شهدت بلدة جبل المكبر، أمس، إضراباً شاملاً عمّ مختلف مناحي الحياة فيها رفضاً لسياسة الهدم المتصاعدة في مدينة القدس المحتلة، وتخللته مواجهات عنيفة وإغلاق مختلف مداخلها، جاء ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال قرية العقبة المهددة وصوّرت منازلها ومنشآتها، وواصلت محاصرة مدينة أريحا لليوم الرابع على التوالي، تزامن ذلك مع مواصلة المستوطنين اعتداءاتهم، والتي أقدموا خلالها على إعطاب مركبات وخطّ شعارات عنصرية في أطراف مدينة البيرة، واقتحام مدرسة في بلدة حوارة.
فقد عمّ الإضراب الشامل بلدة جبل المكبر، جنوب شرقي القدس المحتلة، أمس، رفضاً لعمليات الهدم المتواصلة التي تنفذها سلطات الاحتلال في البلدة ومدينة القدس المحتلة.
وشل الإضراب مختلف مناحي الحياة بما فيها المدارس وأغلق الشبان مداخل البلدة طوال يوم أمس، بالحجارة والإطارات المشتعلة وحاويات القمامة وسكبوا الزيوت في شوارعها لمنع قوات الاحتلال من اقتحامها.
ودفعت شرطة الاحتلال بتعزيزات كبيرة إلى مداخل البلدة في محاولة لاقتحامها، إلاّ أن الشبان تصدوا لها في أكثر من موقع وأجبروها على الانسحاب دون أن تتمكن من دخولها.
وأشارت مصادر إلى أن "بلدية الاحتلال أخطرت بهدم 130 منزلاً في جبل المكبر خلال العام 2022، ووسعت عمليات الهدم فيها منذ مطلع العام، ما دفع أهالي البلدة لإعلان الإضراب الشامل رفضاً لسياسة هدم البيوت وتشريد الأطفال والنساء في العراء".
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أصدر تعليمات في أعقاب عملية القدس بتسريع عمليات هدم المنازل في القدس المحتلة كخطوة انتقامية.
وفي أعقاب ذلك، وجه مركز عدالة رسالة عاجلة إلى بن غفير، والمستشارة القضائية للحكومة، طالب فيها بوقف عمليات الهدم في شرق القدس المحتلة لعدم قانونيتها وعدم امتلاكه الصلاحية التي تخوله إصدار تعليمات كهذه، محذرا من عواقب مواصلة عمليات الهدم التعسفية، التي تشكل عقابا جماعيا مخالفا للقانون الدولي.
يذكر أن عمليات الهدم طالت خلال العام المنصرم وفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني 1,058 مبنى ومنشأة، وتصدرت محافظة القدس مجمل عمليات الهدم بنسبة 29%.
في الإطار، اقتحمت قوات الاحتلال قرية العقبة بمحافظة طوباس وصورت منازلها ومنشآتها.
وقال الناشط عارف دراغمة، إن هناك تخوفاً من أعمال هدم قد ينفذها الاحتلال في القرية خلال الفترة المقبلة.
في الإطار، واصلت قوات الاحتلال حصارها وإجراءاتها العسكرية المشددة على مداخل مدينة أريحا، لليوم الرابع على التوالي.
وأقدمت قوات الاحتلال، أمس، على نصب مكعبات إسمنتية على مداخل المدينة، لتقييد حركة المواطنين، كما شددت من إجراءاتها العسكرية على مداخل المدينة، وفي أطراف المدينة، وواصلت عمليات تفتيش المركبات والتدقيق في بطاقات راكبيها، ما تسبب بحدوث أزمات سير خاصة للخارجين من المدينة.
وعلى صعيد الاعتداءات الاستيطانية، أعطب مستوطنون إطارات 3 مركبات، وخطّوا شعارات عنصرية على منازل في مدينة البيرة.
وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين تسللوا إلى المنطقة الصناعية في أطراف المدينة، وأعطبوا إطارات 3 مركبات تعود لعدد من المواطنين.
وأضافت المصادر ذاتها، إن المستوطنين خطّوا شعارات عنصرية على منازل تعود لعائلة الحجة، والبدوية، والشافعي، تدعو إلى قتل العرب.
بينما اقتحم مستوطن، مدرسة حوارة الثانوية للبنين، جنوب نابلس.
وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، إن مستوطناً اقتحم مدرسة حوارة الثانوية بمركبته، في محاولة للقيام بأعمال عربدة داخل أسوار المدرسة، إلا أن يقظة الإدارة حالت دون ذلك وتم طرده.
وحذر دغلس من قيام المستوطنين بالمزيد من الأعمال الانتقامية واستهداف الأهالي وممتلكاتهم.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف