لا تصدق والدة الشهيد عز الدين باسم حمامرة (24 عاماً) من بلدة جبع جنوب جنين، أنها لن تضم نجلها الأحب إلى قلبها كما كانت تفعل دائما، بعد أن فرق الموت بينهما إلى الأبد.
"هذا الصدر لن يضم عز الدين".. بهذه الكلمات كانت والدة الشهيد حمامرة تتحدث عن حجم الألم الذي لا يطاق وأحرق قلبها باستشهاد نجلها الذي ضمته الأرض في باطنها، ولن تضمه الأم بعد اليوم إلى صدرها كما ولو كان طفلاً لتداعب خصلات شعره، بعد أن كان هدفاً للقتل بدم بارد، صبيحة أول من أمس، برفقة رفيق دربه الشهيد أمجد عدنان خليلية (23 عاماً).
وارتقى الشهيدان حمامرة وخليلية في جريمة إعدام ارتكبتها قوات الاحتلال، خلال كمين محكم نصبته لهما على مقربة من بلدتهما جبع، حيث فتح الجنود النار على المركبة التي كانا بداخلها، وذلك بذريعة مشاركتهما في إطلاق النار على قوات الاحتلال المتمركزة على مدخل موقع مستوطنة "ترسلة" المخلاة جنوب جنين.
"في كل الدنيا فش حدا أحسن من عز الدين".. قالت الوالدة المفجوعة وهي تتحدث عن نجلها الشهيد وغاب عن هذه الدنيا إلى الأبد دون أن يودع والدته التي قالت: "ما كان عز الدين يقول لي لع، وكان كل همه رضا الله ورضاي، وأنا راضية عنه دنيا وآخرة".
وأكدت الأم المفجوعة برحيل نجلها، أنها كانت تلح عليه بشكل دائم حتى يتزوج ويكون أسرة ويكون لديه أبناء وبنات، مضيفة: "كلما كنت أفتح معه موضوع الزواج حتى أفرح فيه، كان يقول أنا بدي أفرح بالوطن".
وأشارت إلى تعرض نجلها الشهيد للاعتقال داخل الاحتلال في تجربة أكدت الأم أنها شكلت له دافعا لمزيد من الانخراط في المقاومة.
ومضت "كثير كنت أقول له أنت انسجنت عند اليهود خلص بكفي وقمت باللي عليك، بس هو ما كان يرد، وكان يعتقد أنه لم يقم بشيء من واجبه في الدفاع عن وطنه وشعبه".
وأشارت الأم، إلى أن نجلها الشهيد أصبح هدفا معلنا للمطاردة من قبل قوات الاحتلال قبل نحو شهرين، بذريعة مشاركته في سلسلة عمليات إطلاق النار التي نفذتها مجموعات جبع ضد أهداف ومواقع الاحتلال، مضيفة: "خلال هذه الفترة ما كان عز الدين يحضر للبيت، وشفته مرتين أو ثلاثة، ولم أكحل عيني برؤيته، وكان يمضي معظم وقته مطاردا".
وفجعت الأم، باستشهاد نجلها عز الدين في ساعات الصباح الباكر، ووقع كالصاعقة على رأسها، ولكنها راحت تردد "الله يرحمك ويرضى عليك يما.. عشت بطل واستشهدت بطل".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف