أعدمت قوات إسرائيلية خاصة، فجر أمس، ثلاثة شبان من بلدة جبع جنين متأثراً بإصابته البالغة برصاص جيش الاحتلال، الثلاثاء الماضي، ليرتفع بارتقائه عدد شهداء المجزرة إلى سبعة شهداء.
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد الشبان: سفيان عدنان إسماعيل فاخوري "26 عاماً"، ونايف أحمد يوسف ملايشة "25 عاماً"، وأحمد محمد ذيب فشافشة "22 عاماً" من جبع جراء إطلاق الرصاص عليهم داخل مركبة كانت تقلهم في البلدة، فيما ارتقى الطفل وليد سعد داود نصار "14 عاماً"، من مدينة جنين متأثراً بجروح حرجة أصيب بها برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحامها مدينة جنين ومخيمها الثلاثاء الماضي، حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة راح ضحيتها ستة شهداء، وباستشهاد الطفل نصار ارتفع العدد إلى سبعة شهداء.
وأبلغ شاهد عيان من جبع "الأيام"، أنه سمع في تمام الخامسة و40 دقيقة صوت إطلاق كثيف للرصاص في منطقة "الفوارة"، مضيفاً: "صعدت إلى سطح المنزل مباشرة، فشاهدت حافلة بيضاء اللون كانت تقل قوات خاصة أطلقت النار على مركبة، وبعد دقائق اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المنطقة وحاصرتها".
وأضاف الشاهد: "سمع دوي انفجار في المنطقة تبين لاحقاً أنه ناجم عن إقدام قوات الاحتلال على تفجير المركبة التي كان بداخلها الشهداء بعد إخراج جثامينهم منها وإلقائها على الأرض".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال منعت المواطنين وطواقم الإسعاف من الاقتراب من المكان، بينما كانت جثامين الشهداء ملقاة على الأرض، وقد أصيبت أجسادهم بعشرات الطلقات النارية، وسط تأكيدات أنهم تعرضوا لإعدام ميداني عبر إطلاق النار على رؤوسهم وأجسادهم بعد التأكد من إصابتهم وإخراجهم من داخل مركبتهم.
من جهته، أفاد محمود السعدي مدير مركز الإسعاف والطوارئ التابع لجمعية الهلال الأحمر في جنين، بأن طواقم الإسعاف تسلمت جثامين ثلاثة شهداء، ونقلتهم إلى مستشفيات جنين.
ووفق شهود عيان، فإن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت جبع ونشرت فرق "القناصة" من جنودها على أسطح المنازل المرتفعة، وسط اشتباكات مسلحة، فيما حاصرت قوات أخرى منزلاً آخر في البلدة.
وقال جواد خليلية أمين سر حركة فتح لمنطقة الشهيد عبد الله علاونة في جبع، إن قوات إسرائيلية خاصة تسللت إلى البلدة، وأطلقت النار من مسافة صفر على مركبة في منطقة "الفوارة" كان بداخلها ثلاثة شبان، ما أدى إلى استشهادهم.
وذكر خليلية، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة ونشرت القناصة على أسطح عدد من منازل المواطنين، وحاصرت منزل المواطن بهاء فايز سلاطنة، لأكثر من ساعتين، قبل أن تعتقله وحطمت محتويات منزله بالكامل.

"الجهاد" تنعى الشهداء
وأصدرت "كتيبة جبع" التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بياناً نعت فيه قادتها الميدانيين الثلاثة والذين قالت إنهم ارتقوا في عملية اغتيال جبانة نفذتها قوات الاحتلال في بلدة جبع".
وجاء في البيان: "كان شهداؤنا أبطال عمليات الاشتباك ونصب الكمائن والتصدي لقوات الاحتلال على مدار الساعة، فلم يغفُ لهم جفن وكانوا للاحتلال بالمرصاد في كل ميادين الجهاد، حتى لحظة ارتقائهم شهداء، سائرين على درب من سبقهم إلى المجد من الشهداء".
وأضاف: "خاض مجاهدونا اشتباكات عنيفة لحظة تصديهم لقوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة واستبسلوا في استهدافها بالرصاص والعبوات المصنعة، وتمكنوا من إسقاط طائرة مسيرة محملة بالصواريخ والتي استخدمتها قوات الاحتلال أثناء عملية الاقتحام".

روايات الاحتلال
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً زعم أنها للأسلحة التي وجدتها قوات الاحتلال داخل المركبة التي كانت تقل الشهداء الثلاثة ممن ادعت أنهم يشكلون خلية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي.
وزعمت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، أن الشهداء الثلاثة أطلقوا النار باتجاه قوة إسرائيلية وتمت تصفيتهم، وعثرت القوات على مسدسات وبنادق وعبوات ناسفة كانت داخل مركبتهم، فيما وصفت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى الشبان الثلاثة بـ"القنبلة الموقوتة" والتي تم القضاء عليها، وادعت أنهم كانوا ينوون تنفيذ عملية وأن قوات الاحتلال حاصرتهم فلاذوا بالفرار واستقلوا السيارة وأطلقوا النار باتجاه الجنود الذين قاموا بتصفيتهم، مشيرة إلى أن عملية الاغتيال تمت على يد وحدة المستعربين الخاصة "يماس".
وادعى موقع "واللا نيوز" العبري، أن الشبان الثلاثة أطلقوا النار من مركبة مسرعة على جنود إسرائيليين كانوا في كمين لشخص مطلوب في بلدة جبع، وقتلوا بعد أن أطلق عليهم الجيش النار.
وزعم مصدر عسكري إسرائيلي، أن الشبان الثلاثة خططوا لتنفيذ عملية، وكانوا هدفاً لجهاز الشاباك، ولكن ليس في عملية الاقتحام هذه.

استشهاد طفل
في جنين
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة استشهاد الطفل وليد سعد داود نصار "14 عاماً"، من مدينة جنين متأثراً بجروح حرجة أصيب بها برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحامها مدينة جنين ومخيمها الثلاثاء الماضي.
وباستشهاد الشبان الثلاثة في جبع والطفل نصار في جنين، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 78 شهيداً، بينهم 14 طفلاً وسيدة، ومن بين الشهداء 31 شهيداً من محافظة جنين، و18 من محافظة نابلس، و7 من محافظة الخليل، وستة من محافظة القدس، وخمسة من محافظة أريحا والأغوار، وثلاثة من محافظة قلقيلية، وشهيدان في محافظة رام الله والبيرة، وشهيدان في قطاع غزة، وشهيدان في محافظة بيت لحم، إضافة إلى شهيد في محافظة سلفيت، وشهيد في محافظة طوباس.

تشييع الشهداء
وشيعت جماهير غفيرة من من محافظتي جنين ونابلس، جثامين الشهداء فاخوري، وملايشة، وفشافشة، إلى مثواهم الأخير في بلدة جبع.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي في جنين، حيث جابت مسيرة التشييع شوارع المدينة، قبل أن تنتقل إلى جبع بمشاركة آلاف المواطنين ممن حملوا جثامين الشهداء على الأكتاف وسط ترديد هتافات منددة بجرائم الاحتلال.
وعلى المدخل الرئيس للبلدة، كانت جماهير غفيرة بانتظار وصول جثامين الشهداء حيث انطلقت مسيرة ضخمة توجه المشاركون فيها بداية إلى منازل الشهداء حيث ألقت عائلاتهم نظرة الوداع الأخيرة على جثامينهم الطاهرة التي أدى المشيعون صلاة الجنازة عليها قبل مواراتها الثرى.
كما شيعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد الطفل نصار إلى مثواه الأخير في مقبرة جنين، حيث انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى جنين الحكومي، بعد وصول الجثمان من مستشفى "المقاصد" في القدس، وجاب شوارع المدينة محمولاً على الأكتاف وملفوفاً بعلم فلسطين.
وألقت عائلة الشهيد نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر، ومن ثم أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه قبل مواراته الثرى في المقبرة الغربية بالمدينة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف