أعدمت قوات الاحتلال، أمس، المواطن أحمد حسن كحلة (45 عاماً) من بلدة رمون، عندما أطلقت نيرانها باتجاهه من مسافة صفر عند حاجز مفاجئ أقامته قرب بلدة سلواد شرق رام الله، وفق أكثر من شاهد عيان.
وقالت وزارة الصحة: إن كحلة أصيب برصاصتين اخترقتا رقبته، ونقل إلى مجمع فلسطين الطبي بوضع حرج، وأعلنت وفاته بعد وصوله بدقائق.
وقال المسعف عاهد سميرات، الذي نقل الشهيد كحلة إلى المستشفى: "كان فاقداً لكل العلامات الحيوية حين وصلنا إليه".
وأضاف سميرات: إن "نجل الشهيد طلب الاستغاثة، لكن جنود الاحتلال منعونا من الاقتراب منه، وأبلغونا أنه معتقل، غير أنه أفرج عنه في وقت لاحق".
وأفاد شاهد عيان بأن جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز عسكري مفاجئ أقيم على المدخل الغربي لبلدة سلواد، أطلقوا النار صوب المواطن كحلة من مسافة صفر، بعد أن أجبروه على النزول من مركبته، إثر مشادة كلامية.
وكان الشهيد في طريقه برفقة نجله قصي (18 عاما)، إلى بلدة دير السودان للعمل في ورشة تمديدات كهربائية.
وقال قصي، ابن الشهيد والذي كان يرافقه لحظة استشهاده: إنه ووالده كانا في طريقهما للعمل صباحاً، فأوقف جنود الاحتلال مركبتهما تحت جسر يبرود، وأطلقوا قنبلة صوت ارتطمت بسقف السيارة، وعاجله الجنود برش غاز الفلفل صوب وجهه، وأنزلوه من المركبة ثم غاب عن الوعي.
وأظهر شريط مصور، التقطه أحد المواطنين المتوقفين على الحاجز، أن مشادة حدثت بين الشهيد كحلة وعدد من جنود الاحتلال، فقام أحدهم بإطلاق النار عليه من مسافة صفر دون أن يشكل أي خطورة على الجنود.
وقال ماهر شفيق لـ"الأيام": كنت في الجهة المقابلة من الشارع، كان هناك صف من السيارات نتيجة وجود حاجز للاحتلال الإسرائيلي، احتج الناس على تأخر مرور السيارات بسبب الحاجز، قاموا بإطلاق أبواق السيارات".
وأشار إلى أن جنود الاحتلال "أطلقوا قنبلة صوت فأصابت سيارة الشهيد، فصاح بهم بأن القنبلة أصابت سيارته، جاء الجنود إليه وبدؤوا بضربه وابنه قصي الذي كان يجلس في المقعد بجانبه".
وأضاف: "ثم أخرجوهما من السيارة واستأنفوا ضربهما، فحاول الشهيد الدفاع عن نفسه، فأطلق أحد الجنود النار عليه بدم بارد، ما أدى إلى استشهاده".
وتابع شفيق: "لقد شاهدت الحادث بأكمله من مكاني، وما زعمه جيش الاحتلال عن محاولة طعن غير صحيح وكذب".
من جهته، قال علي كحلة، من عائلة الشهيد، لـ"الأيام": "شهيدنا عامل كهرباء، يتوجه يومياً إلى عمله من خلال طريق جسر يبرود في سلواد، كانت هناك أزمة سيارات نتيجة حاجز إسرائيلي".
وأضاف: "جنود الاحتلال أطلقوا قنبلة صوت أصابت سيارة الشهيد، ومن ثم اعتدى جنود الاحتلال على الشهيد وابنه قصي الذي تواجد معه، وذلك برش غاز الفلفل على قصي، ونتيجة لذلك حصل تدافع بينه وبين الجنود، وحاول الدفاع عن نفسه من اعتداء الجنود، فقاموا بإطلاق النار عليه، ما أدى إلى استشهاده".
وأضاف: "تم إطلاق النار عليه بدم بارد، والمزاعم عن محاولة طعن لا أساس لها من الصحة".
وأشار إلى أن للشهيد ولدين وابنتين.
من جانبه، زعم جيش الاحتلال، في بيان، أن جنوده حددوا "سيارة مشبوهة رفضت التوقف لإجراء تفتيش روتيني قرب سلواد".
وأضاف: إن جنوده استخدموا "وسائل تفريق الشغب من أجل اعتقال أحد المشتبه بهم من سيارته".
ولم يرد الجيش فوراً على طلب فرانس برس توضيح طبيعة الأسلحة المستخدمة في توقيف المركبة، أو إذا ما كان كحلة مسلحاً أم لا عند استشهاده.


تشييع حاشد
وفي وقت لاحق، شيّع مئات المواطنين جثمان الشهيد كحلة إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه بلدة رمون.
وانطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي برام الله، وطاف شوارع المدينة، قبل أن يتوجه إلى منزله في رمون، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، ثم نقل إلى مسجد القرية، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه، قبل أن يوارى الثرى.
وبارتقاء الشهيد كحلة ترتفع حصيلة الشهداء إلى 13 منذ بداية العام الجاري، بينهم 3 أطفال.
يذكر أن 224 شهيداً ارتقوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي 2022.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف