خرج أقدم الأسرى الفلسطينيين من زنازين الاحتلال إلى فضاء الحرية فجر أمس، ليلقى استقبالَ الأبطال وليؤكد أنه سيواصل المسيرة.

فقد أفرجت سلطات الاحتلال، أمس، عن عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب، عضو اللجنة المركزية لحرة "فتح" كريم يونس، بعد 40 عاماً قضاها في سجون الاحتلال.

وتعمدت سلطات الاحتلال الإفراج عن المناضل يونس فجراً، وتركه وحيداً قرب تل أبيب، دون إبلاغ عائلته في محاولة لتنغيص فرحتهم وتخريب استقباله.

وقال يونس للصحافيين أمام مقبرة "عارة" داخل الخط الأخضر، حيث بدأ حياته خارج السجن بزيارة قبرَي والديه، إن الأمن الإسرائيلي اقتحم سجن "هداريم"، حيث قضى ليلته الأخيرة، وتم نقله في مركبة إلى مركبة ثانية وثالثة، قبل تركه وحيداً في محطة للحافلات في "رعنانا"، وطلبوا منه الانتقال عبر الحافلات لمنزل عائلته.

وأوضح أنه وجد بعض العمال الفلسطينيين، وتحدث معهم واتصل من هاتف أحدهم بأشقائه الذين وصلوا للمكان ونقلوه للمنزل.

وقال يونس إنه "سيكمل مشواره السياسي بعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية".

وزاد: "على استعداد أن نضحي 40 سنة أخرى من أجل شعبنا وأهلنا وحرية أبناء شعبنا في كل مكان"، مضيفاً "طالما هناك شعب مناضل فأنا جزء من هذا الشعب، لقد خرجت من السجن لأكمل المشوار مع هؤلاء ولأنشد نشيد بلادي وأستمر معهم".

ووجه يونس التحية "لأبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم، في الشتات ومخيمات اللجوء وفي القدس وغزة والضفة الغربية، وأنا أعلم أنهم جميعاً يحتفلون اليوم بخروجي من السجن، وهذه بادرة ونور وضوء في سماء فلسطين من أجل الآتي".

وقال إن فرحته بالإفراج عنه بعد 40 عاماً بالأسر تبقى منقوصة لوجود 4 آلاف و500 أسير في السجون الإسرائيلية.

وأردف: "تركت 4500 أسير موحدين في وجه الآتي، في وجه بن غفير وزمرته الذي منذ تسلمه منصبه، يهدد الأسرى، وأنا أبشر أبناء شعبنا بأن الأسرى لن يرفعوا الراية البيضاء ولن يستسلموا لا لبن غفير ولا لغيره".

وإيتمار بن غفير هو وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة الذي هدد مراراً بالتقييد على الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وتابع يونس: "رسالة الأسرى واحدة فهم يقولون لا بن غفير ولا سياسة بن غفير ستؤثر عليهم، فالأسرى موحدون في وجه هذا الطاغوت، وهم عندهم استعداد للتضحية بأرواحهم من أجل وقف بن غفير وهذه الهجمة، معركتهم هذه هي أم المعارك، معركة الحرية إن شاء الله".

واحتضن كريم قبر والده الذي توفي قبل 10 سنوات وحُرم من لقائه لأكثر من 17 عاماً، كما بكى بحرقة أمام قبر والدته صبحية يونس، التي توفيت قبل 8 أشهر فقط وكانت تنتظر تحرره بفارغ الصبر.

وقال كريم يونس من أمام المقبرة "والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية.. أمي تحملت فوق طاقتها لكنها اختارت أن تراني من السماء بعد انتظار طويل".


عن اللحظات الأخيرة في السجن
وعن اللحظات الأخيرة في المعتقل، قال المناضل يونس: "تم اقتحام السجن ليلاً وتم نقلي بشكل مفاجئ إلى خارجه، ومن هناك نُقلت من مركبة إلى أخرى، مما زاد انفعالي، حتى أطلقوا سراحي عند محطات الباصات وطلبوا مني التوجه إلى عارة. وجدت بعض العمال الفلسطينيين واتصلت بأهلي من هواتفهم حتى وصل أشقائي".

وفور سماع الأخبار عن تحرر الأسير كريم يونس، توافدت جماهير غفيرة من البلدات الفلسطينية بأراضي الـ48 لمنزل عائلته لتشارك في فعاليات الاحتفاء بتحرره.

وفرضت شرطة الاحتلال قيوداً على الاحتفال بتحرُّر الأسير كريم يونس، الذي نال حريّته، حيث وصلت عدّة سيارات من شرطة "حرس الحدود" إلى عارة، مساء أمس، واقتحم عناصر منها الخيمة التي نُصبت لاستقبال لاستقبال مهنّئيه.

وأفادت مصادر محلية بأنّ الشرطة اقتحمت منطقة المسقاة، مكان احتفال واستقبال الأسير، ومنعت عائلة الأسير من تنظيم مسيرة كان مقرّراً أن تجوب شوارع البلدة، احتفاءً بالأسير وتكريماً له.

وأفاد أحد المنظّمين بأنه "تم إلغاء المسيرة، وذلك لمنع محاولات الشرطة استفزاز الأهالي، كما طلبت الشرطة من المنظمين عدم الاحتفال خارج الخيمة، بالإضافة إلى منع رفع العلم الفلسطيني".

وكان يُفترض أن تنطلق المسيرة من المسجد القديم في البلدة، لتصل خيمة الاحتفال في حي المسقاة.

تحريض إسرائيلي
وبعد تحرر يونس من الأسر، طالب رئيس الائتلاف الحكومي، وعضو الكنيست من الليكود، أوفير كاتس، أحزاب الائتلاف والمعارضة التحرك المشترك لتمرير مشروع قانون بسحب الجنسية والإقامة وترحيل الفلسطينيين من الداخل الذين يتورطون في عمليات، ومن بينهم كريم وماهر يونس.

وكانت شرطة الاحتلال، قد اقتحمت الليلة الماضية، منزل عائلة الأسير كريم يونس في عارة، واستولت على الأعلام الفلسطينية ورايات حركة "فتح".

وأبلغت شرطة الاحتلال عائلة يونس بمنع رفع علم فلسطين ورايات "فتح"، والبوسترات التي عليها صور شعار العاصفة أو قبة الصخرة، وتشغيل الأغاني الوطنية الفلسطينية، كما استولت على كافة الأعلام والرايات من داخل الصوان الذي أقيم أمس، بعد رفض الاحتلال استقبال كريم في صالة مغلقة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف