أجمع أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسته الطارئة التي عقدت في مدينة نيويورك، أمس، لمناقشة "انتهاك إسرائيل للوضع الراهن في القدس"، على إدانة إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، على اقتحام المسجد الأقصى، معتبرين ذلك خطوة استفزازية مرفوضة وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي والوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها، وجددوا التأكيد على ضرورة تحقيق السلام في المنطقة على أساس حل الدولتين، ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة.
وقال خالد خياري، الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ في الأمم المتحدة، إن الاقتحام يعتبر استفزازاً قد ينبئ باشتعال أحداث عنف تؤدي إلى إراقة الدماء، ونؤكد على دعوة الأمين العام لوقف كل ما يسهم في تأجيج أعمال العنف والحفاظ على الوضع القائم ودور المملكة الأردنية الهاشمية في القدس.
من جهته، تساءل رياض منصور مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، ما هي الخطوط الحمراء التي يجب أن تتخطاها إسرائيل ليتصرف مجلس الأمن؟ فقط أظهرت إسرائيل تجاهلاً كاملاً لقداسة الحياة الفلسطينية والقانون الدولي وحرمة وقداسة المسجد الأقصى، مشيراً إلى أنها تزدري الشعب الفلسطيني والعالم والمجتمع الدولي برمته، وتتوعد بمواصلة القيام بذلك، ولكن مع ذلك فإن مجلس الأمن يظل جالساً على الهامش.
من جهته، أكد مندوب المملكة الأردنية الهاشمية، أن اقتحام المسجد الأقصى وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مرفوضة مدانة تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها، وتنذر بالمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهاً خطيراً يتوجب على مجلس الأمن والمجتمع الدولي العمل على وقفه.
من جانبه، قال مندوب الإمارات، ندين الاقتحام، الذي يؤدي إلى زعزعة الوضع الهش، ويبعد المنطقة عن طريق السلام الذي نسعى إليه جميعاً، ويؤدي إلى تعميق الاتجاهات السلبية للصراع، كما يؤدي لمواجهة نسعى لتجنبها في الوقت الحالي ويغذي الكراهية.
إلى ذلك، قال مندوب الصين، إن ما نشهده الآن ليس السبيل الأمثل لبدء العام الجديد، وأقول للمسؤولين الإسرائيليين الحكوميين الذين دخلوا باحات الأقصى، نحن يعترينا القلق من أي تصرفات أو أي أفعال أحادية الجانب تؤدي لتصاعد التوترات، ما ينذر باشتباكات ومواجهات يمس بالوضع الديني للمقدسات.
من جانبه، قال ممثل ألبانيا، علينا تقديم ترياق بشكل آني لمنع انعدام الثقة، وثمة نقطة رئيسة أن أي تدابير أحادية تسهم في تقوض السلام، ويجب وقفها، ويجب أيضا العمل من أجل تفعيل عملية السلام رغم انصرام عقدين من الزمان.
بدورها، قالت مندوبة الولايات المتحدة، إن أميركا ملتزمة بحل الدولتين، ولكننا قلقون بشأن أي تدابير أحادية الجانب تقوض حل الدولتين، وأضافت: كما أكد الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن ندعم الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف، ونقدر الدور الخاص الذي يطلع به الأردن كوصي على الأماكن الدينية.
من جانبه، أكد مندوب الاتحاد الروسي أن الاقتحام أمر يثير الحفيظة، ولا يمكن أن تُرى هذه الحادثة بمعزل عن الأحداث التي وقعت في العام 2000 بعدما توجه شارون محاطاً بمئات من عناصر الشرطة للأقصى، الأمر الذي فجر الانتفاضة الثانية والتي أودت بأرواح الآلاف.
قال مندوب الجابون، إن احترام الوضع القانوني والتاريخي للأراضي المقدسة في القدس هو أمر اساسي للتعايش السلمي بين اسرائيل وفلسطين، وهذا حق أساسي.
فيما قالت مندوبة مالطا، ندعو الى وقف أي عمل من أعمال التصعيد واستعادة الهدوء، ونحث كل من له سلطة وقوة للضغط على الاطراف والامتناع عن اي اعمال استفزازية أحادية تؤدي الى تفاقم الوضع أكثر مما هو عليه.
بدورها، قالت ممثلة المملكة المتحدة: إن المملكة المتحدة تؤيد تأييداً قوياً الوضع القائم التاريخي الذي يحكم الأماكن المقدسة ويحمي مرتاديها من العباد ويحمي السلام، ونقدر دور الأردن المهم كوصي على الأراضي المقدسة.
إلى ذلك، أعرب مندوب فرنسا، عن قلق بلاده العميق تجاه الاقتحام، وقال: ينبغي ان نفعل كل ما نستطيع لمنع التصعيد الذي له عواقب وخيمة على الأرض، وفرنسا تنادي باحترام الوضع التاريخي القائم.
من جانبه، عبر مندوب الإكوادور، عن أسفه لأن بند القضية الفلسطينية ما زال قائماً على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، منذ أن انتخبت بلاده أول مرة لشغل العضوية في المجلس عام 1950.
عبر مندوب اليابان عن القلق العميق الذي يساور بلاده، حيال الاقتحام، نظراً للوضع المتوتر أصلاً في المنطقة، مشدداً على أن الحل السلمي يمكن تحقيقه من خلال الحوار الذي يستند إلى الثقة المتبادلة، وحث الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على العودة إلى مسار الحوار، وإعادة الالتزام بشكل جدي نحو تحقيق حل الدولتين.
من جهتها، شددت المجموعة العربية على أهمية احترام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، بما يشمل احترام مكانة الحرم بمساحته البالغة 144 دونما كمكان عبادة خالص للمسلمين.
بينما شددت مندوبة سويسرا على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي، واحترام وصاية الأردن، مشيرةً إلى أن الأعمال أحادية الجانب تهدد فرص السلام في الشرق الأوسط، مجددة التأكيد على ضرورة احترام القانون الدولي.
من جهته، أعرب مندوب البرازيل عن قلق بلاده من الاقتحام وجدد معارضة بلاده لكل الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة في القدس.
كما جدد مندوب موزمبيق على موقف بلده الداعم لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ولحل الدولتين، من أجل تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة.
يذكر أن هذه الجلسة، تأتي بطلب فلسطيني أردني مشترك، تم تأييده من الإمارات العربية المتحدة، المندوب العربي في المجلس وكذلك الصين، في أعقاب إقدام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، على اقتحام باحات المسجد الأقصى.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف