ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الفلسطينيين لا يريدون السلام ولذلك فإنه قرر الالتفاف عليهم من خلال اتفاقيات تطبيع مع عدد من الدول العربية، معتبرا أن التطبيع مع السعودية سيكون تحولا كبيرا لأنه سيغير علاقات إسرائيل مع العالم العربي.

وقال في كلمة في مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية، تابعتها "الأيام"، "أريد تعزيز وتعميق السلام مع الشركاء والسعي إلى شركاء جدد، لقد قيل إنه لا يمكن التوصل إلى سلام مع الدول العربية دون التوصل أولا إلى سلام مع الفلسطينيين، ولكن توجد مشكلة وهي أن الفلسطينيين لا يريدون السلام، لا يريدون السلام مع إسرائيل وإنما يريدون السلام دون إسرائيل".

وأضاف، "والسبب لعدم حل هذا الصراع هو بسبب الرفض المتواصل من قبل القيادة الفلسطينية للاعتراف بالدولة اليهودية بأي حدود، وهذا هو سبب عدم حل هذا الصراع، ولذا فإذا ما انتظرت الفلسطينيين فسننتظر طويلا، لقد انتظرنا ربع قرن بعد التوصل إلى اتفاق مع الأردن ومن قبله مع مصر وسننتظر ربع قرن آخر وربما نصف قرن أو قرنا".

وتابع نتنياهو، "وأنا لم أؤمن بأن هذا صحيح، ولقد اعتقدت دائما أن الطريق التي يجب أن نتصرف بها ليس من الداخل إلى الخارج وإنما من الخارج إلى الداخل، بسبب عدم فاعلية السياسة الفلسطينية، بسبب الإصرار على عدم قبول الصهيونية بأي شكل، فانتظارهم يعني الانتظار إلى الأبد، ولذا فإن علينا الالتفاف والوصول إلى العالم العربي".

وأشار إلى أن "السبب في الوصول إلى العالم العربي هو أنهم أيضا يدركون خطورة التهديد الإيراني وأيضا يدركون المنافع العظيمة لشعوبهم من التقدم الكبير في إسرائيل والتكنولوجيا التي تساعدهم بطرق لا تحصى، وهذا أدى إلى تقريب الصفوف، ففي العام 2015 انطلقت الاجتماعات مع القادة العرب ومن هناك استمررنا بالمساعدة الأميركية للتوصل إلى اتفاقيات إبراهيم، والآن بعد أن انجزنا اتفاقيات إبراهيم، فإننا أنشأنا المبدأ وكسرنا الحاجز الذي منعنا من إدراك الفرص العظيمة بالسلام".

وقال نتنياهو، "الخطوة التالية ستكون ليس فقط دولة أخرى وإنما انطلاقة كبرى في توسيع دائرة السلام وأنا أتحدث بالطبع عن السلام مع السعودية، اعتقد أنه إذا ما حققنا هذا الأمر، ربما من خلال خطوات تدريجية، ربما خطوات تطبيع وتعلمون أن إحدى خطوات التطبيع التي سبقت اتفاقيات إبراهيم هي القدرة على السفر في الأجواء السعودية وهذا مؤشر جيد على أن هناك استعدادا للنظر في هذا النوع من السلام التدريجي من قبل القيادة السعودية ولكن هذا قرارهم وعليهم اتخاذ هذا القرار، ويمكنكم أيضا الافتراض إنه من غير الممكن أن يكون السلام الذي صنعناه مع البحرين والإمارات قد تم بمعارضة سعودية شديدة!، وأحاول أن أكون دبلوماسيا، بالتأكيد لا".

وأضاف، "ولذا، اعتقد أن التطبيع مع السعودية سيمثل تحولا كبيرا لأنه سيغير علاقات إسرائيل مع العالم العربي وسيؤدي إلى الإنهاء الفعلي للصراع الإسرائيلي العربي وليس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإنما الصراع العربي الإسرائيلي وسيساعد على تطبيع علاقات إسرائيل مع جزء كبير من العالم الإسلامي، واعتقد أن هذه الخطوة ستكون نقطة تحول تاريخية، واعتقد أنها ستطلق تغييرا تاريخيا بموقع إسرائيل في الشرق الأوسط والعالم، هذا هو الهدف الذي نعمل عليه بالتوازي مع هدف منع إيران، والأمران بطريقة ما مترابطتان".

وتابع نتنياهو، "ما الذي سيحدثه هذا التغيير في فتح الآفاق الاقتصادية؟ نحن نفكر الآن في 3 أمور، الأول وهو ربط الخليج العربي مع ميناء حيفا من خلال الخليج ومن ثم الأردن لتصل إلى حيفا، لقد أعدنا بناء سكة الحديد العثمانية بين حيفا وبيسان، وهذا سيسمح للبضائع بالمرور من الخليج العربي إلى أوروبا والعودة دون المرور في أي من النقاط التي عليك المرور بها من خلال البحر، ليس من خلال باب المندب وليس قناة السويس، يمكنك المرور مباشرة، وهذا تغيير واحد".

وأشار نتنياهو، "ولكن أيضا لا يوجد ما يمنع من وجود قناة أنابيب، قناة أنابيب نفط تقوم بالأمر ذاته تنطلق من الخليج العربي إلى موانئنا على البحر المتوسط وهو ما يوفر 7 أيام من السفر عبر البحر، وهناك أمور أخرى يمكننا القيام بها وهذا يغير الصورة فإسرائيل لن تعود كدولة معزولة شرق المتوسط محاطة بدول معادية وإنما دولة سلام في تحالف جيوسياسي مع دول عربية مهمة".

وقال، "وإذا ما قمنا بهذا فاعتقد أن فيه فرصا كبيرة للتطبيع وإنهاء صراعنا مع الفلسطينيين، إن أحد أسباب استمرار هذا النزاع هو معرفة الفلسطينيين أن بإمكانهم تحريك العالم العربي لرفض وجود إسرائيل وعندما يتغير هذا فإن السياسة الفلسطينية ستبدأ بالتغير".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف