة والنصف مساء أول من أمس، بعد أن اقتلع الجنود الباب، وأبلغه أحد ضباط المخابرات بقرار هدم المنزل الذي أجبره الجنود على إخلائه خلال دقائق بالقوة دون أن يسمح لأفراد عائلته بتفريغه من محتوياته.

بدوره، قال هاني عابد والد الشهيد عبد الرحمن، إن المنزل والحجارة ليست أهم لديه من ابنه الذي ارتقى شهيدا، فيما أكد شهود عيان أن عملية التفجير طالت منزل جد الشهيد عبد الرحمن عابد، وذلك بذريعة أن الشهيد كان يتواجد فيه قبل استشهاده.

وطالبت عائلة الشهيدين عابد الجهات الحقوقية والرسمية كافة بالعمل على استعادة جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال لدفنهم.

وروى شهود عيان لـ"الأيام"، أن عملية تفجير المنازل الثلاثة جاءت بعد عملية عسكرية نفذتها قوات الاحتلال في كفر دان واستمرت حتى ساعات الصباح تعرضت خلالها لوابل كثيف من الرصاص والعبوات المتفجرة التي أطلقها مقاومون، وأجبرت خلالها تلك القوات المواطنين من أصحاب المنازل المجاورة على إخلائها والمكوث في العراء في ظل البرد الشديد بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن.

وزعم متحدث باسم جيش الاحتلال، بأن قواته تعرضت لإطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة خلال اقتحامها بلدة كفر دان، في محاولة منه لتبرير جريمة قتل الشهيدين عابد وحوشية وإصابة عدد من الشبان بالرصاص.

وكان الشهيدان أحمد وعبد الرحمن عابد، ارتقيا في الرابع عشر من أيلول الماضي خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بعد أن نصبا لها كمينا محكما على مقربة من حاجز "الجلمة"، ما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة عدد من جنود الاحتلال الذي احتجز جثماني الشهيدين ويرفض تسليمهما لعائلتيهما.

وأبلغ شهود عيان "الأيام"، أن عشرات الشبان من مخيم جنين والتجمعات السكانية المجاورة توجهوا إلى بلدة كفر دان لمساندة أهلها في التصدي لقوات الاحتلال، وكان من بين هؤلاء الشهيد حوشية.

تشييع الشهيدين
وفي ساعات الفجر، انطلقت من أمام مستشفى "ابن سينا" في مدينة جنين مسيرة جماهيرية حاشدة تقدمها عدد من المقاومين، حمل المشاركون فيها جثماني الشهيدين عابد وحوشية على الأكتاف، وجابوا شوارع المدينة ومخيمها، مرددين الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال.
ودعا المشاركون في المسيرة إلى تعزيز الوحدة الوطنية باعتبارها السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال، مطالبين بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ما كتبه الشهيد عابد على موقعه على "إنستغرام" قبل ساعات من ارتقائه، "سلام على من حارب في الليل وعاد في الصباح شهيدا"، إلى جانب مقطع فيديو من باحات المسجد الأقصى.

وفي وقت لاحق، شيعت جماهير غفيرة من محافظة جنين، جثماني الشهيدين عابد وحوشية إلى مثواهما الأخير في كفر دان واليامون، حيث انطلقت مسيرة التشييع من المدينة وجابت شوارعها، ورفع المشيعون جثماني الشهيدين على الأكتاف وسط ترديد هتافات منددة بجرائم الاحتلال، قبل أن ينطلق موكب محمول توجه بالشهيدين كل منهما إلى مسقط رأسه حيث تمت مواراة جثمانيهما الثرى.

واقتحام برقين
وبالتزامن مع اقتحام بلدة كفر دان، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة برقين المجاورة غرب جنين، وطاردت مركبة ادعت أنها كانت تقل مقاومين أطلقوا النار عليها ولاذت بالفرار.

وذكر شهود عيان، أن قوات الاحتلال اقتحمت أحياء "البياضة" و"المطلة" و"العبارة" في برقين وسط اشتباكات مسلحة عنيفة، ونشرت فرق القناصة على أسطح منازل عالية بالقرب من كنيسة برقين الأثرية ومنطقة رأس المطلة، ولاحقت مركبة غرب البلدة تمكنت من الفرار، وحطمت زجاج مركبة أخرى، قبل انسحابها من البلدة، فيما أطلقت قوات أخرى قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة لدى انسحابها من بلدة كفر دان من جهة بلدة السيلة الحارثية غربا، ما أدى إلى إصابة العشرات من طلبة المدارس بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف